تأتي انتخابات مجلس الأمة المقررة في الأول من ديسمبر/ كانون الأول المقبل مغايرة تماماً لكل الانتخابات التي سبقتها في الكويت، في توقيتها المفاجئ، وقصر فترة الدعاية الانتخابية لأقل من ثلاثة أسابيع، والظروف السياسية التي أدت إليها، وهي إبطال مجلس 2012 من قبل المحكمة الدستورية ثم عودة مجلس ،2009 ومن ثم حله مرة أخرى، أو حتى في طرق الدعاية التي كانت ترتكز في السابق وبشكل أساسي على الصحف كنافذة مهمة وضرورية لإيصال الرسالة إلى الناخب، في حين تشهد الان عزوفاً نوعاً ما، باعتبارها لم تعد حيوية أمام سطوة الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي . رغم أن الانتخابات المقبلة هي انتخابات استثنائية بكل المقاييس، إلا أن شيئاً واحداً بقي ثابتاً لم يتغير، ذلك هو الشعار الانتخابي الذي يختاره المرشح عنواناً لحملته الانتخابية ويختصر فيه كل ما يريد قوله لناخبيه في الفترة الراهنة، وعكس السنوات السابقة جاءت الشعارات هذه المرة لتعبّر عن اتجاه سياسي واحد بعد أن قررت المعارضة مقاطعة الانتخابات لرفضها مرسوم الصوت الواحد، ورغم ذلك جاءت الشعارات زاخرة بعبارات وكلمات التحدي ورفض التأزيم، ولم يخل بعضها من لهجة التحدي والهجوم على المعارضة . وتنوعت الشعارات الانتخابية للمرشحين فمنها السياسي ومنها ما يؤكد الإصلاح الاقتصادي وتنمية البلاد وتطوير التعليم والصحة والتوظيف في محاولة لجذب الناخبين في دوائرهم للتصويت لهم . ويرى الخبير الإعلاني طلال الشمري أن المرشحين يعتقدون انهم يعبرون عن توجههم السياسي والاجتماعي بشكل مختصر، حيث تعتبر الشعارات وسيلة المرشح لجذب الناخب وكسب التأييد، لذا يحرصون أن تحتوي على قضايا تشغل المجتمع، فكلما اقتربوا من قضايا المجتمع ومشكلاته زادوا قرباً من الناخبين بالتركيز على المسائل والقضايا ذات الاهتمام المشترك والتي يتفاعل معها الجمهور . وقال: من المعتاد استخدام الشعارات الانتخابية في الحملات الانتخابية في مختلف دول العالم ولكن المعتاد أيضاً أنها شعارات لبرامج انتخابية يلتزم المرشح أو الحزب بتطبيقها فور وصوله إلى البرلمان، إلا أن معظم المرشحين بالكويت يرفعون شعارات رنانة من دون برامج واضحة هدفها التكسب الانتخابي . وأكد أن الشعار الانتخابي يستهدف موضوعاً محدداً يعتقد المرشح أنه يمس حاجة مهمة لدى قطاع كبير من الناخبين ويعبر عن توجهاته السياسية وشخصيته الثقافية والاجتماعية التي يحملها، مؤكداً أن اختيار كلمات الشعار عملية صعبة ومعقدة، ومعنى الشعار الانتخابي يختلف حسب خبرة المرشح السياسية والبرلمانية فشعار المرشح الذي سينافس للمرة الأولى يختلف عن نظيره الذي خاض التجربة النيابية، وعادة ما يركز الأول على تضمين شعاره تطلعاته وخططه للعمل البرلماني فيما يلجأ الثاني للتذكير في انجازاته التي حققها اثناء عمله البرلماني . وتابع: في ظل هذه الأجواء الانتخابية التي تعيشها البلاد فإن شعارات الإعلانات الانتخابية لمرشحي مجلس الأمة تحمل الكثير من الابعاد والرسائل المباشرة للناخبين، وهناك الكثير منها يبشر بأن مسيرة الديمقراطية في الكويت خلال المرحلة المقبلة ستكون أفضل من السابق . قراءة في الشعارات من أبرز شعارات الحملات الانتخابية للمرشحين التي أثارت جدلاً واسعاً المقولة التي وضعها مرشح الدائرة الثالثة الكاتب