بدأ اليوم الثلاثاء مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان بعنوان "تجارب ناجحة في حوار الأديان" بمشاركة 75 دولة. ويناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام سبل التقريب بين الأديان, وتحقيق التواصل, وحل النزاعات, وتطوير مناهج التعليم التي ترسخ التعايش السلمي وقبول الآخر. وقبيل بدء المؤتمر, أعلن رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة لحوار الأديان إبراهيم النعيمي أن النسخة العاشرة لمؤتمر الدوحة تمنح جائزة عالمية باسم "جائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان" لأفضل مؤسسة أو شخصية لها مساهمات فعالة أو مشاريع متميزة في مجال حوار الأديان. ويشرف على الجائزة لجنة أمناء متخصصة من علماء دين مسلمين ومسيحيين ويهود ومسؤولين من المركز، يساعدهم محكّمون من أتباع الديانات السماوية الثلاث. وتبلغ قيمة الجائزة مائة ألف دولار، إضافة إلى ميدالية ذهبية وشهادة من المركز. وأعرب النعيمي عن أمله في أن تسهم الجائزة في دفع ثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر، والاحترام المتبادل بين أتباع الأديان المختلفة. محاور المؤتمر كما تحدث النعيمي عن محاور المؤتمر وهي أربعة: أولها المحور الأكاديمي ويشمل البحث العلمي المتعلق بدراسة العلاقات بين الأديان، ونشر البحوث الأكاديمية في هذا المجال, وتطوير المحتوى الأكاديمي من خلال تطوير المناهج المدرسية والجامعية التي تشجع على التفاهم بين أتباع الأديان. ويتعلق المحور الثاني بالعدالة ويشمل العدالة الاقتصادية وإرساء تنمية مستدامة من حيث تهيئة المجتمعات المحلية تحت مظلة الحوار بين الأديان. المحور الثالث يشمل السلام وحل النزاعات ويعني ما قبل الصراع، من حيث وضع إستراتيجية للوقاية من الصراعات العنيفة. وينتظر أن يتمحور النقاش حول تهيئة علماء الدين للتصدي لأي إخلال أمني في الدول ذات التنوع الديني، ووضع سياسات لتعزيز السلام بين الطوائف الدينية خلال الصراعات. أما الرابع فيشمل الثقافة ووسائل الإعلام, ويتركز حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتقنية الاتصالات لتحسين سبل التواصل بين الأديان. وتُعقد جلسات خاصة لعرض التجارب الناجحة لعلماء ورجال دين في المحاور الأربعة. ومن هؤلاء الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي محيي الدين القره داغي, والأب ميغيل إنخل إيوسو غويكسوب نائب رئيس المجلس السياسي للحوار بين الأديان من الفاتيكان, ورشاد حسين الممثل الرسمي للرئيس الأميركي باراك أوباما لدى منظمة التعاون الإسلامي. كما سيتم التعرف على تجربة خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، وطارق رمضان المتخصص في علوم الإسلام, والأميركي غاري كامبل. يشار إلى أن المؤتمر العاشر يأتي استكمالا للمؤتمرات التي عقدت منذ عام 2003. وتناولت الدورات التسع الماضية دور الأديان في بناء الإنسان, والتضامن الإنساني, والقيم الدينية بين المسالمة واحترام الحياة, وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الحوار بين الأديان. وحسب رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة لحوار الأديان, فإن الدورة الحالية تسعى للإجابة عن أسئلة بشأن تجسيد الحوار في الواقع, خاصة في ما يخص حل النزاعات, وتحقيق التعايش السلمي. غياب القرضاوي ويغيب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي عن جلسات مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان, حيث يمثل الاتحاد أمينه العام. يذكر أن القرضاوي يقاطع المؤتمر منذ دورته الرابعة بعد توسيع المؤتمر ليكون حوارا إسلاميا مسيحيا يهوديا، بدلا من حوار إسلامي مسيحي, وسبق أن قال إن "اليهود يغتصبون فلسطين والمسجد الأقصى ويدمرون بيوت الله، وقضية فلسطين معلقة ولم تحل". وقال القرضاوي في تصريحات نشرتها صحيفة العرب القطرية "ليس هناك ظلم أكثر من الذي فعله اليهود بأهلنا في فلسطين، حيث جاؤوا من أنحاء الأرض وأخرجوا أهلها وشردوهم في الآفاق وبقروا بطون نسائهم، لهذا فإن ظلم اليهود لا يزال مستمرا حتى اليوم فلا يمكن أن نجلس معهم". اخبارية نت – الجزيرة نت