كشف المشجع المعتدي على الحكم المساعد، محمد الجلاف، أن خوفه من وسائل الإعلام أدى لتواريه عن الأنظار طوال هذه الفترة، حتى تم إلقاء القبض عليه من قبل شرطة دبي في غضون أسبوع من الحادثة، على الرغم من صعوبة المهمة والتحقيق مع مئات المشجعين. وقال المشجع، واسمه راشد محمد سالم السويدي، الذي اتضح انه لاعب في فريق تحت 15 سنة بنادي الوحدة، ل«الإمارات اليوم» إنه فكر جدياً في الاتصال بالحكم الجلاف والاعتذار منه «لكن ما تناولته وسائل الإعلام للواقعة بشكل كبير، وفرد الصفحات لها، وردود الأفعال الخاصة التي خرجت من الجميع، وخوفي الشديد من وسائل الإعلام، ورد فعل أسرتي، جعلتني أصمت كل هذه الفترة، وعندما علمت بأن الحكم محمد الجلاف بادر بالتنازل عن القضية في نيابة دبي قررت على الفور التحدث إلى والدي وأفراد أسرتي والمسؤولين في نادي الوحدة، وقررنا جميعاً تقديم الاعتذار للحكم وطلب الصفح منه، وقررت أسرتي بالكامل زيارته في منزله وتثمين مبادرته بالتنازل عن القضية». وكان المشجع قد ألقى ببطارية هاتف من المدرجات لتصيب رأس الحكم المساعد في مباراة العين والأهلي المؤجلة من الجولة 14، ما أدى إلى نزيف دماء من رأسه نقل على إثره الى المستشفى وأجريت ثلاث غرز، فيما قرر حكم الساحة ايقاف المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي وإلغاء نتيجتها ورفع تقرير الى لجنة الانضباط التي قررت تخسير الأهلي 3-صفر ونقل مباراتين له على ملعبه. قمبر: اللاعب والحكم يعملان معي أكد مدير أكاديمية الناشئين بنادي الوحدة، عيسى قمبر، أن إدارة الأكاديمية فور علمها بالواقعة استدعت اللاعب، راشد محمد سالم السويدي، لبيان الحقيقة وفقاً لطلب إدارة شركة كرة القدم ولجنة الاحتراف بالنادي، وقال قمبر ل«الإمارات اليوم» حضر اللاعب، أول من أمس، إلى مقر الأكاديمية بفرع النادي بالشهامة، وطلبنا منه سرد الواقعة بالكامل منذ أن وصل إلى ملعب النادي الأهلي بدبي حتى إعلان الحكم، حمد الشيخ، إنهاء المباراة، وأبلغنا اللاعب بأنه لم يكن يقصد توجيه بطارية الشحن التي ألقاها على أرض الملعب إلى رأس الحكم، وأنها لسوء حظه ارتطمت برأسه، وأضاف «اعترف اللاعب بالخطأ، وأعلن ندمه على هذا التصرف، ووعد بعدم تكراره مرة أخرى». وقال «سنعد تقريراً بنتائج هذا الاجتماع وسنقدمه إلى لجنة الاحتراف بشركة كرة القدم لاتخاذ اللازم، والحقيقة التي لا يعلمها الجميع أن مساعد الحكم محمد الجلاف، وهو ضابط شرطة برتبة نقيب، يعمل في إدارة جوزات أبوظبي، وهي الإدارة نفسها التي أعمل بها، حيث إنني رئيس له في العمل، بحكم أنني ضابط أيضاً برتبة مقدم، وأراه يومياً، كما أنني بحكم إشرافي على أكاديمية الناشئين بنادي الوحدة مديراً لها أرى اللاعب يومياً أيضاً، فاللاعب والحكم يعملان معي، وإن شاء الله سأصطحب اللاعب أيضاً من جديد لتقديم اعتذار ثانٍ له تثميناً لما قام به الجلاف من مبادرة كريمة بتنازله عن القضية، وهذا يدل على حسن أخلاقه كأحد أفراد شعب الإمارات الذي تربي في دار زايد الخير». مدرب اللاعب: راشد يتمتع بأخلاق عالية قال مدرب فريق الناشئين بنادي الوحدة تحت 15 سنة، محمد أسعد، الذي يشرف على تدريب راشد محمد السويدي «هذا اللاعب يتمتع بأخلاق عالية وكنت أعلم أنه لم يكن يقصد إيذاء الحكم محمد الجلاف، وأعتقد أنه تحدث بصراحة كاملة عما حدث منه أثناء اجتماع مسؤولي الأكاديمية به، خصوصاً أنه اعترف بالخطأ وأعلن ندمه وأسفه الكبير عليه وطلب الصفح من الجميع». وأضاف «نتوجه بالشكر الجزيل للحكم محمد الجلاف على ما قام به، ونعتذر منه من جديد، ونتمنى ألا يتكرر مثل هذه الأمور في ملاعبنا، خصوصاً أن جماهيرنا معروفة بسلوكياتها الحميدة». وزار المشجع