تعالت الأصوات المعارضة داخل إسرائيل لشن عملية برية علي غزة, فقد أكد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أن بلاده ليس لديها النية لاجتياح غزة أو حتي التوغل فيها, كما أعرب30% فقط من الإسرائيليين عن تأييدهم لشن هجوم بري مقارنة بنحو84% يؤيدون القصف الحالي للقطاع, بينما ألحقت الحرب خسائر بالغة بالاقتصاد الإسرائيلي تقدر بنحو1.1 مليار شيكل(278 مليونا و587 ألف دولار) أسبوعيا. ومن جانبه, قال بيريز, في لقاء مع شبكة سكاي نيوز الإخبارية مساء أمس الأول, إنه لا نية لبلاده للتوغل في قطاع غزة, خلافا لما يتردد عن اعتزام إسرائيل التدخل بريا في القطاع إذا اقتضت الضرورة. وأضاف: نحن حريصون كل الحرص علي عدم ضرب أي أهداف مدنية, ولكن حماس مصرة علي ضرب المدنيين الإسرائيليين, فعلي سبيل المثال, تطلق حماس صواريخها في أوقات خروج الأطفال من المدارس ولا تترك المدنيين ينعمون بليلة هادئة. وتابع: إسرائيل تسعي بقوة لتفادي ضرب المدنيين والمنشآت المدنية ولكن للأسف حماس تستخدم منازل المدنيين وحتي المساجد للاختباء فيها وإطلاق الصواريخ منها. وفي استطلاع للرأي لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية أجرته عن طريق مركزها هاآرتس- ديالوج علي عينة نسبية من اليهود والعرب داخل إسرائيل, أكد84% تأييدهم للغارات الإسرائيلية علي قطاع غزة في العملية العسكرية الحالية التي يطلق عليها اسم عمود الدفاع, بينما أعرب12% فقط عن معارضتهم لها. ورغم وصول التأييد للحرب بين اليهود إلي نحو90%, فإن30% فقط من العينة أعربوا عن موافقتهم علي شن هجوم بري علي غزة. وأظهر استطلاع للرأي ارتفاع شعبية كل من رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو ووزير دفاعه إيهود باراك بنسبة20%, لتصل إلي55% و52% علي الترتيب, لكن شعبيتهما تقل كثيرا عن سابقيهما رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير دفاعه عمير بيريتس التي بلغت85% في بداية الحرب علي لبنان في.2006 ونقلت صحيفة هاآرتس عن تقديرات اقتصادية أن خمسة أيام من الهجمات الصاروخية الفلسطينية علي إسرائيل والقصف الجوي الإسرائيلي لقطاع غزة تسبب في خسائر اقتصادية بالغة تقدر بمئات الملايين من الشيكلات, وأن الاجتياح البري للقطاع لن يزيد فقط من التكلفة المادية للدمار وفقد الإنتاج مع اضطرار الأسر إلي الاختباء في الملاجئ, ولكن يؤدي أيضا إلي خسارة الأيدي العاملة التي يتم استدعاؤها ضمن قوات الاحتياط في الجيش. وذكرت شركة معلومات الأعمال بي دي أي في تقديراتها لخسائر الحرب إن العملية الحالية علي غزة تكلف الاقتصاد الإسرائيلي نحو1.1 مليار شيكل(278 مليونا و587 ألف دولار) أسبوعيا, واستندت الشركة في تقديراتها علي عملية الرصاص المصبوب التي شنتها إسرائيل علي غزة لمدة ثلاثة أسابيع أواخر2008 ومطلع.2009 وقالت الشركة إن معظم الخسائر سببها استخدام الذخائر والوقود في الحرب, لكن هناك خسائر أخري بالنسبة للمنازل والشركات والبنية التحتية من المحتمل أن تصل إلي25 مليون شيكل, بينما ستخسر منطقة الجنوب نحو200 مليون شيكل من أنتاجها أسبوعيا أثناء الحرب, بينما ستخسر بقية مناطق إسرائيل150 مليون شيكل أسبوعيا. وذكرت صحيفة هاآرتس أنه في الوقت الذي قتلت فيه القوات الإسرائيلية عائلة بأكملها في غزة هي عائلة الدلو, بدأت إسرائيل في الدخول في مشاكل. مشيرة إلي أن الصور الفظيعة لعائلة الدلو ترجح أن تكون نسخة فلسطينية من مذبحة كفر قانا اللبنانية التي غيرت وجه الحرب علي لبنان في.2006 وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي يختبئ فيه قادة حماس في الأنفاق تحت الأرض فإن المدنيين الفلسطينيين معرضون للقصف, مؤكدة أن قصف منزل في غزة وقتل سكانه ال12 من المحتمل أن يثير العرب والأوروبيين بالإضافة إلي الأمريكيين للضغط علي إسرائيل لوقف الضربات الجوية فورا. وعلي صعيد آخر, كشفت صحيفة هاآرتس أنه في الوقت الذي يستدعي فيه الجيش الإسرائيلي أعدادا هائلة من قوات الاحتياط, فإن العديد من هؤلاء الجنود يعانون نقصا في الغذاء والإمدادات والأسرة في قواعدهم. وقال أحد جنود الاحتياط البالغ عددهم30 ألفا والذين تم استدعاؤهم مؤخرا, الأشخاص لا يحصلون علي الطعام, لقد أعطونا تعيينات( حصص غذاء) قتال ولم يسمحوا لنا بالتوجه إلي قاعة الطعام في القاعدة, وفي النهاية طلبنا بيتزا.