وقعت قوة لخويا والأكاديمية الوطنية للتدريب التخصصي، أمس الأحد بمقر القوة، عقدا تدريبيا، لإعداد سلسلة من البرامج والدورات التدريبية لفريق البحث والإنقاذ التابع لقوة لخويا داخل قطر وخارجها. وقع العقد عن قوة لخويا العميد مهدي مطلق القحطاني مدير إدارة التدريب والدورات بالقوة، وعن الأكاديمية الوطنية للتدريب التخصصي، السيد مسعود محمد الخالدي المدير العام والعضو المنتدب لمجلس إدارة الأكاديمية، وذلك بحضور النقيب عبدالله عيد المهندي ضابط فريق البحث والإنقاذ. ويذكر أن الدفعة الحالية من فريق البحث والإنقاذ التي سيتم عقد دورات تدريبية لها هي الدفعة الثالثة التي جرى تدريبها ضمن البرنامج التدريبي في إطار التعاون المشترك بين قوة لخويا والأكاديمية الوطنية للتدريب التخصصي. وخلال مؤتمر صحافي أعقب حفل التوقيع على الاتفاقية، صرح العميد مهدي القحطاني بأن توقيع العقد يأتي ضمن برنامج متكامل لتحديث فريق البحث والإنقاذ وتدريبيه بصفة مستمرة, بحيث يواكب أحدث التطورات العالمية في مجاله، مشيراً إلى تخريج الدفعتين الأولى والثانية بالدورات التدريبية لفريق البحث والإنقاذ, مما عاد بأفضل نتائج عليه, وجعله واحدا من أكبر وأهم فرق العالم في مجاله إن لم يكن هو الأكبر حجما وعتادا، موضحا أن برنامج الدفعة الثانية كان متطورا وستكون هناك تطورات وإضافات بالدفعة الثالثة, وفي كل فريق جديد يتدرب تكون هناك إضافات. وأوضح أنه بموجب هذا العقد سيتم إعداد برنامج تدريبي متكامل للدفعة الثالثة وقوامها 30 شخصا، واصفا المستوى التأهيلي للفريق الأول والثاني بأنه كان ممتازا، وقال إنه منذ أول عملية إنقاذ قام بها الفريق القطري في باكستان ترك سمعة دولية طيبة، وبعدها كانت كل مشاركاته الخارجية محل إشادة وتقدير وترحيب دولي، ومشهود له من قبل وسائل الإعلام الدولية خاصة على مستوى الكفاءة والتجهيزات. وأضاف أن فريق البحث والإنقاذ ازداد خبرة وثقة وتطورا خلال الفترة السابقة, وأصبح يمتلك كفاءات جديدة مع تخرج الدفعة الثانية، لافتا إلى أهمية هذا الفريق محليا, التي تزداد أيضا يوما بعد يوم, خاصة في ظل التطور العمراني والصناعي للدولة والاستعداد الدائم للتعامل مع أي طارئ. وكشف العميد القحطاني أن فريق البحث والإنقاذ يتكون من 140 فردا, وهو من أكبر الفرق على مستوى العالم من حيث الإمكانات والأفراد والتخصص إن لم يكن أكبرها على الإطلاق، مؤكداً أن تطور الفريق على مستوى التدريب واكبه تطور أيضا على مستوى المعدات, حيث تم تزويده بأحدث المعدات اللازمة في مجاله. الإنقاذ بالهيلكوبتر وأوضح أن فريق البحث والإنقاذ تدرب منذ دفعته التدريبية الأولى على الإنقاذ بواسطة الطائرات الهيلكوبتر، لكن سيكون هناك تكثيف للتدريبات على الإنقاذ بالطائرات الهيلكوبتر بالدفعة الجديدة، لافتا إلى أن قوة لخويا تمتلك الآن 3 طائرات هيلكوبتر للبحث والإنقاذ. وبشأن اختلاف المدارس التدريبية للدفعات المتخرجة من الفريق، وكيفية الدمج والتنسيق بينها، قال العميد القحطاني إن فريق البحث والإنقاذ فريق واحد, بينما من الممكن أن تمتلك مجموعاته مهارات مختلفة, وهذا بالعكس يفيد الفريق، ففي النهاية أساس التدريب واحد لكن أساليبه هي المتنوعة. تنويع التدريبات من جانبه، تقدم السيد مسعود محمد الخالدي باسم إدارة الأكاديمية بالشكر لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهده الأمين، على الثقة الغالية والدعم الذي يوليانه للأكاديمية الوطنية لتقديم هذا العمل لدولة قطر، كما تقدم بالشكر لسعادة الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني قائد قوة لخويا على الثقة في الأكاديمية لتقوم بالإشراف على البرامج التدريبية للدفعة الثالثة لفريق البحث والإنقاذ بالقوة. وأضاف السيد الخالدي أن الدفعتين الأولى والثانية من فريق البحث والإنقاذ اللتين حصلتا على تدريبات بالخارج عكست صورة الإنسان القطري وفزعته لمساعدة كل محتاج في العالم، وكانتا محل إشادة وتقدير، موضحا أن الدفعة الثالثة ستحصل على تنويع في