يحتفل العالم اليوم «الثالث من مايو» باليوم العالمي لحرية الصحافة، والذكرى العشرين لهذا التاريخ كمناسبة عالمية لتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير، والتذكير بالعديد من الصحافيين الشجعان «الباحثين عن المتاعب» الذين آثروا الموت أو السجن من أجل الحقيقة، ومن أجل عيون «صاحبة الجلالة»، ووسائل الإعلام المرئي والمسموع. فما من شك أن حرية التعبير، هي الهواء والماء والخبز بالنسبة للصحفي، وأكثر ما يشغله في مثل هذا اليوم، وكل يوم. إنها الحق الأثمن لكل صاحب فكر ورأي وقلم. وهذه الحرية إنما تمثل الركيزة الأولى التي تقوم عليها كل الحريات الأخرى التي هي أساس للكرامة البشرية. يُتَّخذ هذا اليوم العالمي مناسبة لإعلام الجماهير والحكومات بانتهاكات حرية الصحافة، والتذكير بأنه لا يزال هناك كثير من البلدان التي تمارس فيها رقابة مُعطِلة على المنشورات أو المطبوعات أو الصحف، كما تُفرض الغرامات، وتعلَّق الإصدارات، أو تُغلَق دور للنشر، بينما يلقى الصحفيون والمحررون والناشرون ألواناً متباينة من المضايقات والاعتداءات والاعتقالات وحتى الاغتيال في كثير من الحالات. إن حرية الإعلام وحرية التعبير في العالم العربي لا تزال تواجه الكثير من التحديات والمشاكل المتمثلة بفرض القيود والقوانين الصارمة من قبل بعض الحكومات التي تسعى إلى تهميش أو إلغاء دور المؤسسات الإعلامية، في الوقت الذي تشير فيه التقارير اليومية إلى أن هناك انتهاكات لحرية الصحافة في المنطقة العربية بعد ما يسمى بثورات الربيع العربي، وسقوط عدد كبير من الضحايا من الصحفيين والإعلاميين أو تعرضهم للمضايقات والسجن والتعذيب والاعتقال التعسفي والمحاكمات، وهو ما يعد مخالفة صريحة لكل المواثيق والقرارات الدولية والإنسانية. الفكرة الطائرة الكاتب الصحفي علي أبو الريش، يقول: «حرية الصحافة جزء لا يتجزأ من حرية الإنسان، والحرية تعني انطلاق الفكر البناء من دون حدود أو قيود أو صدود أو سدود. وفي المجتمعات النامية عانت الحرية الكثير من شباك القيود وبالأحرى، واجهت الصحافة في هذه البلدان متاعب جمّة ما جعل الحقيقة تختبئ في جلابيب الغموض والكتمان. الأمر الذي جعل الإنسان يغيب في وديان فكرية لا زرع فيها ولا ضرع. ... المزيد