مع والده وأسرته وأعضاء من إدارة نادي الوحدة، أمس، منزل الجلاف في أبوظبي، وقدموا له الاعتذار رسمياً، بعد ان بادر مساعد الحكم من نفسه ومن دون أن يعرف هوية المعتدي عليه، بالتنازل عن القضية التي رفعها ضده. وقال راشد السويدي «أقدم اعتذاري وأسفي لمساعد الحكم محمد الجلاف، وأتمنى أن يتقبل اعتذاري ويسامحني على هذا الخطأ غير المقصود، وأتقدم أيضاً لكل حكام الإمارات بالاعتذار، وأرجو أن يتقبلوه جميعاً، وأيضاً لناديي الأهلي والعين ولكل جماهير الإمارات على ما حدث، وأعد الجميع بأنه هذه الحادثة العارضة لن تتكرر مرة أخرى وهي درس قاسٍ سأتعلم منه تماماً». وأضاف «الحكم أخجل تواضعنا جميعاً بمبادرته من تلقاء نفسه بتقديم تنازل عن القضية في النيابة، وأنا أقدم له عميق شكري وتقديري وامتناني لهذا التصرف النبيل». وحول سبب ذهابه إلى مباراة العين والأهلي، أشار الى أنه «ذهبت إلى النادي الأهلي لمشاهدة المباراة وليس لتشجيع أحد الفريقين، سواء الأهلي أو العين، ولم أكن أقصد إيذاء أحد الناديين بإلقاء بطارية الشحن داخل أرض الملعب، وليس لي مصلحة في فوز أحد الفريقين على الآخر». وقال «ذهبت مع مجموعة من أصدقائي باعتبار أن المباراة مهمة، وسيتحدد على ضوء نتيجتها شكل المنافسة على بطولة الدوري»، مضيفاً «أثناء سير المباراة أبدى الكثير من الجماهير اعتراضهم على بعض قرارات الحكم حمد الشيخ، وأنا كنت واحداً منهم، وقبل نهاية المباراة بنحو دقيقتين ألقت بعض الجماهير من المكان الذي كنا نجلس فيه زجاجات مياه فارغة على الملعب ووجدت نفسي أيضاً ألقي ببطارية شحن هاتف بلاك بيري على الملعب، ولم أكن أقصد توجيهها إلى مساعد الحكم الذي ليس له ذنب في القرارات التي كان يتخذها حكم المباراة، وللأسف ولسوء الحظ ارتطمت بطارية الشحن برأس مساعد الحكم وأصابته في رأسه ونزف دماً». وقال «أنا ألعب في فريق الوحدة للناشئين تحت 15 سنة، وألعب في مركز قلب الدفاع، وأحب دائماً مشاهدة المباريات لأتعلم من كبار المدافعين، سواء المحليون أو العالميون، ويعجبني أداء نجم المنتخب الوطني مهند العنزي، كما يعجبني أداء مدافع نادي برشلونة الإسباني ومنتخب البرازيل، داني ألفيس، وأتمنى أن أصل لمستوى هذين اللاعبين». على صعيد آخر، ثمّن والد لاعب فريق الوحدة للناشئين، محمد سالم السويدي، مبادرة مساعد الحكم محمد الجلاف، بالتنازل عن قضية إصابته في رأسه أثناء مباراة الأهلي والعين في دوري المحترفين، وقال ل«الإمارات اليوم» إنه «لا نستطيع وصف ما فعله الحكم محمد الجلاف، الذي بادر من تلقاء نفسه لتقديم تنازل في نيابة دبي عن القضية، وهذا إن دل فإنما يدل على أخلاقه العالية التي تربينا عليها جميعاً في دار زايد الخير، ونحن ممتنون لهذا التصرف الذي يؤكد أنه كان أباً رحيماً قبل أن يكون حكماً له حق ومن حقه أن يطالب به». وأضاف «تصرف الحكم الجلاف على العين والرأس، ولن ننسى أبداً هذا المعروف الكبير لهذا الحكم الإنسان، هذا التصرف بالفعل أثبت أننا شعب متسامح وودود، ونحن نرفض مثل هذه السلوكيات تماماً في ملاعبنا، وأعتقد أن الحكم كان أفضل وأكرم منا جميعاً، عندما بادر بنفسه بالتنازل عن القضية، ولم ينتظر أن يتحدث معه أحد أو أن يطلب العفو أو الصفح منه، ونحن نكرر اعتذارنا الشديد له ولكل أفراد أسرة التحكيم بالكامل ولكل مسؤولي الأندية وللقائمين على كرة القدم الإماراتية، ونعتذر أيضاً لشيوخنا الكرام، ونأمل ألا يتكرر مثل هذه الحادثة التي لا تعبر عن أخلاقيات شعب الإمارات». وأضاف «جلست مع ابني وطلبت منه سرد الواقعة بالكامل، وأبلغني بأنه لم يكن يقصد إيذاء الحكم، واعترف بالخطأ وطلب العفو من الجميع، ووعد بألا يتكرر مثل هذه الحادثة مرة أخرى».