في اختلاط الوجوه المتزاحمة في اروقة فندق الريتزكارلتون حيث امتزجت الافكار وتداخلت المواقف والرؤى، على مدار ثلاثة ايام كفيلة بالخروج بنتائج تخدم الهدف المنشود من عقد الدورة العاشرة لحوار الاديان، التي نظمها مركز الدوحة العالمي لحوار الاديان، بالتوصل الى قناعة بأن الحوار يتطلب استمراره بين اصحاب الديانات الثلاث "الاسلام والمسيحية واليهودية" وهي مسلمات لايمكن بدونها ان يتحقق التقارب وتضييق الفجوة بين البشر بمختلف مللهم وأديانهم. صديقنا احد المدعوين لهذا المؤتمر لم تتوافق افكاره مع الطرح الموجود على اجندة الجلسات المخصصة، وبدا متحسرا على هذا الجمع الذي انفض دون استخلاص الهدف الاسمى للحوار الذي يقول انه من المفروض ان يتسم بالشفافية والوضوح لان الهوة مازالت كبيرة بين العالم الاسلامي والعالم الغربي، وانه منذ زمن ليس بالقريب والعالم الاسلامي يحاول الحوار، ومثل مركز الدوحة هناك قبله مراكز اخرى كمركز الملك عبدالله للحوار الذي يتخذ العاصمة النمساوية فينا مقرا له، ومراكز اخرى انشئت عقب احداث 11 سبتمبر وتصب جهدها لتحسين صورة الاسلام، الذي ما زال يعاني من عدم الفهم من المجتمعات الغربية التي تجتهد منظمات معادية في تزكية اصول الخلاف المتنامي بين الطرفين. صديقنا له رؤيته الخاصة نحو ايجاد الارضية الحسنة لانطلاقة الحوار، ويلخصها في الجدية في نوعية الموضوعات ووضوحها وعدم تبسيط القضايا الهامة التي تتعلق يالدين الاسلامي القائم على مبادئ تشمل كل ما ورد في الديانات السماوية الاخرى.. ولذا يؤكد على التساهل في هذا الطرح ولا نخجل ان لدينا كمسلمين عيوبا يجب ان نعترف بها ونواجهها بشجاعة ونعترف انها السبب في سلبيتنا امام العالم الاخر. انا كمفكر ومجتهد في مبادئ الحوار انتمي الى هذا العالم العربي والاسلامي واعيش في بلد غربي انهل من ثقافته وامارس عاداته، وانا احس انني امارس ذلك وفق القيم الانسانية التي هي في الواقع ليست غريبة علي كوني مسلما وتربيت على مبادئ الاسلام ،التي اراها تمارس من قبل اقوام غير مسلمين.. هذا ما فسره المفكر العربي حول فكرته ويقول: هناك مسلمون لا يدخلون ابواب المساجد وفي المقابل هناك يهود لا يمارسون طقوس دينهم وكذلك هناك مسيحيون معدومو الثقافة عن دينهم، اليس تقصيرا من علمائنا عدم التشبث بارسال الدعاة والمبشرين للتعريف بالديانات السماوية معا، وهو ما يحتاج منا ان نكثف الحوار بين قياداتهم وقياداتنا ونحثهم على الاتفاق على كلمة سواء وإبعاد شبح الفرقة بين البشر من كل الديانات.احيي في هذا الرجل رؤيته الخاصة عن الحوار وقد امتعني بالحوار معه حول ثقافة الحوار التي هي المبدأ الذي يقوم عليه مركز الدوحة للحوار. هل اضفنا شيئا مفيدا للبشرية من خلال مؤتمر الحوار هذا؟ ام ظلت الاراء حبيسة القاعات المغلقة والاكتفاء بتوثيقها في اوراق لا نتمنى ان تكون ايضا حبيسة الارفف الفارغة من المضمون.. وسلامتكم.