أبوظبي في 14 مايو/ وام / اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في إفتتاحياتها بالسياسة الأميركية التي تعتمد على القوة المطلقة لتحقيق مصالحها في عالمنا العربي والعالم..إضافة إلى المشهدين الأمني والسياسي المصري. وتحت عنوان / أميركا ومأزقها / أكدت صحيفة " الخليج " أن مقتل السياسة الأميركية في العالم و خصوصا في عالمنا العربي .. يتمثل في اعتمادها على القوة المطلقة فقط لتحقيق مصالحها وهذا كان حال قوى عظمى وإمبراطوريات سادت ثم بادت. وأوضحت أن معضلة الولاياتالمتحدة أنها تريد أن تفرض نفسها قوة كونية وحيدة ومتفردة استناداً إلى ما تملك من قوة عسكرية واقتصادية وسطوة ونفوذ تمارس من خلالها الحروب والتهديدات والمؤامرات والانقلابات..من دون أن تأخذ في الاعتبار القانون الدولي وما يفرضه من ديمقراطية وشراكة بين الدول و ما يضعه من حدود وأنظمة تحترم سيادة الدول واستقلالها واحترام حقوق الشعوب في حريتها وكرامتها وسيادتها. وأضافت أن الولاياتالمتحدة لم يكن طريقها سهلا أو ممهدا بل هي واجهت صدا ومقاومة من جانب شعوب ودول كثيرة حاولت الهيمنة عليها وعلى مقدراتها وخرجت الإدارات الأميركية المتعاقبة من هذه المواجهات مدماة ومنيت بخسائر فادحة اقتصادية وسياسية وعسكرية..مازالت آثارها ماثلة بل هي لاتزال تنزف وقد أثر ذلك في هيبتها وعنفوانها كقوة عظمى. وأشارت إلى أن مأزق الولاياتالمتحدة في قوتها الباطشة غير المنضبطة..باعتبار أن القوة هي جزء من تراثها وتاريخها لذا هي تتجاهل قيماً إنسانية مثل العدالة والإنصاف والحق وحتى عندما تتحدث عن هذه القيم فإنها تستخدمها غطاء أو ذريعة أو تبريرا لاستخدام قوتها. وأوضحت أن في هذا المجال يمكن التذكير بسياساتها تجاه دول أميركا اللاتينية وكيف شنت الحروب ومارست الانقلابات وأذكت الصراعات ودعمت الديكتاتوريات لإبقائها تحت سيطرتها وحديقة خلفية لها ..ولنا التذكير بالماضي القريب في فيتناموالعراق وأفغانستان وكيف عمدت إلى تزوير وتلفيق الوقائع لتبرير حروبها فيها مما أدى إلى كوارث وعمليات إبادة جماعية تندرج في إطار جرائم الحرب. وأكدت أن الموقف الأميركي المؤيد على طول الخط إسرائيل واعتداءاتها وجرائمها بحق الفلسطينيين والعرب مع ما يستتبع ذلك من إنكار لحقوق الشعب الفلسطيني هو المثال الأبرز والأسطع على تجاهل الولاياتالمتحدة قيم الحق والعدالة. وقالت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها إن كل هذه السياسات تحول دون محاولات امتلاك الولاياتالمتحدة زمام القيادة الكونية بل هي تقودها عاجلا أم آجلا إلى النكوص والتراجع. من جانبها قالت صحيفة " البيان " إن مصر باتت تعيش حالة من الفوضى الأمنية وعدم الاستقرار السياسي و اللذين أثرا بدورهما في الوضع الاقتصادي الذي يعاني أصلا مشكلات عدة حتى قبل ثورة 25 يناير و التي تفاقمت بعد تسلم الإخوان المسلمين الحكم في البلاد. وتحت عنوان / مصر تنجرف للفوضى / أوضحت أن التظاهرات والوقفات الاحتجاجية والإضرابات التي تثنى بالأمور الحياتية..أصبحت ظاهرة شبه يومية في شوارع مصر ناهيك عن الصراعات السياسية بين القوى والأحزاب والتي أدت إلى انقسام الشارع المصري بين مؤيد ومعارض لهذه الجهة أو تلك..إضافة إلى الاعتداءات الفردية على الأشخاص أو الجماعية على مؤسسات بين حين وآخر..كلها توضح انعدام الأمن والاستقرار السياسي في بلد يزيد سكانه على تسعين مليون نسمة..إلا أن ما يجعل الأمور أكثر تعقيدا و يثير الفزع في نفوس الجميع هي محاولات نشر الذعر والفوضى من خلال تنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية في البلاد..