نبيل الفضل على لافتات دعايته الانتخابية والتي يقول فيه "الولاء للكويت . . . والعداء للإخوان" وبعد أن رفعت البلدية لوحاته الانتخابية "التي تحرض على الفتنة" رفع الفضل شعاراً جديداً لحملته هو "ضاعت إلا . ." . واختار النائب السابق ومرشح الدائرة الثانية علي الراشد شعار "مع الحق والحق ما يتغير" في إشارة إلى أنه بمشاركته في الانتخابات قد اختار طريق الحق وهو الولاء للأمير وتغليب مصلحة الكويت على المصالح الشخصية، وأن الطريق الذي اتخذته المعارضة بمقاطعة الانتخابات هو طريق الباطل . ورفعت مرشحة الدائرة الثالثة منى الغريب شعاراً مليئاً بالتحدي هو "إلا الكويت"، وعزت سبب اختيارها لهذا الشعار بقولها: إن شعار حملتها الانتخابية "إلا الكويت" لأننا وطنيون ونحن نعتز بديرتنا ونحبها ونحب أسرة آل الصباح ولا نرضى إلا بهم، ونحن آتون لكي نعين ونعاون ونقترح الأفكار الجديدة من أجل إرجاع الكويت لؤلؤة الخليج كما كانت في السابق، لأن الكويت المعروفة سابقاً بالتجارة والوفرة المالية باتت في مرحلة الركود الاقتصادي، وأكدت أنه يجب على جميع الكويتيين أن يكون شعارهم إلا الكويت ولا نقبل المساس بها ولا بأسرة الصباح الكريمة أسرة الخير التي بايعناها للحكم منذ نشأة البلاد ووثقنا ذلك في دستورنا في مادته الرابعة . ووضعت المرشحة صفاء الهاشم مقولة "ستعود كما عهدناك ياوطن النهار" . لتوضح من خلاله - كما تقول - أن الكويت ستظل نهاراً على طول الدوام ولن تسمح أبداً بوجود طيور الظلام . ورفع مرشح الدائرة الثالثة باسل الجاسر شعار "أبشركم الكويت ستعود"، واختار مرشح الدائرة الخامسة الدكتور فلاح ضويحي السويري شعاراً لحملته يقول فيه "للكويت جيل يبنيها ويحميها"، واختار مرشح الدائرة الرابعة مبارك العرف شعار "لنبدأ العمل"، بينما اختار مرشح الدائرة الثانية أحمد حسين الراشد شعار "مستقبل واعد . . أمل جديد"، وحافظ النائب السابق ومرشح الدائرة الأولى صالح عاشور على شعاره القديم وهو "العدل حياه"، واختار النائب السابق ومرشح الدائرة الأولى الدكتور يوسف الزلزلة شعار "ولاء ووفاء" . ويأتي شعار المرشح عبدالله المعيوف "لن نسمح بتدميرها" ليرد على شعار المعارضة "لن نسمح لك"، ويؤكد أن الكويت هي الحقيقة الباقية في وجه من أرادوا بها السوء . ويتخذ مرشح الدائرة الأولى عدنان عبدالصمد من اللون "الأخضر" شعاراً للوحاته الانتخابية وشعار "لأنها الكويت"، أما المرشح بدر اليحيى فجاء شعاره "لنرسم صورة كويت المستقبل" لتوضيح - كما يقول - أن كويت ما بعد عصر التأزيم ستكون أفضل من وجودها في ظل مجالس نيابية لا تجيد سوى الصراخ والتشنج . ودشن مرشح الدائرة الثالثة المحامي يعقوب الصانع حملته الانتخابية تحت شعار "للباطل جولة وللحق جولات" في إشارة هجومية ضد المعارضة التي انتصرت في انتخابات فبراير/شباط 2012 وامتلكت الأغلبية في المجلس المبطل، لكنها كانت جولة للباطل ثم حانت جولات الحق بانتخاب مجلس جديد قاطعته المعارضة الباطلة . ورفع مرشح الدائرة الخامسة بندر المكراد شعار "للكويت أولاً وأخيراً"، واختار مرشح الدائرة الخامسة علي كايد العنزي شعار "إلى متى . . ؟"