بيروت - وكالات: قتل شخصان وجرح آخرون, أمس, في سقوط قذائف على منطقتين ذات غالبية شيعية في شرق لبنان على الحدود مع سورية. وأفادت مصادر رسمية عن مقتل اللبناني علي حسن قطايا وإصابة ثمانية آخرين أحدهم بحالة الخطر يدعى محمد خليل جعفر, جراء سقوط قذائف من الأراضي السورية على بلدة القصر في الهرمل بالبقاع. كما قتل الفتى عباس خيرالدين (13 عاما) متأثرا بالجروح التي أصيب بها جراء سقوط صاروخين مصدرهما الجانب السوري, على بلدة حوش السيد علي الحدودي, وأصيب معه شخص مجهول الهوية. ونقلت قناة "المنار", التابعة ل"حزب الله", عن رئيس بلدية القصر في الهرمل على الحدود مع سورية قوله: "إن هناك اصابات خطيرة في صفوف الجرحى بعد قصف المسلحين السوريين البلدة", محملا "الدولة مسؤولية ما حصل", ومهدداً بأنه "إذا لم تأخذ الدولة حقنا فسوف نأخذه بأيدينا". من جهته, أفاد الجيش اللبناني في بيان أنه بعد ظهر أمس "تعرضت بلدة القصر الحدودية في منطقة الهرمل لسقوط عدد من قذائف المدفعية, مصدرها الأراضي السورية, ما أدى الى إستشهاد أحد المواطنين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح, إضافة إلى حصول أضرار مادية في بعض منازل البلدة, وعلى إثر ذلك, استنفرت وحدات الجيش ونفذت إنتشارا واسعا في المنطقة, كما اتخذت الإجراءات اللازمة لحماية الأهالي والرد على مصادر الإعتداء بالشكل المناسب". وذكرت قناة "ام تي في" اللبنانية أن "المعارضة السورية المسلحة هي من أطلقت الصواريخ على بلدة القصر اللبنانية", مشيرةً الى أن "الصواريخ التي سقطت على بلدة القصر هي من نوع غراد وصواريخ 107 إنطلقت من ريف القصير". وفي أول رد فعل رسمي, دان الرئيس ميشال سليمان القصف الذي تعرضت له بلدة القصر في منطقة الهرمل, داعياً الى وقف هذه الممارسات التي لم تؤد الا الى سقوط لبنانيين ابرياء لا علاقة لهم بالصراع الدائر خارج بلدهم. وتابع الرئيس سليمان مع وزارة الداخلية وقيادة الجيش, تطورات هذا الموضوع. ويأتي تجدد القصف على الأراضي اللبنانية في إطار مسلسل الاعتداءات السورية المتكررة التي تصاعدت في الآونة الأخيرة, وسط معلومات عن معارك عنيفة بين "الجيش السوري الحر" ومجموعات من "حزب الله" على الحدود اللبنانية - السورية. وينقسم لبنان بين موالين للنظام السوري ومعارضين له, ما انعكس سلسلة احداث امنية على خلفية النزاع السوري. وتعرضت مناطق حدودية في الشمال والشرق لسقوط قذائف مصدرها سورية, منها وادي خالد (شمال) وعرسال (شرق) ذات الغالبية السنية والمتعاطفتين مع المعارضة السورية. كما استهدف الطيران الحربي والمروحي السوري مناطق في عرسال, وذلك بعد تحذير دمشق من انها ستستهدف "تجمعات" المسلحين داخل لبنان إذا استمر تسللهم. وتفيد تقارير امنية عن تسلل مسلحين من والى سورية عبر عرسال ونقاط حدودية شمالا. وتعد المناطق التي سقطت فيها القذائف, أمس, معاقل ل"حزب الله" الذي تتهمه المعارضة اللبنانية بإرسال مقاتلين الى داخل سورية للقتال الى جانب القوات النظامية, سيما في القصير في محافظة حمص السورية (وسط). وأقر الامين العام للحزب حسن نصرالله في أكتوبر الماضي بأن بعض اللبنانيين المقيمين في الاراضي السورية الحدودية مع لبنان والمنتمين الى الحزب يقاتلون "المجموعات المسلحة" في سورية بمبادرة منهم ومن دون قرار حزبي. وقال ان هؤلاء يقومون "بالدفاع عن النفس" في قرى واقعة داخل الاراضي السورية ويقطنها لبنانيون شيعة. ووسط تواتر المعلومات عن حلول "حزب الله" محل ميليشيات شيعية كانت تقاتل في منطقة السيدة زينب بريف دمشق, ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية, أمس, نقلاً من مصادر مطلعة, أن "نحو 1200 مقاتل من حزب الله دخلوا الأراضي السورية خلال الأيام القليلة الماضية بحراً, للقتال إلى جانب النظام". وأكدت المصادر أن "عناصر حزب الله, تمكنوا من دخول سورية عبر ممرات مائية في البحر الأبيض المتوسط, إلى أن بلغوا مرفأ طرطوس في الجزء الغربي المطل على الساحل".