43 العربية.نت بعد أن فشلت وزارة العمل في تنفيذ قرارها بسعودة وظائف قطاع الذهب والمجوهرات في السوق السعودية، الذي أقرته قبل سنوات، حيث تراجعت نسبة السعوديين وفق آخر التقارير من 40 في المائة عند بداية التطبيق، إلى أقل من 5 في المائة حاليا، عادت وزارة العمل من جديد لطرح فكرة سعودة هذا القطاع الحيوي، ولكن هذه المرة من خلال المرأة السعودية. وزارة العمل، وفق تقارير صحفية كشفت قبل أيام عن توجه لتأنيث محال الذهب والمجوهرات، بعد أن أتمت عملية تأنيث عمل أنشطة تجارية عدة، بدأت بتأنيث محال الملابس الداخلية النسائية، ومن ثم الملابس الجاهزة النسائية، ومحال أدوات التجميل والإكسسوارات وبيع العباءات، التي حققت نتائج مبشرة في مجال توظيف السعوديات، وفقا لصحيفة الاقتصادية. وقدمت اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في مجلس الغرف السعودية، وعدد من تجار الذهب اعتراضهم الشديد على الخطوة المرتقبة لوزارة العمل نحو تأنيث محال الذهب في السعودية، مؤكدين أن تنفيذ هذه الخطوة على أرض الواقع غير ممكن عمليا، إلى جانب أن التأثيرات الاقتصادية الناجمة عن القرار ستكون "كارثية" على المستثمرين في قطاع الذهب، إضافة إلى أن المرأة السعودية غير مؤهلة للعمل في هذا المجال. وأكد مستثمرون وتجار، أن قطاع الذهب في السعودية يتمتع بسمات خاصة، أنتجت نحو 7000 متجر ذهب يعمل فيه أكثر من 35 ألف موظف على الأقل، وذلك في منافذ البيع فقط، بخلاف الورش والمصانع، كما أن الحساسية الأمنية للمتاجر والبضائع المتوافرة فيها، تجعل من وجود الرجل أمرا ضروريا. تسيطر العمالة اليمنية بصورة كبيرة على محال الذهب في السعودية، فيما يأتي الهنود ثانيا. يقول كريم العنزي رئيس اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في مجلس الغرف السعودية: إنه لا صحة لوجود قرار يلزم محال الذهب بالتأنيث، مؤكدا أن المسألة لا تزال مجرد اقتراح من وزارة العمل فقط على أصحاب المحال الذين لا يستطيعون توظيف رجال سعوديين بتوظيف نساء سعوديات، مؤكداً أنه من الاستحالة أن يكون إلزاميا. وأكد العنزي، اعتراض اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في مجلس الغرف السعودية، على هذا المقترح، مشددا على أن اللجنة ستتخذ كل السبل الممكنة للتصدي لهذا القرار "الذي نرى أنه لا يعالج أي مشكلة بل سيخلق مشاكل أخرى". وأضاف: "لا يوجد أي بلد في العالم سعى لحصر تجارة الذهب والتعامل فيها على المرأة، أو التركيز على قطاعات بعينها لمعالجة مشكلة بطالة النساء، أو تأنيث محال الذهب كحل لبطالة النساء التي لم يسبق لها خوض تلك التجربة". وبين العنزي أنه حتى من النواحي العملية والاجتماعية، فإن قرار التأنيث ستكون له تداعيات سلبية على الموظفات ومحال الذهب، فمن الناحية الأمنية، بنية المرأة وطبيعتها لا تساعدها على مواجهة المخاطر المحتملة جراء عمليات السطو والسرقات التي تتعرض لها جميع محال الذهب في العالم.