كتلك التي كُشف عنها أخيرا والتي كان يسعى للقيام بها تنظيم إرهابي جديد من خلال عمليات انتحارية و تمكنت قوى الأمن المصرية من اكتشافها وإحباطها. وأشارت إلى أن الوضع الأمني المتردي والاستقرار السياسي المنعدم في مصر دفع بعض الجهات الرسمية لكيل الاتهامات لجهات خارجية لم تسمها باستهداف مصر من خلال بذلها جهوداً وأموالاً لنشر الفوضى فيها..إلا أن ذلك لا يجب أن يصرف الأنظار عن أن فشل الإخوان المسلمين في إدارة البلاد قد يكون من أهم أسباب ما وصلت إليه مصر الشقيقة..بل إن البعض راح إلى أبعد من ذلك و اعتبر أن الحديث عن الخلية الإرهابية من قبل النظام ما هو إلا رسالة مبطنة لإشعال الخوف مجددا من الجماعات المتطرفة الذين يزعمون أنهم الإسلاميون. ورأت " البيان " في ختام إفتتتاحيتها أن مشكلات الاقتصاد المصري لا مخرج لها إلا إذا تحققت عودة الأمن للمجتمع والوصول إلى الاستقرار السياسي..خاصة وأن شباب ثورة 25 يناير تمكنوا من تحقيق هدف إزاحة النظام السابق لكن أهدافهم المتمثلة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية لم تتحقق بعد. من جهتها و تحت عنوان / الربيع العربي الانتقالي الحرج لواشنطن / قالت صحيفة " الوطن "..إن واشنطن بإدارتها ووزاراتها ومؤسساتها الاقتصادية والسياسية و مراكز استخباراتها وبحوثها ودراساتها ستظل تدرس عميقا و مليا عواقب و محصلات ما يسمى " الربيع العربي " بعد أن خسرت كثيرا مواقعها وتأثيرها في بلدان مثل العراق وأفغانستان سابقا و ليبيا وتونس وربما مصر لاحقا.. لم تجن الولاياتالمتحدة إلا الخسارة والندامة والحسرة وسوء الصيت.. مشيرة إلى أن العراق كان نموذجا حيا في ذلك حيث خسرت الولاياتالمتحدة من الأرواح والأموال ما لن تعوضها لها صفقات النفط كما أنها خسرت موقعا متقدما بانحسار تأثيرها في دولة أصبحت حليفة لأكبر أعدائها في المنطقة وهي إيران. ولفتت إلى أن مليشيات مسلحة تابعة للتنظيمات المتطرفة في ليبيا شنت هجوما على القنصلية الأميركية في بنغازي وقتلت من بين ما قتلت السفير الأميركي وهو ما جعل واشنطن متوجسة خيفة من بقائها في تلك الدولة التي لم يفارقها الاضطراب والفوضى منذ سقوط نظام القذافي .. منوهة بأن واشنطن أعربت عن مخاوفها وهوجسها وتوجساتها بإعلان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أن بلاده أرسلت الى صقلية قوات عسكرية للتدخل إذا ما تعرضت بعثتها الدبلوماسية في ليبيا للتهديد وذلك بعد أشهر من الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. وقالت إن النتيجة الماثلة هي أن ليبيا أصبحت واحدة من البؤر المزعجة للولايات المتحدة بوجود حالة فوضى عارمة تتمثل في انتشار مليشيات لا تتبع أي مؤسسات حكومية أو رسمية وانتشار حالات تمرد عسكري وارتفاع لغة التهديدات المسلحة وفرض شروط على الحكومة والمؤسسات المختلفة حتى لم يعد هناك احد يعرف " من يحكم ليبيا " و حتى المؤسسات الدستورية لا تعرف من يحكم ليبيا فصناعة القرار في ليبيا موزعة على عشرات القوى المؤثرة دستورية وغير دستورية سلمية وعنيفة عسكرية ومدنية. وأكدت " الوطن " في ختام إفتتاحيتها أن هذه المرحلة الانتقالية الحرجة هي أصعب الفترات التي تمر على علاقات الولاياتالمتحدة مع الدول العربية التي كانت محل اعتقاد أنها ستصبح عنصر تحول ديمقراطي ولكن العهد قد خان التصور الأمريكي ولعب بخيال واشنطن الطامحة. خلا / زا /. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/ز ا