مفاعل بو شهر النووي الرابض على رأس الخليج العربي، منذراً بكارثة قد تقع في أي لحظة، لوقوعه جغرافياً فوق منطقة من أنشط مناطق الأرض بالزلازل أو ما أصطلح على تسميته حزام الزلازل. حيث تقع إيران فوق حدود تماس الصفيحة التكتونية العربية والصفيحة التكتونية الأوراسية، والمعروف في علم الجيولوجيا أن الزلازل تقع في مناطق تماس الصفائح التكتونية الموجودة بين القشرة الأرضية والوشاح، الذي تشكل الصخور والمعادن المنصهرة الجزء الأعلى منه الملاصق للقشرة الأرضية، حيث تؤدي حركة الصفائح الدائمة الى سقوط كتل صخرية ضخمة الى الجزء الأعلى المنصهر من وشاح الأرض، مما يولّد طاقة اهتزازية هائلة هي الزلزال. وقد أعادت الهزتان الأرضيتان اللتان وقعتا في إيران واحدة في هذا الأسبوع والأخرى في الأسبوع الماضي دق ناقوس الخطر الذي يجب ألا يهدأ أبداً. فخطورة موقع هذا المفاعل بالإضافة لافتقاره لقواعد ومعايير السلامة العالمية الواجب توافرها في المفاعلات النووية، حيث شُيد بتكنولوجيا روسية قديمة تجعل من وجوده خطراً داهماً يهدد بالإضافة لمحافظة بوشهر الإيرانية دول الخليج العربي وجنوب العراق والسكان العرب في إقليم الأهواز. ولم يكد العالم ينسى بعد كارثة المفاعل النووي السوفييتي تشرنوبيل في ابريل سنة 1986 الذي أدى لكارثة بيئية وبشرية واقتصادية هائلة، حتى انفجر مفاعل فوكوشيما الياباني في زلزال مارس 2011 رغم الاحتياطات الأمنية العالية مخلفاً كارثة بيئية كبيرة أو جبت إخلاء السكان من محيط 10 كيلومترات من المفاعل. وقد آن الأوان لحكوماتنا في دول مجلس التعاون الخليجي أن تضغط بكل الوسائل الممكنة على المجتمع الدولي وعلى وكالة الطاقة الذرية لإرغام الحكومة الإيرانية على التنازل عن طموحاتها النووية التي ستعود على المنطقة بكارثة لا تبقي ولا تذر.