هيمنت القضية الجنوبية على نتائج وتوصيات مؤتمر الحوار الوطني باليمن وجلعت مستقبل الحوار والبلاد في مصير مجهول حتى اليوم، بعد تحفظ ممثلي الحراك الجنوبي على المصادقة النهائية على مخرجات الحوار وماتوصلت اليه الفرق المختلفة حتى يتم الاعتراف رسميا بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم الجنوبية المستقلة وعاصمتها عدن. وفي غضون ذلك نفى ممثلين بالحوار اليمني صحة ما اورته وسائل الاعلام الرسمية من تصريحات وحدوية منسوبة لرئيس فريق القضية الجنوبية محمد علي احمد وقالت أن ماكان يقصده بحديثه عن سقف الوحدة هي وحدة المصالح المشتركة بين البلدين. حيث نفى المهندس بدر باسلمه- عضو مؤتمر الحوار الوطني عن فريق بناء الدولة، صحة الأنباء التي أوردها الاعلام الرسمي اليمني عن مطالبة الحراك الجنوبي بحلول وطنية للقضية الجنوبية تحت سقف الوحدة اليمنية، وأكد أن وثيقة الرؤية الجنوبية المقدمة لمؤتمر الحوار الوطني تؤكد على ضرورة تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في استعادة دولته الجنوبية الحرة المستقلة وتقترح الحلول والضمانات الكفيلة باستعادة الشعب الجنوبي لدولته وحريته وكرامته وهويته الجنوبية التي فقدها طوال الفترة الماضية.
وكشف باسلمه- في حديث مصر لمنظمة مراقبون للإعلام المستقل- عن أبزر ما جاء في الوثيقة التي قدمها الحراك للحوار لحل القضية الجنوبية، وقال أنها تتمحور حول أربعة محاور رئيسية فيما يتعلق بحل القضية الجنوبية، الأول يؤكد على انهيار و فشل الوحدة بشكل كامل والثاني يشدد على مشروعية مطالبة الشعب الجنوبي في حقه باستعادة دولته الجنوبية المستقلة والثالث يتحدث عن هوية الدولة الجنوبية المستقلة المقبلة فيما يحدد المرتكز الرابع على خارطة الطريق التي توضح رؤية الحراك السلمي لخارطة طريق استعادة دولة الجنوب كاملة والضمانات على تنفيذ تلك الرؤية. وأوضح باسلمه أن الرؤية الجنوبية المقدمة لحل القضية الجنوبية، ترتكز بصورة أساسية على استعادة الدولة الجنوبية وهويتها الجنوبية بطابع جديد وليس استعادة النظام الشمولي الذي كان قائما ما قبل عام 1990 م، وإنما على فيدرالية وعدالة فيما بين المحافظات أو الولايات الجنوبية واستقلالية تحصل كل ولاية على ثرواتها وحكمها المستقل، وبعد انتهاء الفترة الانتقالية المحددة بثلاث سنوات يعاد النظر في النظام لتجاوز أي إشكاليات تتعلق بحكم الولايات التي تجمعها هوية الدولة الجنوبية.
وكانت وسائل الاعلام اليمنية الحكومية قد نشرت يوم أمس الأول تصريحات مفبركة على لسان رئيس فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار القيادي الجنوبي البارز محمد علي أحمد أدعت من خلالها قوله ،في المؤتمر الصحفي الذي عقد بالمركز الإعلامي لمؤتمر الحوار بصنعاء، أنهم في الحراك الجنوبي المشاركين بمؤتمر الحوار، جاءوا إلى الحوار وهم يعلمون مسبقا أن حل القضية الجنوبية سيكون تحت سقف الوحدة وأن مشاركتهم في الحوار جاءت تلبية لرغبة المجتمع الدولي ومن أجل تقاسم السلطة والثروة.
والى ذلك أوضحت مصادر اعلامية بمؤتمر الحوار ل(عدن الغد) أن محمد علي أحمد كان يقصد في حديثه بالمؤتمر الصحفي عن سقف الوحدة، هي وحدة المصالح المشتركة بين الدولتين في ظل حسن الجوار،غير ان وسائل الاعلام الحكومية اليمنية والاهلية اساءت فهم المقصود من الجملة ووظفتها توظيفا خاطئاً لخدمة مايسمونها وحدة يمنية مقدسة.
ويذكر ان تصريحات القيادي الجنوبي البارز محمد علي احمد التي نقلتها وكالة الانباء اليمنية سبأ ، عن ماقاله بمؤتمره الصحفي، قد أثارت حالة واسعة من الامتعاض في الشارع الجنوبي استدعت مدير مكتب بن علي الى الخروج على وسائل الاعلام يوم امس ببلاغ نفي لتلك الانباء الرسمية التي قال انها غير صحيحة كون موقف ممثلي الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني واضح فيما يخص استعادة الدولة الجنوبية، واحترام الهويات المختلفة لكل ولاية أو محافظة والقضاء على المركزية التي شهدتها المحافظات الجنوبية قبل العام 90م من خلال المركز(عدن) وعلى أساس أن تتمتع كل الولايات باستقلالية كاملة في شؤونها وتمتلك حكومات محلية.