بدأت إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة العمل على تنفيذ مشروع حفاظ وإعادة تأهيل المنطقة التراثية بمدينة خورفكان، المعروفة باسم "الخالدية" . علمت "الخليج" احتمال احتواء المشروع على مرحلة لاحقة ذات أهداف وأبعاد تنموية وسياحية واقتصادية، تشمل إنشاء عدة متاحف وتطويراً للأسواق القديمة بالمدينة وغيرها . ويهدف المشروع إلى صون الهوية الثقافية والتراثية لهذه المنطقة لما لها من أهمية تاريخية بالغة . فضلاً عن الحفاظ على طابعها العمراني والمعماري القديم الذي شهد مؤخراً تدهوراً في حالته البنيوية وانهياراً فى بعض المنشآت . وتستمد هذه المنطقة أهميتها من كونها مرآة لتاريخ وحضارة سكان وأهل خورفكان التي يمتد عمرها إلى مئات السنين، ولا تزال عمارتها تحتفظ إلى الآن بطابعها القديم والتراثي، إضافة إلى موقعها الجغرافي الذي يضيف لها قيمة وبعداً اقتصادياً واستراتيجياً بارزاً . وتضم خورفكان عدة معالم تراثية، مثل الحصون والأبراج والمساجد والأسواق والبيوت القديمة وغيرها، واعتمد سكانها على الصيد البحري والبري، إضافة إلى الزراعة وتجارة اللؤلؤ والسفن عبر مينائها القديم الذي لا يزال قائماً رغم تجدده . قال المهندس يوسف العثمني، مدير أفرع دائرة التخطيط والمساحة بالمنطقة الشرقية فى تصريح خاص ل "الخليج"، إن الدائرة قامت بحصر الأملاك المتأثرة بالمشروع، وتم رفع التقارير إلى الجهات المعنية، لتقييم الأملاك وتعويض أصحابها، وبلغ عددهم 61 مواطناً، تم صرف شيكات التعويضات لهم . وأضاف العثمني إن المشروع الذي تشرف عليه دائرة التراث، يعد إضافة سياحية وتراثية كبيرة لمدينة خورفكان، حيث يتم دراسة إعادة إحياء المدينة القديمة من ناحية المباني نظراً لقيمتها التاريخية الكبيرة، فضلاً عن إحياء عادات وأنشطة الأجداد إلى الوجود لتتعرف الأجيال الجديدة إلى طبيعة حياة سلفهم من الأجداد القدامى . من جانبه أوضح المهندس فراس عثمان، المشرف على تنفيذ المشروع، أنه تم إنجاز بعض الخطوات التمهيدية وذلك بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي وجهات حكومية على رأسها، دائرة التخطيط والمساحة والمجلس البلدي لمدينة خورفكان وغيرها، وتهدف الخطوات التمهيدية إلى جمع المعلومات الضرورية عن المنطقة، ودراسة منطقة حماية للمنطقة التراثية بناء على أهمية الموقع، وهو ما يطلق عليه "Buffer Zone"، كما تم إنجاز أعمال تحضيرية ميدانية بهدف كشف الموقع لإفساح المجال للبدء بالأعمال الأخرى من خلال أعمال التنظيف الحذرة وإزالة الكميات الكبيرة من الشجر الضار دون المساس بالموقع وذلك من قبل إدارة التراث وبالتعاون والتنسيق مع بلدية خورفكان . كما تم البدء في المرحلة الأولى للمشروع بعمليات التوثيق التي تهدف إلى توثيق الوضع الراهن من مخططات وتحليلها بالتعاون مع دائرة التخطيط والمساحة، إضافة إلى استكمال جمع المعلومات الضرورية من مختلف مصادرها . وتشمل مرحلة الترميم حالياً إعداد مخطط حفاظ يستهدف كل عناصر المنطقة من بيوت ومحال ومنشآت معمارية تاريخية . بدوره، قال المهندس إبراهيم مال الله رئيس قسم الصحة والبيئة ببلدية خورفكان، إن البلدية وبالتعاون مع إدارة التراث تقومان بحملات يومية للتخلص من المخلفات لإعادة تأهيل المنطقة التراثية . وتعمل إدارة التراث على تخصيص الكوادر اللازمة وتأمين كل ما يلزم تلبية لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتطوير وحفاظ المناطق التراثية بالمنطقة الشرقية عموماً حيث تشهد طفرة في مثل هذة الأعمال . ويعد مشروع إعادة تأهيل المنطقة القديمة بخورفكان أحد المشاريع التراثية التى تستهدف المنطقة الشرقية، حيث افتتح صاحب السمو الحاكم قبل أشهر معدودة، المنطقة التراثية بخور كلباء .