تركت المناظرة الثالثة لمرشحي الرئاسة الإيرانية تداعيات ثقيلة علي الشارع الإيراني خاصة وأن المرشحين تسابقوا فيما بينهم لكشف الأوراق السرية لكل مرشح؛ فقد اتهم المرشح علي أكبر ولايتي نظيره المرشح الأول سعيد جليلي بضعف أدائه السياسي في الحوار النووي مع دول 5+1 وألقي ولايتي باللائمة علي (جليلي) لأنه السبب في فرض العقوبات الاقتصادية علي إيران وقال ولايتي أثناء المناظرة: «إن الغرب قد وصل إلي تسوية نهائية لازمة الملف النووي في عهد علي لاريجاني عندما كان رئيسًا للملف النووي لكن سعيد جليلي قام بتخريب الاتفاقية النووية واتهم ولايتي نظيره جليلي بالغطرسة والتشدد في الحوار مع الغرب وأمريكا». على صعيد متصل اتهم المرشح المعتدل (حسن روحاني) نظيره الأصولي (محمد رضا قاليباف) باستخدام الغازات المسيلة للدموع ضد الطلبة الجامعيين الإصلاحيين أثناء احتجاجاتهم في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي عام1990 وخاطب روحاني نظيره قاليباف قائلا: «إن هناك أعداد كبيرة من قادة الشرطة قد وجهوا تحذيرات لكم؛ لكنكم وبدلاً من الاعتذار قمتم باعتقال المزيد من الطلبة»، وكان محمد قاليباف قد تعرض للاعتداء في مدينة ياسوج جنوبإيران علي يد خصومه الإصلاحيين ويقول موقع إصلاحي: «إن أحد أفرد حماية قاليباف تعرض إلي الطعن بسكين بسبب زيارته لمدينة ياسوج»، ويعتقد مراقبون إيرانيون بأن المناظرة الثالثة للمرشحين قد كشفت (الماضي الأسود) لكل مرشح وأن مرشح الاعتدال (حسن روحاني) قد حقق نتائج كبيرة في الاستطلاع نتيجة مواقفه الجريئة ضد الأصوليين؛ فقد أكد للمرشحيين الأصوليين أن مسألة الجمهورية لاتنحصر في ولاية الفقيه؛ وأن الجمهورية تتكئ علي إرادة الشعب) وفي مقابل تحرك الساحة الإيرانية نحو مرشحي الإصلاحات والاعتدال بدأت شخصيات أصولية نافذة في إشاعة الفوضي والخوف لترسيخ عقيدة أصولية مفادها (أن الساحة الإيرانية بحاجة إلي مرشح أصولي مطيع لولاية الفقية)، فقد دعا أحمد خاتمي عضو جبهة الأصوليين إلي انتخاب المرشح الذي حدد موقفه من زعماء «الفتنة وأمريكا» بحسب قوله وأضاف: «إيران بحاجة اليوم الي المرشح المقاوم للنهج الاستكباري»، من جانبه انتقد اللواء محمد رضا نقدي المرشحين حسن روحاني ومحمد عارف بسبب دعوتهما للحوار مع أمريكا، وقال اللواء نقدي: «إن الشعب الإيراني الذي تحمل الصواريخ والرصاص الأمريكي لم يستسلم للشيطان الأمريكي فكيف يتحدث البعض بلغة المساومة مع أمريكا - إننا نرفض تلك اللهجة والانبطاحات المذلة).