تعد مدينة لي جيانغ الصينية التي يقطنها 1.2 مليون نسمة، والواقعة في مقاطعة يونان في جنوب غرب البلاد، اخاذة وساحرة. فعلى الافق ترى مرتفعات الهمالايا. والسماء زرقاء صافية، مقارنة بمدن الصين الاخرى التي تعاني من الدخان والتلوث. وشوارعها مرصوفة بالحجارة، وتخترقها القنوات التي زرعت ضفافها باشجار الصفاف. وهذه المدينة القديمة غير العادية التي تحتضن ثقافة وتاريخ الصين الى جانب جمالها الطبيعي الخاص، اعتبرت موقعا تراثيا عالميا يجب الحفاظ عليه من قبل اليونيسكو، وهي موطن اثنية الناكسي الصينية. وقد باتت الآن وجهة يأتي اليها السياح المحليون، كما انها تحولت الى منطقة جديدة يزورها السياح الاجانب. وللحفاظ على جمال بيئتها تجد بعض اللافتات التي تحمل عبارات بديعة. وقد نشأت لي جيانغ كمركز للتجارة قبل حوالى ثمانمائة عام، وهي مازالت مدينة تجارية. فقد كانت ذات يوم محطة في طريق قوافل الشاي والخيول القديم الذي يربط مقاطعة يونان والتبت. ولكنها الآن تحولت الى موقع سياحي يجيء اليه السياح من بكين وهونغ كونغ. والامر الملحوظ في المدينة القديمة ان شوارعها مخصصة للمشاة فقط. وهنالك ورش انتاج اوراق الدونغا التي تستخدم كغطاء للمبات الاضاءة، وكتب مصنوعة من الورق المحلي. وفي ساحة السوق في المدينة القديمة يتجول السياح حول اصحاب الخيول الباحثين عن زبائن راغبين في اخذ جولات بالخيل. كما يشاهدون فرق الرقص التقليدية لاثنية الناكسي. وتعتبر فترة الصباح، المثالية للتجول عبر المدينة القديمة، حيث يقل عدد السياح، وللسير فوق الجسور الحجرية المقامة فوق ثلاثة افرع من نهر يوهي التي تمر عبر المدينة، والمرور بجوار الجدران المغطاة بفروع اللبلاب، والاشجار المزهرة التي تظلل القنوات، ويستطيع المرء ان يضيع في الازقة الملتوية. ولا تكتمل زيارتك إلى قرية بايشا عاصمة اثنية الناكسي شمال لي جيانغ، من دون المرور على الدكتور هو شيخيو الذي يدير عيادة للعلاج الصيني التقليدي، ويستطيع الدكتور هو البالغ من العمر 90 عاما تشخيص حالة الزائر، كما انه يقدم النصائح فيما يتعلق باستخدام الاعشاب الطبية، متحدثاً بلغة انكليزية جيدة.