"سيميائية الخطوط، وقوتها" مشروع تخرج للطالبة رباب سليم في كلية الفنون الجميلة في جامعة الشارقة، اختاره "المؤتمر الطلابي العالمي" الذي سوف ينعقد في المجر خلال يونيو/حزيران المقبل، من بين العديد من الأبحاث العلمية التي تنافست على طرحها فيه ومناقشتها . وهو مشروع يركز على شكل الخطوط وتأثيرها في المتلقي والمعنى الذي تريد توصيله . وعن الهدف من هذا البحث تقول رباب سليم إنها تسعى إلى استكشاف الخطوط الطباعية وتنضيد الحروف التي تم إهمالها بعد أن كان التركيز على حجمها فقط، ولفتت إلى أن شكل الخط وتأثيره في الشخص بمجرد النظر إليه موجود منذ أن وجدت الكتابة لكن لا أحد يلقي بالاً إلى ذلك، خصوصاً أن هناك خطوطاً وزخارف عادية، والزخارف تبعث في النفس الفرح والسرور، بدليل أننا عندما نذهب لشراء بطاقات لمناسبة نشتري البطاقات المزخرفة، لأننا نشعر بالراحة عندما ننظر إليها ونفرح وهو ما نريد تقديمه إلى من سوف نهنئه بالبطاقة، في حين أن الخطوط العادية تبعث على الملل لعدم وجود حركة فيها، وهو ما أدى إلى غيره من الصحف والمجلات باختيار أشكال بحثاً عن قراء جدد . وأشارت رباب إلى أن مجال التصميم الجرافيك لديه الكثير ليعطي البشرية من التصميمات غير المتوقعة، من خلال فهم كيفية التحكم في اللغة البصرية، ما يؤدي إلى ممارسة تأثير فعال في سلوك وشعور الإنسان للأحرف والكلمات، وأوضحت أنه رغم أهمية فن الخطوط في مجال التصميم "الجرافيك"، مايزال يفهم على أنه طريقة للتواصل وإعطاء معنى للكلمة، ما يؤكد عدم وجود ما يكفي من البحوث التي تستند إلى قواعد لتوجيه تصميم أو تفسير معنى الخطوط، وكل المؤلفات والدراسات تتعلق بوضوح الخط وسهولة القراءة فقط، لذلك ما تسعى إلى توصيله هو فهم أن كل الخطوط يمكن أن تكون مناسبة وملائمة لمعنى محدد، ويمكن لخطوط الطباعة أن توضح وتوصل رسالة بصرية . الدكتورة كاترينا الأستاذة في الكلية والمشرفة على المشروع حذرت من التقليل من أهمية تأثير الخطوط في المعنى، موضحة أن هذا البحث يمكن أن يكون له تواصل مع دراسة علم المعاني في الخطوط، السيميائية، ولفتت إلى أنه من أهم الأبحاث حيث خصص له المؤتمر لجنة من المتخصصين للعكوف على دراسته لإقراره، مشيرة إلى أن فكرة المشروع من بنات أفكار الطالبة ولم يتم التدخل إلا عندما بدأت في مراحل التنفيذ . وهنا تؤكد الطالبة أنها أجرت ثلاث دراسات حول خطوط مطبوعة مع بعض الصفات والاستخدامات ومناسبة كتابتها، وأظهرت الدراسات، أن الخطوط الطباعية البسيطة حصدت أعلى الصفات المستقرة، في حين أن الخطوط الطباعية المائلة، وغريبة الشكل والمضحكة حصلت على أعلى الدرجات لدى الشباب والمبدعوين، وأوضحت أنها في المرحلة الأخيرة قامت بكتابة كلمة مرتين بخطوط غير عادية ودفعت الشباب إلى قراءتها فلم تجد سوى الفرح والسرور على وجوههم لكن كل واحد منهم قال عنها معنى مختلفاً عن الآخر، ما يؤكد أن شكل الكلمة أحياناً يعطي معنى مختلفاً عندما نسمعها تقرأ .