ما يزال مكتب التربية والتعليم في محافظة تعز يعيش على وقع فوضى غير مبررة تتقاسمها اطراف تنذر بمزيد من الاستقطابات و التجاذبات اللاوطنية حيث اقتحم عدد من المسلحين صباح الاربعاء قبل الماضي المكتب ومنعوا الموظفين واللجنة الوزارية المكلفة من وزير التربية من دخوله لاستكمال إجراءات التسليم والتسلم. ونقلت صحيفة الجمهورية الرسمية عن شهود عيان القول إن المسلحين قدموا إلى التربية في الساعة السابعة صباحا، وكسروا أقفال المكاتب وتمركزوا على أسطح المبنى وفي الأزقة والشوارع المحيطة بالمكتب، قبل إخلاء المبنى منهم وتسليمه لمدير الأمن محمد صالح الشاعري إثر اجتماع في مبنى المحافظة مع اللقاء المشترك والوكلاء الجدد تقرر فيه تكليف مدير الأمن باستلام المبنى. وقال منصور هزاع لصحيفة الثوري ان قرار تكليفه جاء بناء على ترشيح من قبل المحافظ شوقي هائل الى وزير التربية والتعليم، مضيفا: انا لست بحاجة إلى هذا المنصب ولم أسع اليه وهو وظيفة دولة وتكليف لا تشريف، وكنت قبلت بالمنصب كفدائي في ظل وضع صعب تعيشه المحافظة وتعز تستحق ان نضحي من أجلها . وأضاف هزاع: ما يحصل اليوم من فوضى في المحافظة لا يرضي أحدا وهو ناتج عن التذبذب وعدم الحسم سواء من السلطة المحلية أو من المركز. وعند سؤاله عن كيفية تعيين مدراء الشعب في المكتب واستحواذ حزب بعينه على معظم ترشيحاتها قال: ان التعيينات من اختصاصه هو بناء على تكليفه، موضحا أنه .قام بتلك التعيينات بعد الرجوع لكل الاطراف والتراضي حولها بمن في ذلك الوزير والمحافظ نفسه. وتابع هزاع القول: ذهبت إلى المحافظ وأطلعته على الترشيحات وطلب مقابلة المرشحين وتحدث معنا حول الوضع التربوي في المحافظة وطالبنا بالمهنية والابتعاد عن الحزبية الضيقة وتمنى لنا التوفيق في قيادة العمل التربوي وكان سؤاله عن سبب تأخر قرار تكليفي وجرى التواصل حينها مع مكتب الوزير وأعلن القرار خلال 12ساعة وبالتحديد في 16-2-2012م. وكان المحافظ كلف عبدالعزيز المخلافي مديرا لمكتب التربية في المحافظة رغم ترشيحه السابق لمنصور هزاع، وفي تفسيره لما حدث قال هزاع: هذا السؤال يجيب عليه المحافظ فأنا ذهبت الى المحافظ بعد قراره الاخير وكان جوابه لي بأنه غير وجهة نظره ورفع الأمر للوزير وطلب منا مراجعة الوزير. وذكر هزاع: أنه قدم ملفا الى لجنة المفاضلة الا انه فوجئ باستبعاده دون ان يعرف جوابا عن سبب الاستبعاد رغم مطالبته المتكررة للجنة المفاضلة بذلك. ونفى صحة أنباء عن وجود مسلحين اقتحموا مكتب التربية بالقوة لتمكين اللجنة الوزارية من تنفيذ دور الاستلام والتسليم، قائلا: هذا القول عار من الصحة ولا وجود لمسلحين وكان هناك اعتصام للتربويين (مجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني مكين) وقد استمر الاعتصام 17 يومأ. واعتبر رئيس اللجنة الوزارية المكلفة بالاستلام والتسليم علي صالح الحراض ما حصل عملا غير مسؤول لرفض قرارات رئيس الوزراء المبنية على ترشيح وزير التربية والتعليم ومحافظ المحافظة شوقي هائل. وحسب شهود عيان فإن المسلحين قدموا إلى التربية عند الساعة السابعة من صباح الأربعاء على متن عشرات السيارات نوع حبة جيب وكسرا أقفال مكتب التربية والتعليم ونهبوا بعض المحتويات وتمركزوا على أسطح مباني المكاتب وفي الأزقة والشوارع المحيطة بالمكتب. وقالت مصادر في المحافظة ان المسلحين يتبعون شخصيات نافذة في المحافظة ومدراء مديرية الموادم درهم يحيى وحميد علي عبده مدير مديرية التعزية وقيادات عليا في حزب المؤتمر الشعبي العام. كما شهدت مدينة تعز يوم السبت الماضي مظاهرة لمئات من المواطنين قدموا من مديريات عدة تأييدا للمحافظ شوقي أحمد هائل ورفضا لقرارات مجلس الوزراء. وبشأن ما حدث قال سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي في محافظة تعز محمد عبدالعزيز الصنوي إن هناك من يحاول ان يدفع المحافظة نحو الفوضى واستغلال ما حدث من اختلافات وتباينات بين قراري رئيس الوزراء والمحافظ واستخدام البلاطجة وإقحامهم امر غير مقبول وينذر بمزيد من الفوضى والامر معني بالمحافظ ووزير التربية. وقال الصنوي نحن ندين الاطراف التي مارست الفوضى والتجمهر وردود الفعل التي لم تكن في المستوى. وأكد سكرتير الاشتراكي في تعز أن الحزب لم يشارك في مظاهرة السبت التي دعا إليها المؤتمر الشعبي العام.. وبشأن موقف الحزب من التعيينات قال الصنوي نحن مع المفاضلة رغم إننا اتفقنا في السابق مع المحافظ على ترشيح الاستاذ منصور هزاع. ولكننا ضد الفوضى والبلطجة كأسلوب رخيص لتنفيذ القرارات.