اعتبر صحفيون وكتاب أن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف اليوم الخميس ال3 مايو هذا العام يحمل نكهة مختلفة كونه يأتي والبلاد تشهد تحولات سياسية وعملية تغيير كان لهم دور بارز في إرساء مداميكها. وقال هؤلاء بمناسبة يومهم العالمي إن الرسالة التي يحملها هذا اليوم هي تذكير الرئيس والحكومة وكل الأطراف السياسية بان الحرية التي حصلوا عليها لا يمكن أن يفرطوا بها أو يسمحوا لأحد بعودتها للوراء. ويحتفل العالم في الثالث من آيار/مايو باليوم العالمي لحرية الصحافة كتقليد سنوي يهدف إلى التذكير بالدور الحاسم الذي تضطلع به "السلطة الرابعة" في تعزيز الديمقراطية وتشجيع التنمية في أرجاء العالم. ويعد هذا اليوم مناسبة لإلقاء الضوء على تجارب الصحفيين وتضحياتهم ولاستحضار المهام الجسيمة التي يؤدونها وهم يقومون بدورهم في تقصي الحقائق وتزويد الجماهير بالأخبار اليومية مهما كلفهم ذلك من تضحيات. وحتى الآن جنى الصحفيون ثمار نضالهم الدوؤب في انتزاع الحريات العامة للمجتمع ككل,وبعد أن شاركوا فئات واسعة في المجتمع بانجاز الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح,كسبوا في 25 ابريل الماضي حقا طالما حلموا به كثيرا وهو قانون حق الحصول على المعلومات الذي اقره البرلمان. وبعد أن ظل حبيس أدراج المجلس لأكثر من أربعة أعوام,أبصر القانون الذي تقدم به كمشروع النائب الإصلاحي علي عشال النور وينتظر صدور قرار جمهوري ليدخل حيز التطبيق. وبذلك تصبح اليمن ثاني دولة عربية بعد الأردن التي تصادق على قانون يتيح للمواطنين والمؤسسات حق الحصول على المعلومات من المؤسسات الحكومية، والذي ينهي احتكارها للمعلومات. ويهدف القانون إلى تأمين وتسهيل حق المواطن في الحصول على المعلومات دون إبطاء وتوسيع قواعد ممارسة الحقوق والحريات, وكذا تعزيز مقومات الشفافية وتوسيع فرص المشاركة الواعية المسئولة بالإضافة إلى تمكين المجتمع من تنمية قدراته للاستفادة المتزايدة من المعلومات. ويقول الصحفي عبدالحكيم هلال مدير تحرير صحيفة المصدر,إنه في السابق لم يكن الصحفيون يشعرون بقيمة مثل هذا اليوم إلا من جهة التذكير بواقعهم الصحفي المرير فيما يتعلق بالحرية المفقودة,وكان الأمر حينها يتعلق بالنضال في إطار نظام مستبد. ويستدرك هلال في حديثه ل " الصحوة نت",: " لكن اليوم سيكون الشعور مختلفا على ما أعتقد. فالصحفيون اليوم سيواصلون النضال ولكن في وقت يعتقدون فيه أن ما سيناضلون من اجله من المتوقع جدا ان يتحقق وما لم يتحقق ذلك فإن النضال سيتواصل ولكن بأدوات أقل وتكلفه أقل أيضا. ويرى هلال وهو مدرب صحفي محترف أن الحرية السياسية العامة التي ناضل اليمنيون من اجل بلوغها ستكون عاملا مساعدا وحاملا قويا لتعزيز سبل النضال من أجل تحقيق الحرية الصحافية. ويرجع الفضل فيما تحقق اليوم لليمنيين في الجانب السياسي،للإعلام بسبب الدور البارز الذي لعبه في تحقيقه,لافتا إلى أن الصحفيين في مقدمة التغير ومتقدمين بكثير في نضالاتهم وتعرضوا لأصناف التعسفات والانتهاكات ودفعوا الثمن أكثر من غيرهم. ومضى هلال يقول بهذه المناسبة : " أحيي جميع الزملاء الذين ضحوا من اجل حرية الصحافة. كما أحيي الزميل عبد الأله شائع الذي مازال محتجزا حتى