ومفاعلات نووية. سيظل حلم الناس الأسوياء والشعراء والفنانين والقادة المعتدلين. المسألة ليست فكرة أفلاطونية غير قابلة للتحقق. وليست مستحيلة، ولكن هي كفكرة صعبة المنال، وتحتاج إلى عمل عقلاء الكون، وتضافر الجهود الدولية لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل منa أسلحة كيميائية ونووية في كل بقاع الأرض، بما فيه الحد من بناء واستعمال المفاعلات النووية السلمية التي لا تخلو هي الأخرى من مخاطر. هذا الحلم، يجب أن يكون دائما في مقدمة أولويات المؤتمرات الدولية التي تقام بشكل دوري هنا وهناك، وفي أعلى هموم قادة منطقتنا العربية والإسلامية التي تشهد توترات وصراعات سياسية. هذه المنطقة، يجب أن تكون خالية من ذلك السلاح المدمر بما فيه تلك التقنية التي تستخدم في الأغراض السلمية، والتي لو استخدمت كسلاح فستكون مدمرة للجميع: الفاعل والمفعول به والمحايد على حد سواء في حالة وقع القرار في يد متهور يأمل الشهادة في فعل كهذا.. أو لأي سبب آخر كوقوع الكوارث الطبيعية من زلازل.. رأينا ماذا حدث لمفاعل تشرنوبيل في أوكرانيا وما خلفه من دمار للإنسان والبيئة منذ عقود وآثاره المدمرة الباقية إلى حد الآن.. ورأينا أيضا ماذا حدث لبلد متقدم كاليابان يملك العقول والتقنية والخبرات والمال، بعد الزلزال الكبير والأعاصير المدمرة التي ضربت الأراضي اليابانية، ثم تسرب الإشعاعات إلى المياه والبيئة بعد تضرر محطة المفاعل النووي هناك، والتي عرفت بكارثة (فوكوشيما) في عام 2011 م. إن أي تسرب لمفاعل (ديمونة) في إسرائيل الذي هو الآخر على مرمى حجر من كثير من الدول العربية سيكون مدمرا للجميع : أصدقاء وأعداء ومحايدين !. فالزلزال الأخير الذي ضرب إيران، والقريب من مدينة بوشهر الإيرانية، التي تقع فيها محطة الطاقة النووية الوحيدة في البلاد، مدعاة للقلق، وناقوس خطر للإيرانيين أنفسهم أولا، وللدول المجاورة والخليجية على وجه التحديد، فلو حصل خلل في أنظمة التحكم بالمفاعل أو انفجار لا سمح الله سيؤدي إلى كارثة بيئية ستضر بالجميع.الشاهد، أن العاقل يجب أن يتعظ بدروس التاريخ وما يحتويه من دمار وكوارث طبيعية حلت هنا وهناك. فبلد كاليابان بما يملكه من خبرات وعقول لم يستطع التحكم بتلك المحطة السلمية (الكهربائية) التي كانت بمثابة قنبلة موقوتة في منطقة نشطة بالزلازل، ولو حدث التسرب في بلد غير اليابان لكانت الكارثة مدمرة. [email protected]