ابدأ مقالي هذا بالحديث عن الركيزة الرئيسية التي يرتكز عليها أي سياسي حر أو ثائر حر ! وهي أن يريد الحرية للآخرين كما يريدها يريدها لنفسه ,لأدراكه بأن الشمولية تبدءا دائماً بالأستقواء والتخوين وتنتهي بالفشل , ولهذا لايمكن أي سياسي حر يريد الحرية لنفسه ولا يريدها للآخرين . فالواقع يقول أن شمولية الحزب الاشتراكي بالرغم من قوته ووقوفه مع الطبقات الكادحة والفقيرة لم يستطع الصمود أمام مكيدات من عاداهم أو الغاهم ,فما بالك من تجار ومراكز قوى تريد أن تكون وصيه علي شعب دون أن تعطيه حريته . فالشعب في الجنوب يثور ويضحي ليس لإسقاط الحرية وترسيخ شموليةً جديدةً , لأن الشعب يدرك أن من يسقط حريته لا يمكن أن يأتي له بمستقبل أفضل سواء كان في إطار الوحدة أو في إطار استعادة الدولة . والمتابع يجد أن الأسباب التي أحرمت الشعب في الجنوب من المصالحة و استعادة دولته بالأمس هي ذاتها الأسباب التي يريد البعض أن يعيدها لتحرم الجنوبيين اليوم من المصالحة والحرية في تقرير مصيره . وأسباب فشل الجنوبيين في استعادة دولتهم في 94م هي ذاتها المعوقات التي توجه الجنوبيين اليوم لاستعادة دولتهم . للأسف عندما رفع المؤتمر الجنوبي الأول المنعقد في القاهرة شعار تقرير المصير والوقوف مع التغيير من أجل ترسيخ العمل المشترك الجنوبي سعت حينها أطراف بأنفاق الأموال من أجل تفكيك هذا العمل الوطني ولكنها فشلت جميع مخططاتهم . وبالرغم أن جميع الطرق تستوعب دعم مخرجات المؤتمر الجنوبي الأول إقليمياً ودولياً , إلا أنه لأجل الجنوب ولأجل الأحرار ولأجل تحقيق أهداف النضال سعت قياداتنا مع كل الشرفاء وفي مقدمتهم المناضل حسن باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك الي التواصل مع كل الأطراف الجنوبية المؤمنة بالقضية من أجل إيجاد قيادة جنوبية قوية ترتكز على مطلب الحرية لشعب الجنوب في تقرير مصيره وحقه في استعادة دولته بالطرق السلمية . أن الملايين التي خرجت لم تخرجها أموال بيروت أو أموال صنعاء كما يزعم إعلام الكذب والدجل ,وإنما لأجل وحدة الجنوب واستعادة دولته . فالجيش لايستطيع قمع الفعاليات المليونية السلمية لان المجتمع الدولي لن يسمح بذلك , لإدراكه عواقب استفزاز الشعوب . ويقدر المجتمع الدولي مايقوم به الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في إيجاد مناخ ملائم و الحد من أفغنة الجنوب وعرقنة الشمال من قبل قوى الشر , ولكنهم يدركون بأنه أخفق في إيجاد خارطة طريق لأيجاد حل عادل للقضية الجنوبية يلتف حولها أجماع الشعب , تسبب بهذا الإخفاق من يرون أن دعم الرئيس هادي لخارطة يلتف حولها كل الجنوبيين هو إخراجهم من الخارطة السياسية . كما يقدر الشارع الجنوبي مايقوم به الرئيس علي سالم البيض من دعم الحراك السلمي الجنوبي , و لكن الشارع يدرك أن الرئيس البيض أخفق في إيجاد خارطة طريق تستوعب كل الجنوبيين , تسبب بهذا الإخفاق من يرون بأن استيعاب كل الجنوبيين في خارطة سياسية هو إسقاط لمصالحهم الشخصية . ولذا أتمنى من الرئيس هادي والبيض حتى لا يصبحون في المستقبل فاشلون بالرغم أنكم أحرار وليس تجار أو مستأجرون : أن يسعون لدعم اللقاء التشاوري الجنوبي لتعزيز المصالحة الجنوبية وأيجاد قيادة جنوبية ترتكز علي مرجعية الشعب , وترفض تكريس الشمولية علي شعب الجنوب سواء باتجاه الوحدة أو اتجاه استعادة دولة الجنوب . كما أتمنى أن تدرك القوى والأحزاب اليمنية أن فرض الوحدة بالقوة أعاقة عجلة التنمية والاستقرار في الشمال قبل الجنوب حتى أصبح الأقتصاد الوطني مهدد بالسقوط في حال لم يفي مؤتمر المانحين بوعوده , وكذالك في حال لم تلغي المملكة القرار المتعلق بالمغتربين بالرغم أنه حق من حقوق اللمملكة أن تقر القرارات التي تتناسب مع سياساتها طالما هي دولة مستقلة عن اليمن , كما أن غياب التنمية والاستقرار السياسي سيعيق الدولة بالإيفاء بالتزاماتها تجاه احتياجات المواطن في الصحة والغذاء والتعليم والتسكين . كما أن فرض الوحدة بالقوة سيعيق الحكومة الأنتقالية في بناء جيش وطني قوي بالرغم من القرارات التي وصفت بالجريئة , لوجد أزمة ثقة بين العسكريين الشماليين والجنوبيين والعسكريين الموالين لثورة والمواليين لصالح . ستساعد تلك الأجواء الى أيجاد بيئة غير أمنةً تهيئ إعلان اليمن ترانزيت لتجارة الدولية للأسلحة والمخدرات مما ستعيق مصالح العالم وتعيق الأستقرار في اليمن والأقليم . * نقلا عن المصير اونلاين