، مشيراً إلى القضايا التي تشغل بال المواطنين مثل الصحة والتعليم والسكن والبيئة، ورفع مرشح الدائرة الخامسة ناصر المري شعاراً متعدد التفاصيل هو "كويت . . وحدة وطنية . . تنمية اقتصادية . . عدالة اجتماعية" . وأكد مرشح الدائرة الثانية خليل الصالح أنه ينطلق في حملته الانتخابية تحت شعار "نعم لتصحيح المسار"، ويقول: "البلد بحاجة للتغيير والتصحيح بعد حالة الفوضى والتأخر في الإنجاز وتعمد البعض وضع العصا في الدواليب وفرض الأجندات من دون النظر لمصلحة البلاد والعباد"، مشيراً إلى أن الكرة الآن في ملعب الناخبين الذين يجب أن ينظروا للمصلحة العامة ويقيموا الأحداث السابقة ويصححوا المسار بالاختيار السليم لممثليهم في البرلمان، معرباً عن أمله أن يشهد المجلس المقبل الإنجاز المطلوب والخطط المنتجة التي تعود على المواطن والوطن، متسائلاً: ألم يحن الوقت لسلوك الطريق الصحيح؟ أما مرشح الدائرة الرابعة ناصر النبهان الشمري فلفت إلى أن ترشحه هو تلبية لنداء أمير البلاد ولتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، معلناً عن شعاره الانتخابي "لن نترك الدستور" . مشيراً إلى أنه يحمل ثلاثة ملفات سيطرحها خلال حملته الانتخابية تتمثل في المستحقين البدون الذين عانوا إهمالاً لسنوات طويلة إضافة إلى الشباب من أبناء قبائل الشمال الذين عانوا التهميش من المشاركة في العملية السياسية، وكذلك مدينة القصر في الجهراء التي عانت الإهمال والقصور في الخدمات . وأوضح مرشح الدائرة الرابعة مؤيد الخلف أن الجميع يتنافسون لمصلحة الكويت العليا وجميع المرشحين لديهم برامج، وأنا ابتديت برنامجي بشعار "المؤمنون عند شروطهم" وهي الصدق والوفاء والوضوح، مؤكداً أن الساحة السياسية ملتهبة وقد تكون بسبب مرسوم الضرورة بتقليص الأصوات، والأمير له الحق المطلق بتقدير الضرورة . وأعلن مرشح الدائرة الأولى المحامي نواف الفزيع أن شعاره هو "لن نتركها"، موضحاً أن الكويتيين أصابهم اليأس والإحباط بسبب أداء السلطتين وبالتحديد أعضاء مجلس الأمة الذين لم يمثلوا المواطن خير تمثيل، وبدلاً من العمل على الحفاظ والتمسك بالوحدة الوطنية والدستور وما نص عليه من مبادئ الحرية والمساواة بين الناس، فقد وجدناهم بسبب أداء البعض المتدني في طريقهم لاجتثاث ما جبل عليه المجتمع الكويتي، كما أننا مررنا بمخاض عسير ومازلنا نعانيه بسبب الاحتدام وعدم تغليب العقل في أغلب الأمور، التي لم يكن لها أي داع في إثارة الفوضى، وايصال البلد إلى منعطف خطير . وأضاف أن ذلك ليس معناه أن نترك الحكومة جانباً ونبرئ ساحتها من الاتهامات، فهي كانت أحد الأسباب في ذلك النهج، ولم تتقن حسن التصرف، وكانت تتجاوب مع الاحداث المصطنعة من بعض النواب، وتترك ما يفعله الآخرون من شق الوحدة الوطنية، فتارة تطبق القانون وتعلن عن ضربها بيد من حديد، وتارة أخرى تحاول الهرب على استحياء . وقال إن الكويت "ليست عائلة أو قبيلة بل هي وطن واحد للجميع، ويجب أن نحافظ عليه، ولنعمل جميعاً لمصلحة هذا الوطن وأبنائه" . وقال مرشح الدائرة الأولى اللواء متقاعد خالد عيسى الشطي إن شعاره هو "شارك"، مؤكداً أن الحقيقة المبنية على تجارب عالمية أثبتت أنه نادراً ما تجلب المقاطعة النتائج المرجوة في التأثير السياسي أو في تسريع الوصول إلى الإصلاح السياسي المرغوب، مشدداً على أن المشاركة في العملية الانتخابية حق قبل أن تكون واجباً . واعتبر الشطي أن "المقاطعة موقف سلبي وليست حلاً بأي حال من أحوال طي مشكلة"، مبدياً