مصادر التدريبات، بعد تجريب مدارس تدريبية عسكرية مختلفة كالمدارس الأميركية والألمانية والأسترالية. وأشار إلى أن الدفعة الثالثة من الفريق ستتدرب وفق البرنامج العسكري الإنجليزي للمرة الأولى، وقال إن برامج التدريب معد لها منذ عام، وكشف عن أن الجديد في التدريبات الجديدة هو وجود كوادر من المدربين القطريين من الدفعتين الأولى والثانية بفريق البحث والإنقاذ, إضافة إلى التركيز على التدريبات الحديثة للإنقاذ بواسطة الطائرات الهيلكوبتر، وأوضح أن برامج التدريب التي سيتلقاها الفريق ستكون ضمن أحدث برامج التدريب الدولية المعروفة في هذا المجال. وأضاف المدير العام للأكاديمية الوطنية للتدريب التخصصي أن المرحلة الأولى لتدريبات الدفعة الثالثة من فريق البحث والإنقاذ بدأت بالفعل بواسطة قوة لخويا، موضحا أن البرنامج التدريبي سيمر بعدد من المحطات، وستكون محطته الأولى بدأت من قطر والثانية الولاياتالمتحدة الأميركية ثم يليه العودة إلى قطر، وفي بداية العام المقبل مدينة شرم الشيخ المصرية ثم إلى قطر ثم تتبعها زيارات إلى ألمانيا ثم إلى محطته الأخيرة في بريطانيا. وأكد السيد الخالدي أن البرنامج صمم تحت إشراف قوة لخويا ليكون ملائما للظروف الجوية للدول المضيفة والمناسبات الدينية بحيث يشعر المتدربون بأريحية ومعنويات عالية ولا تعرقل أية ظروف خارج تدريباته. وقال إن فريق البحث والإنقاذ القطري أفضل فريق على مستوى العالم بحكم الخبرة، وأصبح له تواجد مهم على الصعيد الدولي, وفي كل الكوارث والأزمات التي مر بها العالم، فهو الفريق الوحيد الذي تكتسب عناصره قدرات ومهارات خاصة كالغطس والقفز مجتمعة، أما الفرق العالمية فيحصل العنصر فيها على مهارة واحدة، وهو ما ينفع دولة قطر في المقام الأول. التعاون المشترك وحول التعاون بين الأكاديمية وقوة لخويا وتطوره، قال المدير العام للأكاديمية الوطنية للتدريب التخصصي إن قوة لخويا هي من صنعت الأكاديمية، وليست الأكاديمية هي من صنعت فريق الإنقاذ بلخويا، كما أنها الرابح الأكبر من هذا التعاون، وبيننا تعاون مستمر ووثيق وتشاور للبحث عما هو أفضل عالميا بمجال التدريب، مشيراً إلى أن الأكاديمية تمتلك علاقات تعاون وثيقة أيضا مع جهات الدولة المختلفة. كما أوضح، في هذا الصدد، أن المشروعات التدريبية لفريق البحث والإنقاذ، كانت البوابة الكبرى التي حصلت بموجبها الأكاديمية على أكبر الشراكات مع الأكاديميات والجامعات الدولية، ومنها جامعة الميرلاند الأميركية، وهي من الجامعات المعروفة في هذا المجال. وأضاف أن التلميذ الآن تفوق على أستاذه وأصبح لدينا واحد من أبرز الفرق الدولية التي تتمنى المؤسسات العسكرية الدولية التعاون معها والاستفادة بخبراتها. دمج الأفراد وبدوره، أكد النقيب عبدالله عيد المهندي ضابط فريق البحث والإنقاذ، أنه يتم دمج الأفراد المتخرجين من الدورات التدريبية على أساس توحيد آلية العمل بالفريق بعد انتهاء التدريب، وتم صقل خبرات ومهارات المجموعة الأولى والثانية بحيث أصبحوا مدربين أكفاء. وأوضح أنه تم اختيار عناصر الدفعة الثالثة من الفريق على أساس قياسات اللياقة البدنية والفحص الطبي وإجادة القراءة واللغات والسباحة واكتساب المهارات العديدة. مهام الفريق يذكر أن الحاجة إلى تأسيس فريق وطني متخصص في عمليات البحث والإنقاذ تولدت بعد التقدم الملموس والنهضة التي شهدتها دولة قطر في السنوات الأخيرة، وجعلها تتبوأ مكانة متميزة على المستويين الخليجي والعالمي, حيث تم اختيار مجموعة من الشباب الواعي الذي لا يتردد في بذل ما في وسعه، وتقديم خدماته عند اقتضاء الحاجة ليكونوا نواة لأول فريق. وتعتبر المهمات والخدمات التي يقوم بهما الفريق ذات طابع شمولي، ولا تنحصر في زاوية ضيقة أو جانب دون آخر، وهذا ما جعل حجم المهام الملقاة على عاتق الفريق تلزمه اعتماد برنامج تدريبي رصين وشامل لتحقيق الهدف الذي من أجله أنشئ هذا الفريق, وهو تأسيس خدمة بحث وإنقاذ على مستوى تخصصي محترف، تكون قادرة على الاستجابة إلى نداء الواجب والطوارئ المختلفة في دولة قطر وفي دول مجلس التعاون الخليجي والعالم، حتى أصبح هذا الفريق على أتم الاستعداد والجاهزية، لتلبية نداء الوطن والأمة، وللوقوف مع الإنسان في كل ما يتعرض له من محن وكوارث في أية بقعة من بقاع الأرض. المشاركات الخارجية وقد استجاب فريق البحث والإنقاذ لنداء الواجب مشاركاً في عدد من المهام الخارجية, مجسداً للدور الإنساني لدولة قطر ودورها الريادي في العمل الإغاثي، حيث كانت أولى مشاركاته ضمن فريق الإغاثة القطري المتوجه إلى باكستان، للمشاركة في عمليات الإنقاذ من أثار الزلزال الذي ضرب المنطقة في أكتوبر 2005, حيث تولى الفريق عمليات البحث والإنقاذ في الجبال، وشارك في توزيع المواد الإغاثية، وعمليات تنظيم الشحن والإمدادات المهمة، ونصب الخيام ومساعدة الأطباء في أعمالهم. وكشفت هذه المشاركة أن الفريق يمتلك قدرات وإمكانات عالية تمكنه من التعامل مع الكوارث بنجاح، وهذا ما ظهر واضحا خلال مشاركاته التالية، ورغم الصعوبات التي واجهت الفريق في أول تجربة عملية فإن الكثير أشاد بجهود الفريق, وتأكد أن أعضاءه اكتسبوا خبرة جيدة في مواجهة التحديات والتعامل مع الصعوبات باحترافية، وقد كانت هذه التجربة مفيدة وناجحة، حيث أسهمت في تعزيز ثقة الفريق في نفسه ومواصلة العمل وفق خطط واستراتيجيات محكمة في جميع المهام التالية. وفي عام 2006 شارك الفريق بكامل معداته في عمليات البحث والإنقاذ لمتضرري زلزال إندونيسيا الذي دمر جميع المنشآت وتسبب في كثير من الضحايا، حيث تضمن 79 شخصا نجحوا في تقديم خدمات البحث والإنقاذ, إضافة إلى تقديم المساعدات للمتضررين. ولعل أحداث لبنان خير شاهد ودليل على مدى نجاح الفريق في مهامه, فقد كان هذا الفريق أول من وصل إلى أرض لبنان للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ لمنكوبي الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على لبنان، وجسد أعضاء الفريق النخوة العربية الأصيلة بما قاموا به من مهمات صعبة، وبما أدوه من دور بارز في عمليات إزالة الأنقاض وانتشال جثث الضحايا في كل من «صور» و «بنت جبيل»، وقد تأكد الفريق خلال هذه المهمة من أمرين: أولهما قدرة الفريق على العمل في الظروف الصعبة، وثانيهما قدرته على القيام بعمليات البحث والإنقاذ في أية بقعة من بقاع الأرض مهما كان نوع الكارثة. وواصل الفريق أداء مهامه الإنسانية في البحث والإنقاذ, مشاركاً في عمليات الإنقاذ لمنكوبي الزلزال الذي ضرب هاييتي في يناير 2010, وخلف مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين، وأنشأ الفريق مستشفى ميدانيا لاستقبال الحالات الطارئة والعاجلة, إلى جانب القيام بعمليات البحث لانتشال الجثث وعمليات الإنقاذ للمصابين المتواجدين تحت الأنقاض. كما شارك فريق البحث والإنقاذ في عمليات الإنقاذ لمنكوبي الزلزال الذي ضرب جزيرة شيلي في مارس 2010, وخلف آلاف القتلى والجرحى والمفقودين, حيث كان الفريق أول فريق إنقاذ يصل إلى تشيلي تلبية لنداء الاستغاثة الذي أطلقته الجزيرة المنكوبة في أعقاب الزلزال الذي تعرضت له وبلغت شدته 8.8 درجة على مقياس ريختر. وفي أغسطس 2011 شارك الفريق في عمليات الإغاثة للمتضررين من الجفاف والمجاعة في الصومال، حيث قام الفريق بتسيير قافلات تحمل أطنانا من المساعدات إلى أكثر من 10 مخيمات إيواء داخل وخارج الصومال, وقام بتوزيع المواد الغذائية على آلاف الأسر داخل تلك المخيمات، وتحرك الفريق في عدة اتجاهات للحد من تفاقم معاناة المتأثرين من الجفاف, فجاب الفريق بقوافله الإغاثية في أحياء العاصمة الصومالية (مقديشو) وصولا للنازحين في مخيماتهم كمخيم (داداب) الذي كان يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، كما عمل الفريق على تحسين الوضع الصحي بإنشاء المستشفيات الميدانية لتقديم مختلف المساعدات الطبية المطلوبة, وقد استغل الفريق إحدى المدارس في منطقة (داداب) الحدودية واتخذها مركزا إغاثيا ومستشفى ميدانيا لاستقبال الحالات الطارئة ولإجراء العمليات الصغيرة للاجئين.