عبّرت دول مجلس التعاون الخليجي أمس عن قلقها الشديد حيال الزلزال الذي ضرب منطقة قريبة من مفاعل بوشهر النووي الإيراني قبل أيام، وطالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإرسال فريق فني للمعاينة. وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني خلال اجتماع عُقد في الرياض بمشاركة مختصين في لجان للطوارئ، إن الهزة "أثارت قلقاً بالغاً في دول المجلس والمجتمع الدولي من احتمال تعرض المفاعل النووي الإيراني لأضرار قد تتسبب في تسرب إشعاعي". وأكد الزياني "ضرورة أن تبادر الوكالة الذرية إلى إرسال فريق فني متخصص لمعاينة مفاعل بوشهر والوقوف على الأضرار المحتملة، والتأكد من سلامة" هذه المنشأة، داعياً إلى التزام إيران بالمعايير الدولية للأمن والسلامة. واعتبر الأمين العام أن الهزة التي حصلت "ينبغي أن تدق ناقوس الخطر حول سلامة المفاعل النووي باعتبار أنه يقع في منطقة النشاط الزلزالي في إيران، والوكالة الدولية للطاقة الذرية مطالبة بتحرك سريع لمعالجة الوضع وحماية البيئة الطبيعية من أضرار محتملة". ورأى الزياني أن هذا "يستوجب ضرورة تدارس تداعياته وتأثيراته على البيئة الطبيعية بدول المجلس، والسبل الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة لدول المجلس على المستوى الجماعي المشترك". وأوضح أنه سبق أن نبهت دول الخليج إلى "خطورة وضع مفاعل بوشهر، وحذرت من احتمال التسرب الإشعاعي وتأثيراته الضارة على البيئة الطبيعية في منطقة الخليج العربي". ودعت دول المجلس إيران إلى "ضرورة التزامها بالمعايير الدولية للأمن والسلامة في منشآتها النووية، لكنها مع الأسف الشديد، لم تبد أي تجاوب في هذا الاتجاه، ولم تتفهم طبيعة المخاوف" حيال برنامجها. وقال الأمين العام إن الاجتماع بحث "متطلبات تنفيذ الخطط الوطنية للطوارئ والتجهيزات المتوفرة للحماية اللازمة للقاطنين من مواطنين ومقيمين، وسبل التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية بالطوارئ في دول المجلس، والخطط اللازمة للتواصل مع المنظمات والوكالات الدولية المتخصصة في الطاقة النووية". وكانت منطقة ريفية في جنوبإيران تعرضت الثلاثاء الماضي لزلزال أسفر عن مصرع نحو أربعين شخصاً، لكن السلطات أكدت أن المحطة النووية الوحيدة في البلاد لم تُصب بأضرار. وهز الزلزال بقوة 6.1 درجات مدينة كاكي التي تبعد مسافة 89 كلم جنوب شرقي مدينة بندر بوشهر الساحلية حيث المفاعل النووي، وشعر بالهزة العنيفة عدد من بلدان الخليج. (الرياض أ ف ب، رويترز)