GMT 0:01 2013 الإثنين 13 مايو GMT 2:13 2013 الإثنين 13 مايو :آخر تحديث مواضيع ذات صلة سركيس نعوم قال ولي عهد العربية السعودية في حينه الامير فهد بن عبد العزيز لوفد، كان في عداده العربي – الاميركي الذي تعامل من خلال عمله غير السياسي مع شخصيات اميركية كبيرة وعمل على قضايا عدة أهمها الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، وبعد بحث مستفيض في وسائل دعم المفاوضات اللبنانية – الاسرائيلية، قال: "نعم نحن ندعم... ولكن لن ندعم اتفاقاً خطياً بين لبنان واسرائيل أي معاهدة سلام". أحدث ذلك، مع التظاهرات السورية ورفض النظام في دمشق والمناورات الحثيثة من غالبية الاطراف، إحباطاً شديداً. وضرب خطة ريغان للسلام في المنطقة. ولا بد من الاشارة هنا الى ان اسرائيل كان لها دور كبير في ذلك كله. عندها اتصل مسؤول إسرائيلي بشولتز، وكان في الطائرة ينتقل مع مسؤولين أميركيين من عاصمة الى اخرى في المنطقة، لكنه لم يرد شخصياً لأنه كان متعباً. فتولى المهمة أحد أعضاء الوفد، وسمع اقتراحاً غريباً عجيباً هو الآتي: ان تدفع اميركا بارجة حربية أو اسطولاً بحرياً أو قِطَعاً منه الى الاقتراب من شواطئ كوبا وقِطَعاً اخرى الى قرب شواطئ كوريا الشمالية. ومن شأن ذلك ان يضغط على روسيا وان يدفعها، خوفاً من نشوب حرب او تلافياً لنشوبها ربما وهي في اوضاع غير جيدة رغم كونها جباراً عالمياً، الى الضغط على رئيس سوريا (الراحل) حافظ الأسد لقبول شروطها للانسحاب من لبنان. وقد عبر هذا الاقتراح في حينه عن قلة ادراك مسؤولي اسرائيل او عن سوء نيتهم. فحافظ الأسد لن يسهّل اي شيء في لبنان وان كان انسحاب اسرائيل منه. إذ يُبقي الجولان السوري محتلاً، أو على الاقل لا يُبقي باب البحث في إستعادته مقفلاً. فضلاً عن ان روسيا ليست سخيفة الى الحد الذي تصوره الاسرائيليون ولا اميركا. فالاخيرة ايام جون كينيدي فكّرت كثيراً قبل ان تحاصر كوبا في الستينات من القرن الماضي. ولم تقدم على هذه الخطوة الا بعدما تأكدت من خطر الصواريخ الروسية المنصوبة فيها. ولو لم تتأكد روسيا من جدية اميركا لما أزالت الصواريخ. الحال في لبنان عام 1982 او بعده كانت مختلفة". بعد ذلك تحدث العربي – الاميركي نفسه عن لبنان ايام "ثورة" 1958 وما تلاها، قال: "النزول العسكري الاميركي على شواطئ لبنان عام 1958 لم يكن لمساعدة الرئيس كميل شمعون والمسيحيين الذين يمثل، بل كان لتوجيه رسالة الى رئيس مصر في حينه جمال عبد الناصر بعد انقلاب العراق في تموز 1958 على النظام الملكي. فأميركا لم تكن تستطيع قبول هيمنة ناصر على المنطقة. أرسل الاميركيون شخصاً الى الرئيس صائب سلام، أحد زعماء الثوار على شمعون، وقالوا له ان اميركا لا تريد ضرب الثوار، وانها لن تفعل ذلك إلا إذا أطلقوا النار عليها. ونحن نقترح ان تدخل قواتنا العاصمة وان تمشوا أنتم أي الثوار امامها تمهيداً. وهذا ما حصل. وصار بعد ذلك إتفاق بين اميركا وناصر أدى الى انتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية". ثم تناول الحديث عراق الراحل صدام حسين وأميركا. فسألت: هل صحيح ما يقال ان العراقيين عموماً والغالبية الشيعية في العراق خصوصاً احبطهم عدم انتقال الجيش الاميركي الى العراق لإسقاط نظام صدام حسين بعد طرده من الكويت التي احتلها، وسكوت اميركا عن مجازره ضد المنتفضين عليه في ذلك الوقت، ولذلك سهلوا دخول اميركا الى العراق لازاحته عام 2003 ولكن مع قرار بمحاربتها او مناكفتها بعد ذلك؟ اجاب: "هناك بعض الصحة في ذلك، لا كل الصحة. اولاً، لم يكن جورج بوش الاب رئيس اميركا في حينه يريد دخول العراق عسكرياً. وثانياً، كان في محافظات عراقية كثيرة عناصر كبيرة العدد اتت من ايران لمحاربة صدام حسين، وهو لم يرَ مصلحة لبلاده في مساعدة ايران على الانتصار في العراق وعليه". سألت: هل كان دور أحمد الجلبي مشبوهاً؟ اجاب: "كان عميلاً ليس مزدوجاً فحسب بل مُثلَّثاً. اي كان على علاقات مع اسرائيل ايضاً، الى علاقاته مع اميركا وايران. على كل، ساعدت اميركا عملياً صدّام في حربه على ايران. ولولاها لخسر الحرب، وخصوصاً في المعركة الاخيرة في الفاو. كانت تُعطيه الاحداثيات لضرب موجات الهجوم الايراني. واعتبرت انها انقذته، لكنه خانها ولم يكن أهلاً للثقة. إذ اجتاح الكويت وكان سيجتاح السعودية. لو بقي صدام على علاقة جيدة مع اميركا ولو كان عاقلاً وحكيماً لتصرّف بطريقة أخرى. وربما كان أصبح ملك الخليج ولكن من دون احتلال دوله (العربية) والسيطرة عليها". ماذا في جعبة باحث جدي في مركز ابحاث معروف في واشنطن؟