للكوميديا عناصر وقواعد.. حتى لو كانت "هزلية" فلابد من أساس لها يتحرك من خلاله الممثل أو المؤدي ناهيك عن أنه لابد لمن يقدمها أن يكون صاحب خفة ظل.. وحضور متميز وسريع البديهة.. حتى يلتقط الخيط ليقول ما يريده للمتفرجين وهو على المسرح حينما يكون عليه أكثر من فنان.. فما أن ينتهي الأول من كلامه حتى يلتقط الآخر الذي يتحاور معه.. ولذا كان لابد من سرعة البديهة لهذا الممثل أو ذاك في تواصل الحوار بينهما. والممثل أحمد آدم السكندري الأصل الذي جاء إلى القاهرة باحثاً عن فرصة عمل.. وظهر كممثل في أدوار ثانوية ضعيفة في عدد من المسرحيات الكوميدية التي قدمها وأنتجها الفنان محمد نجم – لا يتمتع بالموهبة التي تجعله كعادل إمام أو دريد لحام أو محمد صبحي أو سمير غانم.. فهو كممثل محدود مهما أسند إليه من أدوار.. عُرف برعشة يديه فقط لا غير وأسلوب نمطي لم يطوره أو يجدد فيه.. ولأن السوق الفنية المتاحة أمام أحمد آدم أصبحت إلى حد ما محدودة غير متسعة كما كانت.. وقد لا تتحمله بطلاً كوميدياً صانعاً لجديد يقدمه.. فقد اتجه إلى تقديم البرامج وما يطلق عليه "الستداند آب" في محاولة التعليق على بعض الأحداث، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ظاهرة اجتماعية.. إلخ.. المهم أن الأخ آدم يظهر عبر برنامجه في قناة "الحياة" متخيلاً بخفة ظله أنه محلل سياسي واجتماعي.. واقتصادي وأنه درس كل الظواهر وعليه أن يبدي رأيه فيها والسلام معتبراً أنه صاحب وجهة نظر ولديه مقومات التحليل والتعليق!! وقد شاهدته مؤخراً يتحدث عن دولة قطر وتعجبت من هذا الممثل مستخف الظل أنه يتحدث عما لا يعرفه ولا حتى اقترب منه ويبدي ب"سخافة" تعليقات لم يكن من اللائق قولها. وكأنه العالم ببواطن الأمور، نعم فقد أخذ يطلق ألفاظاً كان يجب أن يترفع عنها وكان يجب أن يقرأ أكثر عن تلك المعلومات المغلوطة التي ذكرها.. والتعليقات التي بدرت منه.. إن من يقدم برنامجاً أو يكتب تحليلاً لابد أن يتحرى الدقة في ما يقوله.. ويتجنب المعلومة غير الدقيقة التي تكون قد وصلت إليه من فريق إعداده.. لأنه هو الذي يظهر في الصورة أمام المشاهدين.. أقول هذا حتى لا يضحك من يشاهده على ما يقوله ويكون عارياً تماما عن الصحة – فيصبح مقدم البرنامج – وكأنه عقل بلا تفكير.. يهزي دون أن يدري حقيقة ما يردده.. معتقداً أن هذه هي خفة الظل!! احترموا المشاهدين يحترمكم الناس.. وكونوا صادقين يلتف حولكم المتفرجون.. فالكوميديا ليست