الآن وبإسم الزملاء الصحفيين المناصرين للزميل شائع، ادعوا الرئيس الجديد والحكومة إلى إطلاق سراحه والتوقف عن الاستمرار ومواصلة الانتهاكات. وعليهم أن يعرفوا أننا اليوم في عهد جديد من الحرية، ويتكيفوا ويكيفوا أنفسهم مع هذا المتغير". بدوره يقول الصحفي غمدان اليوسفي,الذي يعمل مراسلا لصحيفة إيلاف الالكترونية إن اليوم العالمي لحرية الصحافة هو تذكير للرئيس الجديد والحكومة الجديدة وكل الأطراف السياسية بأن الحرية التي انتزعها الصحفيون والتي أيضا أتاحتها التكنولوجيا والإعلام الجديد يستحيل التحكم بها وإعادة خط سيرها. ويعتبر اليوسفي في حديثه ل" الصحوة نت",القرارات التي يتم الإعداد لها وإقالة بعض الأشخاص بسبب رفع سقف وسائلهم الإعلامية من الحرية هو إنقاص لحق الصحافة وخوف من النقد لا أكثر. وأكد في سياق مخاطبتة لأولئك الذين يفكرون بهذه الطريقة أن هذا النقد سيكون واردا سواء في صحيفة حكومية أو مستقلة أو في الفيس بوك. وتمنى اليوسفي بهذه المناسبة من الرئيس الجديد وكل الأطراف أن تفتح عقولها للنقد وأن تستمع بدلا من التفكير بالعقاب وأن تعي أن العالم الجديد لم يعد صالحا للأسرار ولخنق الحريات الصحفية بعدما فتح الباب على مصراعيه لصحافة المواطن عبر موبايله وجهازه وصحيفته,قائلا:" غيروا عقولكم فالأمور قد تغيرت ". وتتمنى الصحفية هبه نعمان أن تتمكن كصحفية من الكتابة بدون قيود حتى تستطيع إيصال الحقيقة إلى الجمهور والرأي العام. وتساءلت عن خشية البعض من عدم السماح للصحفي بإبداء رأيه باعتباره ناقل للحقيقة والمعلومة,مشيرة إلى انه لا توجد لدى أولئك الذين يعترضون الصحفيين ويعتدون عليهم سوى خوفهم من إظهار الحقيقة كما هي. ودعت هبه نعمان بهذه المناسبة في حديثها ل " الصحوة نت", إلى سن قانون يحمي الصحفي من الانتهاكات ويكفل له ممارسة مهنته بشكل طبيعي ويعاقب المعتدين على حريته. واقترحت تغليظ عقوبة المنتهكين لحرية الصحافة حتى يرتدعوا عن ممارستهم ويقلعوا نهائيا,كما دعت الصحفيين للممارسة حقهم في حرية التعبير لكن دون المساس بشرف احد أو كرامته. من جانبه,يلفت الصحفي صلاح الدين الاسدي إلى أن الاحتفال بهذا اليوم العالمي لحرية الصحافة يأتي واليمن مستمرة في حجز بعض الصحفيين الذين ربما لم يروقوا لمدعية الحرية وحماية الصحافة في العالم مثل عبدالاله شايع وغيره من أصحاب الرأي. وأضاف : اليوم العالمي لحرية الصحافة يمر على الصحفيين اليمنيين وهم يعانون التهديد والوعيد وتكميم الأفواه ولكن مع هذا نحن متفائلون بالقادم سيما بعد التغييرات الجذرية التي تحدث في مراكز الإعلام الرسمي التي أفرزتها ثورة الشباب. ويعد هذا اليوم، الذي جرت العادة على الاحتفال به منذ إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 تسميته بيوم الصحافة العالمي، مناسبة لتعريف الجماهير بانتهاكات حق التعبير عن الرأي وكذلك لتذكيرهم بمعاناة الصحفيين من جراء الانتهاكات التي يتعرضون لها وهم يمارسون واجبهم. وسيكرس اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام للعلاقة بين حرية الصحافة والقضاء على الفقر لما تتمتع به وسائل الإعلام من قدرة في هذا المجال في حفز التنمية الاجتماعية الاقتصادية باعتبارها إحدى قوى التغيير.