سيطرة النظام السوري على منطقة القْصير تصدرت اليوم معظم الصحف العالمية، مع تركيز على دور حزب الله في هذا التطور الميداني. الوضع في تركيا أيضا مازال يهيمن على عناوين الصحف، لليوم السابع على التوالي على اندلاع المظاهرات. "حزب الله قلب المعادلة"، كان العنوان الذي اختاره عبد الباري عطوان، لافتتاحيته في صحيفة القدس العربي وركز فيها على الدورالذي لعبته قوات حزب الله بخبرتها الكبيرة في حرب العصابات، لقلب معادلات الجغرافيا والتاريخ وترجيح الكفة لصالح النظام. الكاتب، يعتبر أن هذا التطور قد يؤدي إلى إطلاق رصاصة الرحمة على مؤتمر جنيف الثاني ويَزيدَ من احتمالات التدخل العسكري الغربي في الأزمة السورية. وفي صحيفة الغد الأردنية، ياسر أبو هلالة يتساءل، عن مكانة حزب الله اليوم بعد مساندته لنظام بشار الأسد، معتبرا أنه تحول من حركة مُقاَومة يحتضنها الشارع العربي، إلى ميليشيا طائفية تعتمد على الدعم الخارجي الإيراني، وتفتقر إلى أي شرعية أخلاقية. لكن لا يجب الاستغراب من سلوك «حزب الله»، يقول حسان حيدر في صحيفة الحياة، فالحزب بدأ، منذ لحظته الأولى، كجهاز أمني إيرانيّ - سوريّ، وسيظل يُنفذُ ما تتطلبه خدمة مصالح المنظومة الأمنية السورية الإيرانية، طالما بقي خارجاً على الدولة اللبنانية وممتلكاً ترسانة تفوق تسليح جيشها وقادراً على ابتزاز السياسة بالأمن في أي وقت. وأنه سينتقل بعد معركة القصير، إلى الجبْهات الأخرى في حلب ودمشق وغيرها السيطرة على القصير تزامنت مع تطور آخر في الملف السوري، وهو تأكيدات باريس ولندن على استخدام غاز السارين فوق الأراضي السورية. تأكيدات استندت إلى اختبارات أجريت على عدة عينات جاءت من سوريا، ومن بينها عينات أحضرها صحافيان من يومية لوموند الفرنسية. الصحيفة تكشف اليوم أن الصحافيين حصلا على هذه العينات من أطباء أخذوها من دماء وبول وشعر وملابس المصابين بالغاز وأن العينات التي أُخِذت من الدماء لم تكن قابلة للاستغلال عند وصولها إلى باريس بسبب ظروف النقل والمدة التي استغرقها. تأكيدات لندن بدورها على استخدام غاز السارين في سوريا، جعلت البعض، داخل بريطانيا، يطالب من جديد بالتدخل لوضع حد لما يجري هناك. موقف غير منطقي في نظر مارك فيلد في صحيفة ذو ديلي تلغراف، لأن بريطانيا بالنسبة إليه، محدودة الإمكانات الدبلوماسية والعسكرية، ولن تكون قادرة على تحمل عواقب تدخل عسكري في بلد كسوريا، كما أن بريطانيا لكي تشارك في حرب هناك، يجب أن تَحصُل على دعم شعبي وهو ما لا تتوفر عليه حاليا. وبالحديث عن غياب الدعم الشعبي، ننتقل إلى تركيا، للحديث عن رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان الذي مازال يواجه مظاهرات شعبية لليوم السابع على التوالي إردوغان الذي أصبح "كبش فداء لعناده" يكتب زهير قْْصَيباتي في صحيفة الحياة، فهو من «صنع» ربيعه بيديه منذ فاز حزب العدالة والتنمية بانتخابات، مكّنته ولا تزال، من السلطة لنحو عَقد من الزمن، فإردوغان تورط مع الشارع كما تورط قبله بعض الحكام العرب، عندما استخدم لغة التحقير والاستعلاء ضد الغاضبين وتحدّاهم وحاول الاحتماء بمنطق مقاومة مؤامرة، ضده. لكن وبالرغم من ذلك، فإردوغان يستحق دعما أوروبيا، يكتب رئيس تحرير النسخة الإلكترونية لصحيفة لوبينيون الفرنسية. فهو من وضع أسس تركيا العصرية، وبنى دولة ديمقراطية باتت نموذجا يحتدى به في المنطقة. إردوغان الذي يتواجد اليوم ،وفي إطار جولته المغاربية، الرحال بتونِس حيث بدأت أمسِ محاكمة ثلاث ناشطات أوروبيات من "فيمين"، وذلك بعد اعتقالهن نهاية الشهر الماضي بسبب تعريهن وسط العاصمة تونس تضامنا مع أمينة السبوعي التي اشتهرت بنشر صورها عارية الصدر على فيسبوك. صحيفة ليبراسيون الفرنسية أجرت مقابلة مع والد أمينة الذي يقول إنه خجل مما قامت به ابنتُه لكنه اليوم يسانِدُها لأنها ارتكبت خطأ وليس جريمة. والد أمينة يقول إن ابنته مريضة لكنها ليست حمقاء وأنه فخور بمبادئها وأفكارها المدافعة عن النساء وأنها ومنذ صغر سِنّها كانت متمردة وتلوم الرجل العربي. كما أن والد أمينة، يعاتب على السياسيين التونسيين استغلالهم لقضية ابنته وتحريضهم البعض ضدها لكسب أصوات في الانتخابات. إلى الولاياتالمتحدة الآن، وتعيين باراك أوباما لسوزان رايس كمستشارة للأمن القومي، ما أدى إلى تَوَجُّسِ البعض. ومن بينهم: الجمهوريون، الذين عارضوا تعيينها في السابق في منصب وزيرة الخارجية، بسبب تصريحات حول الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي في أيلول الماضي. كما أن العديد، من السياسيين الأجانب، لا يحبون رايس كثيرا، بحسب صحيفة ليبراسيون الفرنسية، وذلك بسبب شخصيتها القوية وطريقتها الصريحة في الكلام. صحيفة ذو ديلي تلغراف البريطانية من جهتها اعتبرت تعيين رايس في هذا المنصب، الذي لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ ولا موافقة الجمهوريين، هو بمثابة ثأر من أوباما ضد الجمهوريين، الذين عارضوا تعيينها في السابق، وهو أيضا تعبير عن إخلاص أوباما لرايس التي ساندته منذ بداية حملته الانتخابية عام 2008.