أسفه حيال "اختزال قضايا الوطن والمواطن في الجدل الدائر حيال تغيير قانون الانتخاب وترك القضايا الأهم وهي تنمية المجتمع وتلمس حاجات المواطن"، مؤكداً أن مصلحة الوطن تظل دوما أكبر من أي أشخاص . وشدد الشطي على أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بالاستمرار في انتهاك القوانين والنظام العام وانتهاج مبدأ فرض الرأي بالقوة، حيث النظام في الكويت يقوم على أسس الديمقراطية والحرية بما لا يتجاوز القانون"، منوهاً بأنه لا خيار بعد مرسوم الصوت الواحد إلا خوض الانتخابات، ومن ثم فإن إقرار أو رفض أو تعديل النظام الانتخابي سيحدده المجلس المقبل . واعتبرت مرشحة الدائرة الثالثة المحامية عبير الفواز، أن شعارها "المواطن أولاً"، هدفه تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وضربت مثالاً على المعاناة التي يواجهها بتردي الوضع الصحي العام في البلاد . وقالت الفواز: لقد تأكد لي أن اعتماد معظم المواطنين خصوصاً القادرين مالياً منهم للعلاج في العيادات والمستشفيات الخاصة سببه فقدان الثقة في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية، حيث ساعد ذلك كثيراً على استمرار الإهمال من قبل قيادات وزارة الصحة لتلك المرافق . وأضافت الفواز: إن سكوت البرلمان القادم على تدهور الوضع الصحي في الدولة يعتبر جريمة بحق الوطن وحق الشعب الكويتي . وتعهدت في حال نجاحها بتبني قضية تطوير الصحة العامة في الكويت إلى جانب قضايا حيوية ومهمة اخرى بشكل سريع حتى ينعم أهل الكويت في خيرات بلدهم . وأكدت الفواز أنها على استعداد للتوقيع على ميثاق شرف مع الناخبين تلتزم من خلاله في تنفيذ ما وعدتهم به، سواء المتعلق بتطوير الوضع الصحي أو غيره من التعهدات التي وردت في برنامجها الانتخابي . وتعهد مرشح الدائرة الرابعة مؤيد الخلف بتبني ملف التعليم الذي تزداد همومه يوماً بعد يوم في ظل الإهمال والسطحية في معالجة قضاياه مع أنه من أخطر الملفات لأنه يتعلق بمستقبل الكويت ونهضتها ومدى الحرص على رسم معالم هذا المستقبل من السلطتين، مؤكداً تبنيه لهذا الملف في حملته الانتخابية . وقال الخلف: إن مسيرة التعليم على مدى نصف قرن، تحمل في طياتها إخفاقات لا تخفى على كل ذي بصر وبصيرة، ولاسيما أن الكويت لم تعتمد خلال الفترة السابقة كلها استراتيجية وطنية في التعليم، وإنما اعتمدت على استيراد النظم التعليمية وكل المناهج الدراسية، الأمر الذي حول مدارسنا إلى حقول تجارب أثبتت فشلها كلها، مؤكداً أن المشكلة لا يمكن أن تحل بعلاجات آنية مسكنة، ولابد من تشخيص حقيقي للمشكلة ووصف العلاج المستقبلي للقضية . ودعا مرشح الدائرة الثانية نواف بندر اللافي إلى تنوع مصادر الدخل القومي وعدم الركون على النفط كمصدر أحادي لإيرادات الميزانية العامة للدولة لما يمكن أن يشكله هذا الوضع من خطر، موضحاً أن هناك العديد من المجالات سواء الإنتاجية أوالخدمية أو الصناعية أو التجارية غير المستغلة . وأضاف اللافي أن "المتابع لأي حركة تنمية في العالم يدرك بجلاء أن ذلك النجاح قائم على عاملين أساسيين هما بناء الانسان الذي يتمتع بكامل حقوقه ويعي جيداً مسؤولياته وواجباته في دولة المؤسسات من جهة ووضع الخطط التنموية والاقتصادية من جهة أخرى . وأوضح أن "الإصلاح الاقتصادي والإنجاز التنموي يحتاج