بقلم / الباركي الكلدي إن الطريق الى الخد سفر عشقة الجنوبيين وضربا فيه المثل الأعلى للشباب والأمة والشعوب، وما هو إلا امتداد لسفر من البطولات والتضحيات التي طالما حمل الجنوبيين اكفانهم على الاكتاف إستعدادا لتحقيق يوم المجد والعزة والشموخ موقنين في استعادة الحق الجنوبي وصنع الاستقلال الثاني للجنوب وجلاءها كما تيقن وآمن آبائهم واجدادهم من صنع الاستقلال الاول وكسر الاحتلال البريطاني على أرض الجنوب . ويعد ابناء الجنوب بعد أيام قليلة في الخامس من يونيو احتفالا بذكرى سقوط أول شهيد في الثورة الجنوبية محمد ثابت الزبيدي تقديسا لروحة وفعله النضالي المخلص ،فأمام ذكرى استشهاد محمد ثابت الزبيدي تنحني الهامات خشوعا وتبجيلا للبذل اللامحدود من النضال والكفاح وعشق الشهادة، وفي هذا تبرز عظمة الشهادة وقيمتها الرفيعة التي يحتفل فيها الجنوبيين كلما حلت ذكراه حاملا معه عبق البطولات وشذى التضحيات الفواحة التي قادتها قوافل الشهداء الأبطال من بعده وقد تعشقت بذكراهم الضمائر وعبق بعطرهم الوجدان ، ان الواقع الذي يعيشة الجنوبيين من قتل وتجويع وترهيب وعقاب جماعي بات الجميع على ذات القدر من الايمان العميق بالكفاح والسير نحو الطريق الذي ساره شهداء الجنوب وتقديس بسالتهم وسخائهم وبذلهم في التضحيات فعند ما تسقط قطرة من دم الشهيد في ساحات الحق والكرامة فإنها تعلن بمليء حناجرها أنّ الحق لا بد أن ينتصر وأنّ القيد لا بد أن ينكسر. فلا بد من تغيير واقع الجنوب الذي أصبح يقيم ذكرى لتلحقها ذكريات ويشيع شهيد ليسقط شهيد ولا بد من اقامة عيد الشهيد او يوم الشهيد يحتفل فيه الجنوب عامة فهناك الكثير من الشهداء لا توجد الامكانيات المتاحة لإقامة ذكرى في استشهادهم فواجب عليا تقديس يوماً لوفائهم فدم الشهيد لا يمكن أن يصاغ بمعادلات ؛ بل هو حديث الروح والوطن لا حديث العقل.. فدم الشهيد نشيد بلا إيقاع، لا يتناغم معه إلا من سار على خط الشهادة . فشهداء الجنوب امثال الشهيد محمد ثابت الزبيدي الذين ضحوا بدمائهم في سبيل الحرية واستعادة الهوية الجنوبية هم من سيكتب التاريخ الحديث بسطور من ذهب وهم من سيرسم معالم الغد المشرق والمستقبل الوضاء حيث الكرامة والسيادة ، فشهداؤنا الأبطال استطاعوا ان يرسمون واقع أثار دهشة العالم أجمع بحبهم لوطنهم وعشقهم لترابه وتضحياتهم وبتلك الإرادة التي لا تلين فهم اليوم عنوان هذا الواقع الجنوبي الأثمن".