دائماً تكون البداية مجرد فكرة تلح على صاحبها لتدافع عن فرصتها في الخروج إلى الحياة، وهذا ما حصل لمجموعة "نقاط" التي كانت مجرد فكرة استغرقت ثلاث سنوات لتستطيع أن تتحول إلى حقيقة وتبدأ مشوار الإبداع مع مجموعة شبان جمعتهم الموهبة في مجموعة من الأفلام القصيرة، حاملة رسائلهم الإرشادية إلى المجتمع بأسلوبهم الخاص ورؤيتهم المشرقة . "بدأت الفكرة عام ،2009 لكن لم نكن متحمسين بما فيه الكفاية لتنفيذها، فاستغرق قرار تصويرنا الفليم الأول وتأسيس المجموعة ثلاث سنوات تقريباً حتى جمعنا بعضنا بعضاً وانطلقنا" . هكذا يبدأ عبدالله الجزيري، موظف في محاكم دبي، حديثه، ويضيف: عرضنا فيلمنا الأول "تعال ويانا" وكنا قررنا البدء برسائل توجيهية تثري محتوى أفلامنا، فقررنا أن نتوقف بعد عرض فيلمنا الأول لنرى ردود الأفعال، وبعد أن لاقينا التشجيع من الكثيرين قررنا الاستمرار، ولكن بعد أفلام عدة أتتنا الكثير من الاقتراحات لنتوجه إلى الكوميديا فصورنا فيلماً كوميدياً وبدأنا الاتجاه إلى هذه النوعية لسرعة انتشارها وقربها من الجمهور . ويشير إلى استعدادهم حالياً للمشاركة في جائزة سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد للأفلام القصيرة لهذا العام، وهي المشاركة الأولى للفريق في مسابقات الوسط الفني . ومن الهوس بمتابعة الأفلام انتقل أحمد الجناحي، موظف في طيران الإمارات، إلى التمثيل مع الفريق منذ البداية، ويؤكد أنه لم يكن يفكر بالتمثيل لأنه لم يعتقد أنه يمتلك الموهبة الكافية، لكن صديقه عبدالله الجزيري زرع الفكرة برأسه فضمه إلى المجموعة من الأعضاء المؤسسين . وعن بداية المجموعة يقول: أغلب الأعضاء أصدقاء من قبل، تحمسنا مع عبدالله الجزيري لنكون مجموعة وتعرضنا للكثير من الانتقادات من بقية الأصدقاء والأشخاص المقربين عندما طرحنا الفكرة، لكن بعد عرض فيلمنا الأول تغيرت ردود الأفعال والذين انتقدونا طلبوا الانضمام إلينا . وبالنسبة للصعوبات التي واجهتهم، يؤكد الجناحي أن جمع أعضاء المجموعة يعد مشكلة، فهم مرتبطون جميعاً بأعمالهم ودراستهم، وعادة لا يتسنى لهم أن يجتمعوا سوى في عطلة نهاية الأسبوع، فيضطرون للعمل لساعات طويلة قد تمتد من الظهيرة وحتى الفجر ليستطيعوا أن يرضوا أحلامهم . عبدالله المرزوقي، موظف في القطاع العسكري، تأخر بالانضمام إلى المجموعة، لأنه كان يتخوف من الوقوف أمام الكاميرا، لكن ما دفعه إلى المشاركة هو اعجابه بالفكرة وبالفيلم الذي صوره الأعضاء حينها بعنوان "بنت فلان" فاقتنع بالمشاركة معهم في فيلم "كابتن علاء" . وعن طريقة عرضهم للأفلام، يوضح أنهم يعرضونها عبر قناة خاصة بالمجموعة على "يوتيوب" وأنها انتشرت على "البلاك بيري" وبعض المواقع الأخرى، وأنه أصبح لديهم قاعدة جماهيرية ومتابعون في الإمارات وخارجها، خصوصاً بعد الفيلم الذي صوروه في قطر مع ممثلين قطريين . وعن مشاريع المجموعة الحالية والمستقبلية، يقول: ننتقل الآن بشكل تدريجي لتصوير الأفلام الطويلة، ونحضر لتصوير فيلمين باللغتين العربية والانجليزية، ونستعد للمشاركة في مهرجان دبي السينمائي . وهناك من جمع العديد من المواهب مثل أحمد درويش الزرعوني، مهندس كهرباء، وهو يغني ويمثل ويتقن العديد من اللهجات بشكل جيد، كما أنه مهتم بهندسة الصوت أيضاً . ورافق كل هذه المواهب التي يحملها الزرعوني حلمه منذ الصغر عندما كان يداوم على متابعة المسلسلات ويردد في نفسه "سوف أصبح ممثلاً ذات يوم" . وعن الأدوار التي يؤديها يقول: يختارونني لأدوار الشر عادة حتى أصبحت أجد نفسي فيها حقاً، إضافة إلى أنني استغل موهبتي في تقليد اللهجات المختلفة في تجسيد الشخصيات غير الإماراتية في الأفلام . ويعتبر مرحلة اختيار الفكرة وكتابة السيناريو أساس أي عمل فني، موضحاً أنهم يعملون معاً ليشارك الجميع في فترة التحضير، فبعد أن يختاروا الفكرة المناسبة يكتبوا مخطط الفيلم ثم السيناريو . الانضمام إلى المجموعة مصادفة في فيلم "بنت فلان" كانت بداية أيوب حسين الحمادي، مدير التسويق والمبيعات في شركة دبي للألمنيوم، وهذا الفيلم الأول للمجموعة بعد الاستقرار على اسمها وأعضائها أيضاً . وعن تجربته مع المجموعة يقول: كانت المرة الأولى التي أمثل بها، وشعرت بقدرتي على الاحتفاظ بعفويتي وبأسلوبي الطبيعي في الحياة، ولهذا أحببت هذه التجربة . ويؤكد أن الأفلام التي يصورونها تلتزم برسائلها الإرشادية التي تهدف إلى نشر الوعي في المجتمع، وأنهم بدأوا أخيراً بإضافة حس الفكاهة إلى هذه الأفلام لتكون أكثر جاذبية بالنسبة للجمهور . أما عن أهم المشكلات التي تواجههم، فيرى أن غياب العنصر النسائي عن المجموعة يعد من العوائق التي تقف في وجه الكثير من الأفكار . وعن الطريقة التي تعرف بها إلى عبدالله الجزيري ليؤسسا الفريق، يقول صقر الحمادي، طالب قانون في السنة الثانية، بدأت أصور الأفلام القصيرة وأنشرها على "يوتيوب" ومواقع التواصل، وبعدها تواصل معي الجزيري وعرض عليّ فكرته، فبدأنا بتأسيس "نقاط" معاً ونجحنا بالانتقال وتطور عملنا خلال فترة قصيرة، فقد اكتسبنا الكثير من الخبرة خلال العمل، وأنجزنا ستة أفلام حتى الآن وهناك ثلاثة قيد التحضير . ويشير إلى أنه يتولى التصوير والإخراج والمونتاج، ويشارك في أداء الأدوار الصغيرة أحياناً، لافتاً إلى صعوبات تواجههم مثل استخراج تصاريح التصوير في الأماكن العامة، وتغطية مصاريف التصوير وإنتاج الأفلام، فهم يتكفلون بها، إضافة إلى دعم الأهل لهم، ويصورون في منازلهم وشركات أقاربهم وفي مكاتبهم الخاصة .