فكري قاسم من حسن حظ أطفال حارتنا أنهم لا يهتمون بلحية "بابا نوبل" وأن السنة تبدأ وتنتهي عندنا بسؤالٍ واحدٍ وحيد، هو:"تقولوا كيف؟ عتسبر". وأن السنة الضوئية لا ترتبط بأي علاقة ود مع مؤسسة الكهرباء في بلادنا. كم عمرك الآن ؟سؤال سمج للغاية، نتمسك به فقط لإحالة العاجزين إلى التقاعد! هل فكر أحدكم أن يسأل في يوم ما مثلاً، كم عمر مشاكلنا ؟ وقرر إحالتهما على المعاش! سنواتٍ كثيرة من عمرنا تذهب في الحديث عن طموح الشباب! السنوات التي تمر من عمرنا واحدة بعد الأخرى ونحن نحدق في التقويم فقط وننزع أوراقه كمن يبيع تذاكر عرض سينمائي ممل ، هي بلا شك سنوات يخجل التاريخ منها، وفي أسوأ الحالات يمكن اعتبارها إجازة مرضية! ماذا لو أخذ كل واحدٍ منَّا ورقة وقلم وبدأ بعملية جرد لسنة فاتت من عمره .. كم فَرِح؟ كم بكى وكم أبكى؟ كم قدم للآخرين خدماته وكم استبد بهم ؟ كم تلقى كلمات شكرٍ، وكم استحق اللعنات؟ كم أنجز من طموحاته وكم أجَّل للعام القادم؟ كم تفاءل وكم انتكس وأُحبط؟ كم رشة عطر سكبها بين يديه وعنقه وكم جلس إلى أولاده وعائلته ؟ كم ضحكا ؟ كم تشاجرا .. وكم وعد نفسه وأخلف؟ العملية باختصار جرد "إنساني" بحت للوصل إلى إجابة حول كم كانت حجم إنسانيتنا في العام الماضي؟ وهي في رأيي عملية تحتاج إلى صدق، ولا أظن أحدكم بحاجة لأن يكذب على نفسه كما يكذب زعماء ال( 9. 99%)! [email protected] *صحيفة اليمن اليوم