وجد باحثون أمريكيَّون أنَّ النِّساء لديهنَّ قدرة أكبر وبشكل أفضل على تذكُّر الوجوه مقارنةً مع الرِّجال، وجاء ذلك في دراسة نُشرت في دوريَّة "علوم الطِّب النفسيّ"، حيث قامت الدِّراسة بتفحُّص حركة العينين لدى عدَّة مشتركين من الجنسين عندما ينظرون لصور وجوه مختلفة على شاشة الحاسوب، لتحديد المكان الذي تركِّز عليه أعين المشتركين عند النَّظر على الوجه الجديد بشكل أكبر، مثل: العينين، أو الأنف، أو الفم، أو الشَّعر، ثم سؤال مجموعة منهم عن اسم صاحب الوجه بعد يوم واحد، ومجموعة أخرى بعد أربعة أيام من عرض الوجوه يوميًا عليهم، والسبب أنهنَّ ينظرن لوقت أطول وبشكل أدق إلى تفاصيل الوجوه، مع العلم أنَّ هذه العمليَّة لا تتم بشكل متعمّد، إنَّما كانت عفويَّة بشكل كلي. واكتشفت الدِّراسة أنَّ الفرق بين الجنسين في القدرة على تذكُّر الوجوه يتناقص مع تكرار عرض الوجوه عليهم، وعبَّر الباحثون عن أملهم بالاستفادة من الدِّراسة في مساعدة من يعانون من ضعف الذَّاكرة عن طريق التدريب على طريقة مسح الوجوه أو الأمكنة، والتدقيق بها ليتمكَّنوا من التذكُّر بشكل أكبر، والتدريب على تغيُّر حركة العينين عند النَّظر إلى الوجوه الجديدة يمكن أن يفيد في تقوية الذَّاكرة. وجاءت هذه الدِّراسة لتؤكِّد ما أجرته باحثة أمريكيَّة منذ فترة، حيث أظهرت أنَّ إنجاب طفل يمكن أن يحسِّن ذاكرة المرأة، كما أفاد موقع "ماي هيلث نيوز دايلي" أنَّ الباحثة "ميليسا سانتياغو" من جامعة "كارلوس ألبيزو" في ميامي، أجرت دراسة على مجموعة من النِّساء، فتبيَّن أنَّ أداء اللواتي أنجبن حديثًا كان أفضل في الاختبارات البصريَّة المرتبطة بالذَّاكرة. وقالت "سانتياغو": "هذه النتيجة تدحض الاعتقاد السَّائد أن تراجعًا في الذاكرة يُسجل عند المرأة بعد إنجاب الأطفال"، وأوضحت أنَّ دماغ المرأة يتقلَّص بنسبة 4 إلى 6% خلال الحمل، لكنَّه يعود إلى حجمه الطبيعيّ بعد 6 أشهر من الولادة، وينمو من جديد بعدها، ما يسهم في تحسُّن الذَّاكرة.
