إذا وجدت قضية يمكن للمرء أن يحدد ضحاياها فورا وينحاز بأكبر قدر من راحة الضمير؛ لأن الحدث أو القضية تمثل ذروة المواجهة بين الإنسان والحقيقة. يوما بعد يوم تتكرس القناعة بأن أنديتنا أضحت موقعا لصراع القوى بين طالبي الشهرة وقيم الرياضة التي تقوم على التنافس وبذر سمو المعرفة الإنساني. إشكالية الكرة السعودية تجاوزت واقعها إلى مشكلة أزمة ثقة عمل؛ إذ اتضح أن المنخرطين في الحراك الرياضي لم يكن الهدف من لهاثهم وراء هذه الأندية رغبة في إنجاحها كهدف أول أو لبناء منجز رياضي ولكن لتبني وكسب مجد شخصي. لذلك لا يمكن إصلاح النظام الرياضي ما لم يتم إصلاح المنظومة الثقافية المهيمنة على المجتمع الرياضي، لقد سبق وأن قلت إن طبقة النظام الرياضي هي انعكاس للمنظومة الثقافية ولم أبالغ بأن أقول إن الفساد والظلم وحتى الاستبداد أسلوب عمل داخل الحراك الرياضي. في وقت يتطور الحراك أو العمل المؤسساتي بتعدد وجهات النظر واختلاف الآراء والتيارات الفكرية بالتوجيه للمستقبل بفهم واضح ورؤية صادقة بل إنها تزدهر في إيجاد أرض خصبة.. فالمواطنة (العمل جزء من هذه المواطنة) تتنافى مع الأوحد والبغضاء والكراهية. مجتمعنا الرياضي يضج بأكثر من تأجيج البغضاء. مسيرو الأندية رؤساء كانوا أو أعضاء مجلس إدارة يتبدل خطابهم ورؤيتهم منذ اليوم الثاني لدخولهم الأندية ويصبحون أسرى لثقافة المدرج رغبة في الاستمرار وكسبا للتعاطف، بل يصلون إلى حد تبني وجهة نظر الجماهير بعيدا عن مسؤولياتهم التي تفرض عليهم العمل وفق رؤية منهجية لمصلحة النادي وفي إطارها القانوني. المؤسف أن هذه العقليات تزداد مع مرور الأيام ولا تجد علاجا للأزمات بل أصبحت هي من تكرس هذه الأزمات وتصعدها لدرجة التأزم بل والتجاوز. هذه العقليات لم تسمم الرياضة كحراك فقط بل حتى الخطاب الرياضي؛ إذ تدثرت به وأصبحت توجهه، بل المؤسف أن كل عقلية بات لها فريق عمل يناطح ويخاصم بل ويسيء لمنافسيه بالرغم من انتمائهم للنادي. في ظل فوضى أصابعهم امتد عبثهم لوسائل الإعلام، فيكرسون كتابهم أو من يتبنى وجهة نظرهم لدرجة القبح مستخدمين عبارة (وين مقال ولدنا مزعلينه ليش) في عملية شراء واضحة.*** السلاح ليس هو الذي يقتل أو يصيب.. إنما أصابع اليد التي تحمله هي التي تضغط على الزناد.. في الاتحاد مشكلته الحالية (صراع قوى) أبحث عن (الأصابع) وليس السلاح. في الأهلي فكر المنظومة أم فكر الأفراد.. أيهما مسيطر على الآخر، أيهما يغذي الحراك داخل النادي، لماذا النجاح في ألعاب والإخفاق في أخرى، خلل متى ما مورس وفق رؤية متكاملة لن يخرج الأهلي كثيرا من تعثره.للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة