عبدالله احمدالسياري بعضنا "ياكل ليعيش" فيصح بمشيئه الله وبعضنا "يعيش لياكل" فيسقم بمشيئه الله ويقول العبقري العربي ابوعبدالرحمن ابن خلدون "فالجوع أصلح للبدن من إكثار الأغذية بكل وجه، وأن له أثراً في الأجسام والعقول في صفائها وصلاحها" هكذا و هو يرى ان صنعه الطب تزدهر في المدن وتفقد رواجها في البوادي وقال في ذلك: " صناعة الطب محتاج إليها في الحواضر والأمصار دون البادية ..ووقوع الأمراض في أهل الحضر والأمصار أكثر، ....لكثرة مآكلهم، ...... ثم إن الأهوية في الأمصار تفسد بمخالطة الأبخرة العفنة من كثرة الفضلات ثم ان الرياضة مفقودة لأهل الأمصار، إذ هم في الغالب وادعون ساكنون، لا تأخذ منهم الرياضة شيئاً، ولا تؤثر فيهم أثراً....." عجبا لعبقريتك يا ابن خلدون شخصت فاحسنت التشخيص منذ قرون طويله فاوصيت من اجل صحه سويه ما يوصي به اطباء قرننا هذا " البعد عن السمنه ومزاوله الرياضه والحرص على العيش في بيئه نقيه طيبه" والسمنه ترتبط بها امراض كثيره كحدوث مرض السكر وارتفاع الضغط والكسترول وامراض القلب وغير ذلك كثيرز واكثر انواع السمنه خطرا هي تلك التي السمنه التي تحط اطنابها حول محيط البطن فتلك هي التي ترتبط اكثر بامراض القلب وتقل فيه فاعليه الانسولين وكذا يتطور لديهم مرض السكر حتى مع وجود الانسلوين عندهم اما السمنه في الارداف والفخوذ فهي اقل خطوره. وقد قدر ان ما يقارب الثلاثه مليون شخص يموتون سنويا من السمنه وكلفت الامراض المرتبطه بالسمنه اكثر من 75 بليون دولار في الولاياتالمتحده في عام 2003 والاطباء يصنفون السمنه الى "زياده الوزن"و"البدانه" و"البدانه المفرطه" على اساس مقدار مؤشر كتلة الجسم . وقد قال ُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :«ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن .." الى اخر ما قال رسول الله ومن حب الطعام عند الكثير من الناس قيل أن مواجهة الجيش أسهل من مواجهة طعام صعب المنال وفي هذا قال أبو بكر الخوارزمي: "اربعة تضني: رسول بطيء، وسراج لا يضيء، وقلم لا يجري، ومائدة تنتظر من يجيء"* وفي الادب والشعر العربي اقوال ظريفه وحكيمه عن الطعام وهجاء من يبخل به ومن ذلك "تبيتون في المشتى ملاء بطونكم****وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا" وللاسف هذا واقع الحال بين كثير من الناس والمجتمعات حتى ينام الشخص شابعا ولا يسال عن جاره الجائع. وقال في ذلك عروة بن الورد يزكي اشراك الاخرين في الاكل ويهجي من لم يفعل ذلك واني أمرؤ عافي إنائي شركة****وانت أمرؤ عافي انائك واحد أتهزأ مني ان سمنت وان ترى****بجسمي شحوب الحق والحق جاهد اقسم جسمي في جسوم كثيرة****واحسو قراح الماء، والماء بارد وقال بشر بن المغيرة: وكلهم قد نال شبعا لبطنه****وشبع الفتي لؤم اذا جاع صاحبه. ووفقا لما قاله ابن المغيره فهناك لؤم شديد في هذا العالم الان حين نكتشف ان 21,000 شخص يموتون من الجوع يوميا بينما تنال بعض الشعوب شبعا لبطونها الى حد التخامه وهجا أبو دلامة زوجته-كي يستدر هبه من ابي جعفر المنصور- قائلا: اذا تشكت إلى الجوع ، قلت لها ****ما هاج جوعك إلا الري والشبع ما زلت أخلصها كسبي فتأكله ***** دوني ودون عيالي ثم تضطجع واذا كان حال امراه ابي دلامه فعلا كما ذكر زوجها (اي الاكل المستمر يليه اضطجاع) فاكاد اجزم انها كانت تعاني من مرض كان يطلق عليه سابقا "متلازمه بيكويك " وبات الان يعرف ب " متلازمة انقطاع النفس النومي" او " متلازمة نقص التهوية الناتجه عن السمنة" وصاحبنا ساموئيل بيكويك هذا هو احد شخصيات خياليه رسمها الكاتب الانجليزي الشهير تشارلس ديكنز في اول روايه له " اوراق (او مذكرات) بيكويك" ويصف تشارلس ديكنزبيكويك بانه شخص شديد البدانه ذو رقبه قصيره يتنفس بصعوبه يغفوا كثيرا خلال النهار وله شخير عندما يغفو . ولان تلك الصفات تنطبق على فئه من المرضى فقد سُمٌى مرضهم "متلازمه بيكويك " ومؤخرا تواجدت عندنا ادوات فحصيه لتحديد اسباب هذا المرض وتبين انهم يفيقون لثوان وبتكرار(قد يصل الى مره كل 5 دقائق) اثنى نومهم ليلا نتيجه لانسداد مؤقت في القصبات الهوائيه العليا يصاحبه شخير ثم يعودون الى نومهم وهكذا ,ولقله نومهم في ليلهم تجدهم يغفون باستمرار في نهارهم. والمساكين يعزلون من خدمتهم لكثره نومهم خلال دوامهم وهم كذلك معرضون لمشاكل زوجيه نتيجه شخيرهم المستمر ولعل اكثر الشعراء ذكرا للطعام في شعره هو ابن الرومي ما أنس لا أنس خبازا مررت به ... يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر ما بين رؤيتها في كفه كرة ...وبين رؤيتها قوراء كالقمر هو هنا من حبه للرقاقه مدحها ومدح الخباز معها فهو ارق السرعه وهي كالقمر وقال ابن الرومي ايضا : هام وأرغفة وضاء فخمة ... قد أخرجت من جاحم فوار كوجوه أهل الجنة ابتسمت لنا... مقرونة بوجوه أهل النار عندما راى امه مسترسله في طبخ الطعام وقال مزرد ابن ضرار أخو الشماخ: خلطت بصاعي حنطة صاع عجوة ... إلى صاع سمن فوقها يتربع وقلت لبطني أبشري اليوم إنه ... حمى آمنا مما تفيد وتجمع فإن تك مصفورا فهذا دواؤه ...وإنتك جوعانا فذا يوم تشبع انا افهم ان طبخ امه يشبع الجائع ولكني لا افهم كيف لحنطه وعجوه يتربعهما صاع من سمن ان يداوي الصفار بل الذي تعلمته هو ان اكل السمن والدهون ثير الالم والصفار في من عندهم حصوات مرارية وجرير يهجو قبيله بكاملها لترحالهم اثر طعام ينالوه – إن الهجيم قبيلة ملعونة ... نط اللحي* متشابهو الألوان لو يسمعون بأكلة أو شربة ... بعمان أضحى جمعهم بعمان متأبطين بنيهم وبناتهن... صعر الأنوف لريح كل دخان (*خفيف اللحيه) وكان ابوالعلا المعري نباتيا لا ياكل اللحم وقد قال في سبب ذلك انه لعوزه للمال وقله ذات اليد فيقول: "ومما حثني على ترك أكل الحيوان أن الذي لي في السنة نيِّفٌ وعشرون دينارًا، فإذا أخذ خادمي بعض ما يجب بقي لي ما لا يعجب، فاقتصرت على فول وبلسن، وما لا يعذب على الألسن " اي انه يلائم صحته ايضا.... الا ان السبب قد يكون لرافته بالحيوان كما يستدل من قول قاله عندما مرض فوصف له طبيبه فروجا فلما جئ به مطبوخا وضع يده عليه وقال :" استضعفوك فوصفوك ، هلا وصفوا شبل الأسد ؟" وللمعلوميه فقد عاش ابو العلاء الى سن تقارب التسعين سنه ولان تسنى لنا تشريح جسمه بعد وفاته لما وجدن افيه دلاله لتصلب في شرايينه الذي ينتج عن اكل اللحم الاحمر