إلى مرتكزات عدة أهمها سرعة اتخاذ القرارات الاقتصادية، والدقة في تنفيذها والمتابعة الدائمة لها، والواقعية في طرح برامج وخطط الإصلاح الاقتصادي، ومكافحة الفساد الإداري والمالي، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب . وأضاف اللافي: أن الفترة المقبلة تشكل مرحلة حاسمة لمستقبل الاقتصاد الكويتي، وذلك بالنظر لحجم التحديات التي يواجهها على الصعيدين الإقليمي والدولي، الأمر الذي يتطلب العمل الدؤوب من أجل زيادة درجة تنافسيته الاقتصادية وتعزيز ملاءته المالية، والتنفيذ الكفؤ والفعال لبرامج خطة التنمية . وانتقد اللافي "الإنجاز الضعيف والهزيل الذي حققته خطة التنمية حتى الآن، والذي لم يتعد ال 10 في المئة رغم أن الخطة أقرت من السلطتين منذ نحو عامين، لكن الإنجاز لم يرق إلى المستوى المطلوب والمأمول تنموياً وشعبياً" . وشدد مرشح الدائرة الثالثة خالد العتيبي على ضرورة استثمار العنصر البشري واستغلال طاقات الشباب وأصحاب الكفاءات وإعطائهم فرصة حقيقية في أن يكون لهم دور فاعل في بناء الدولة وتطويرها، مشيراً إلى أهمية الاعتماد على الدماء الجديدة من أبناء الوطن الذين يحملون شهادات عليا وفكراً مستنيراً في قيادة دفة العمل والبناء لمستقبل أفضل . وأكد العتيبي أن الاهتمام بفئة الشباب ستكون إحدى أهم أولوياته التي سيطالب بها ويسعى إلى إقرار تشريعات قانونية تخدم أبناء هذه الفئة في حال وصل إلى قبة البرلمان، مشدداً على أحقية هذه الفئة في تولي زمام المبادرة بعد أن تم تجاهلها كثيراً من قبل المجالس والحكومات السابقة والإيمان بها بأنها وقود المستقبل والعنصر الأساسي في بناء أي مجتمع يسعى إلى مواكبة التقدم . وأشار إلى أن دفع عجلة التنمية لن يتحقق من دون سواعد الشباب والاستفادة من الإمكانات والطموح الذي يحملونه من خلال فتح آفاق العمل أمامهم وتذليل الصعوبات التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق تطلعاتهم، داعيا إلى سرعة تذليل الشروط المتعلقة بموضوع المشاريع الصغيرة وعدم قتل الطموح في نفوس الشباب وتقييدهم بقوانين تعيق تفجير طاقاتهم الإبداعية . وعلى الدرب نفسه، رأى مرشح الدائرة الثانية وائل القطان، أن توفير فرص عمل للشباب من الجنسين، هو الاستثمار الحقيقي الذي من المفترض أن تنتهجه الحكومة، داعياً إلى انشاء مشروعات ضخمة ذات بعد تنموي، تساهم في ايجاد فرص عمل للشباب من الجنسين . وقال القطان، إن مثل هذه المشاريع ستكون النواة التي تقضي على البطالة، التي تكاد تعصف بمستقبل الشباب الكويتي، مؤكداً أن هذا الهدف هو محور برنامجه الانتخابي . وذكر القطان أن الحكومة التي ظلت تنادي سنوات طوالاً بالتوجه إلى القطاع الخاص، لم تقم باتخاذ أية خطوة داعمة لهذا التوجه، وإنما كانت وراء هروب الشباب من "الخاص" لعدم شعورهم بالأمان الوظيفي . وحض القطان على إصدار تشريعات اقتصادية تخلص البلد من الجمود الاقتصادي، وتنقله إلى اقتصاد يعود بالنفع لمصلحة التطوير المهني، إضافة إلى خلق فرص عمل حقيقية للمواطنين . وأوضح أن الكويت تقف على أعتاب مرحلة جديدة، يجب أن نهب جميعاً من أجل تجاوز المشكلات والمعوقات الصعبة، ونحدث نقلة تنموية ملموسة، تنتشل البلد من حال الركود الاقتصادي وتنعش أوصاله وتحقق التنمية التي يعتبر الآن القطاع الخاص ركيزتها الأساسية .