يحتفل العالم فى ابريل من كل عام بيوم اليتم، وقد أوصانا ديننا الاسلامى باليتامى وحثنا على رعايتهم فى القرآن والأحاديث النبوية، فقال تعالى "ويسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم ان الله عزيز حكيم"، وقال صلى الله عليه وسلم "أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى، قد يعتقد البعض أن التبرع بالمال هو كل شىء يحتاج اليه الأيتام، وأقول لهؤلاء انتم مخطئون، فهناك من اليتامى العشرات والمئات وربما الآلاف ممن ورثوا تركة كبيرة من أموال تركها لهم أباؤهم وأمهاتهم، وقد أتفق جميع الباحثين فى شؤون الأيتام على أن جميعهم بمختلف فئاتهم يتشاركون فى الحاجة الى العطف والحنان والرعاية الاجتماعية من حولهم (مؤسسات وأفراد )، ولو بحثنا فى أمور حياة هؤلاء الايتام وبالأخص من يعيشون بعيداً عن رعاية المؤسسات المعنية بشكل مباشر، نجد أهمية وجود (الناصحين والموجهين المخلصين) فى حياة هؤلاء اليتامى ممن حولهم من (أقارب وجيران ومعارف )، وتكون مرحلة المراهقة وهى مرحلة محاطة بالمخاطر وتشكل علامة فارقة فى حياة اليتيم، مرحلة حرجة جداً، ويحتاج فيها الأيتام (ذكورا واناثا) الى رعاية ونصيحة وارشاد وتوجيه، تكون طوق نجاتهم من مخاطر هذه المرحلة، من هنا تبرز أهمية شعورنا بالعطف والمسئولية تجاه هؤلاء اليتامى بمختلف فئاتهم، فى دولتنا الحبيبة قطر (مؤسسات) تحتضن اليتامى وتعمل على رعايتهم داخلها وخارجها، وقد أولى صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير البلاد المفدى وولى عهده الأمين (حفظهما الله) رعاية خاصة بالأيتام، فكانت المؤسسة القطرية لرعاية الأيتام " دريمة " التى بدأت عملها فى عام 2003 برعاية سمو الشيخة موزا بنت ناصر، حرم صاحب السمو أمير البلاد المفدى، تلك المؤسسة التى تقدم خدماتها (للأيتام) من الفئات المستحقة، داخل المؤسسة وخارجها، وتعمل على ادماج الأيتام داخل الأسر، وقد كشف الاستاذ خالد كمال، المدير العام لمؤسسة دريمة عن وجود أعداد كبيرة من الأسر القطرية على قائمة الانتظار لاحتضان أيتام، وأكد المدير العام أن المؤسسة تسعى لوضع قوانين جديدة لحماية حقوق الأيتام فى المؤسسة، بمن فيهم فئة مجهولى الأبوين، من هنا تبرز أهمية وجود مثل هذه المؤسسات لرعاية هذه الفئة الضعيفة، كما تبرز أهمية مراعاتنا لحقوق هؤلاء علينا جميعاً تجاه الأيتام فى كل مكان وزمان ودعمهم فى مواجهة أعباء الحياة وتقديم النصح والارشاد اليهم ومشاركاتهم فى كل أمورهم خاصة من قبل الأقارب والجيران والأصدقاء ولنثق جميعاً بان التوجيه والارشاد والنصحية ربما تكون أهم احتياجات الأيتام دون أن يدرى بعضهم.