| القاهرة - من عبد الجواد الفشني وفريدة موسى | عادت حالة الهدوء إلى محيط مقر جهاز الأمن الوطني في مصر صباح أمس عقب وصول 5 مدرعات تابعة لقوات الأمن المركزي وإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق متظاهري التيارات الإسلامية، وفرضت القوات طوقا أمنيا في محيط قسم شرطة مدينة نصر ثان خشية اقتحامه، وبدأت حركة المرور تعود لطبيعتها في المنطقة، بعد ليلة شهدت عدة محاولات من إسلاميين لاقتحام المقر الرئيس لجهاز الأمن الوطني، ومطاردات مع الشرطة. وكان الآلاف من أنصار التيار الإسلامي قد شاركوا في تظاهرات لحصار جهاز الأمن الوطني في مدينة نصر للتنديد بما وصفوه ب «عودة الجهاز لممارسات جهاز أمن الدولة المنحل»، وقاموا بإطلاق الألعاب النارية والحجارة على المبنى، ثم اعتلى أحد الأشخاص سور المبنى وقام بإنزال علم وزارة الداخلية ورفع علم تنظيم «القاعدة» وصور زعيمه الراحل أسامة بن لادن. المتظاهرون رددوا العديد من الهتافات منها: «مرسي بيه يامرسي بيه أمن الدولة تاني ليه» و«يسقط يسقط أمن الدولة»، كما قاموا بالطرق على الأبواب الحديدية للمبنى باستخدام الحجارة. وانقسمت الأحزاب والقوى السياسية في رد فعلها حول التظاهر أمام جهاز الأمن الوطني، ففي الوقت الذي أيّدت فيه أحزاب إسلامية الهدف من هذه التظاهرة، وكان في مقدمة المؤيدين حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، رفضت أحزاب مدنية هذه التظاهرة، وشككت قيادات في حزب النور السلفي في نوايا الداعين لها، وحذروا مما أسموه محاولات أخونة هذا القطاع. وقال عضو مجلس الشورى وكيل لجنة حقوق الإنسان في المجلس النائب محمد العزب ان «الضبابية تحوم حول هذه الدعوة ونريد أن نعرف من تم تهديده من جانب الأمن الوطني وبماذا ولماذا». وأضاف: «الافضل أن نطالب بإعادة الهيكلة على أسس موضوعية بعيدا عن قيام بعض التيارات بافتعال أزمات من أجل أخونة بعض المؤسسات كالأمن الوطني وغيره، خاصة أننا نعاني حالة من الاستقطاب بين عدد من أحزاب تيار الإسلام السياسي في مصر، فحزب الحرية والعدالة يستقطب بعض ممثلي الأحزاب الإسلامية الصغيرة لترفع مطالبها بهدف تحقيق مكاسب سياسية تصب في مصلحته بهدف تطبيق مفهوم الأخونة على هذا الجهاز وغيره من الأجهزة التي يتم إرهابها والتي يأتي القضاء في مقدمتها». وقال الأمين العام لحزب البناء والتنمية علاء أبو النصر: «نؤيد تطهير جهاز الأمن الوطني ولدينا معلومات مؤكدة باستدعاء الإسلاميين، وأن الجهاز ما زال يقوم بدوره الذي كان يقوم به قبل الثورة، فلا يمكن أن نتجاهل أنهم اقتحموا منزل أمين حزب الأصالة بالخصوص، وما يقوم به الجهاز مجرد حوادث فردية ونتضامن مع المطالب دون أن نشارك في المظاهرات». وحذرت القيادية في الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي أماني الخياط ما أسمته محاولة تفكيك مؤسسات الدولة تحت مسمى مواجهة الثورة المضادة، وقالت: «نؤيد الحديث عن تغيير العقيدة الأمنية لأجهزة الأمن الوطني والشرطة لكننا نرفض القضاء عليها». وقال القيادي في حزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي إن «من حق شباب الثورة عموما وشباب التيار الإسلامي الثوري الحر، بشكل خاص أن يعبروا عن قلقهم من شواهد عودة جهاز أمن الدولة السابق، بأفراده السابقين، للعمل دون ضمانات حقيقية، ألا يعود هؤلاء لسابق ممارساتهم الماضية». وأعلن رئيس حزب «الراية» تحت التأسيس الشيخ حازم أبوإسماعيل، خلال برنامجه «ملفات أبو إسماعيل» على قناة «أمجاد» أن ضباط جهاز أمن الدولة ما زالوا يعملون بالسياسة السابقة نفسها، فعناصر القوة في مصر والتي ساندت النظام السابق موجودة حتى الآن ولم تتغير بعد ثورة يناير، وأن مصر ما زالت كما هي دون تغيير، وأن العامل الوحيد الذي تغير هو ملايين الشعب المصري الذين خرجوا في جمعة الغضب يوم 28 يناير، فهذه الملايين لم تغير اتجاهها وما زالت تطالب بالنهوض بمصر وجعلت لمصر مركزا سياسيا.