أعلن وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، في مؤتمر مشترك مع نظيرته الأميركية، هيلاري كلينتون، وقف إطلاق النار في غزة، بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على أن يصبح الاتفاق نافذا في التاسعة من مساء أمس (11 مساء بتوقيت غرينتش)، فيما قال الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، إن ما يحدث في غزة «وصمة عار في جبين الإنسانية». وتفصيلاً، شكرت كلينتون جهود الوساطة التي قام بها الرئيس المصري، محمد مرسي، وأضافت أن الحكومة المصرية الجديدة تضطلع «بدور قيادي مسؤول» في المنطقة. من جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الأخير أبلغ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بأنه مستعد لمنح المقترح المصري بوقف إطلاق النار فرصة، إلا أنه حذر من أن تحركا قويا ربما يكون مطلوبا إذا فشل وقف إطلاق النار. وأعلن البيت الأبيض أن أوباما أشاد بموافقة نتنياهو على اقتراح الهدنة المصري، وأكد أوباما مجددا التزام أميركا بأمن إسرائيل، وتعهد بالسعي من اجل الحصول على تمويل لبرنامج الدفاع الصاروخي المشترك. وأكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في وقت سابق أمس، أن ما يحدث من إسرائيل في غزة «وصمة عار على جبين الإنسانية، والحصار هناك يرقى إلى مستوى جرائم الحرب». وقال العربي، في مؤتمر صحافي له عقب عودة الوفد الوزاري من غزة، إن الوضع في القطاع «لم يعد يتحمل أكثر من ذلك، وعلى مجلس الأمن أن يتحرك فورا، لتنفيذ قراره رقم 242». وكشف العربي أن ثلاثة وزراء خارجية من الدول العربية، من الوفد الذي رافقه إلى غزة، أبلغوه بأن بلادهم تؤيد عقد القمة العربية، التي دعت إليها السلطة الفلسطينية، لكنه قال إن هذا الرقم ليس كافيا لانعقادها، وإنه يتطلب موافقة 11 دولة أخرى. وكان العربي زار غزة، أول من أمس، على رأس وفد رفيع، ضم 13 وزير خارجية وممثلا عن دول عربية، في اليوم السابع من عملية عسكرية إسرائيلية على القطاع، أدت إلى استشهاد وإصابة المئات من الفلسطينيين. وقال عباس، في المؤتمر الصحافي المشترك مع الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في رام الله، قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، «نحن نطالب إسرائيل بأن توقف الآن العمل العسكري، وبالتأكيد فإن (حماس) والاخرين سيتوقفون عن القيام بأية أعمال مضادة». وحمّل عباس إسرائيل مسؤولية التصعيد في قطاع غزة، قائلا «إسرائيل هي التي تتحمل المسؤولية، إذ إنها رغم وجود توتر في الوضع بين غزة وإسرائيل، هي التي بدأت في عملية الاغتيالات، فاغتالت أحد قادة (حماس)، الأمر الذي أدى الى تصعيد الأوضاع هناك في تلك المناطق». ورفض عباس أن تكون الأحداث الجارية في قطاع غزة، قد أثرت في سلطته، وقال إنه سيبقى «مسؤولا عن كل الشعب الفلسطيني، سواء كانت هناك (حماس)، أو (الجهاد) أو غيرهما، فنحن المسؤولون بالدرجة الأولى عن كل مصالح الشعب الفلسطيني، وسنستمر في هذا العمل». وتابع قائلا «وبعد ذلك هناك أمران أساسيان، الأول هو المصالحة الفلسطينية التي نؤمن بها، والثاني هو المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية حول بقية قضايا الوضع النهائي». وقال الأمين العام للامم المتحدة، خلال المؤتمر: «حل الدولتين هو الحل الجوهري، لإنهاء العنف في الأراضي الفلسطينية بصفة دائمة، ولابد من فتح الباب أمام المفاوضات التي تحقق حل الدولتين، فقد حان الوقت لأن تظهر الدولة الفلسطينية». وأضاف «إنني أقدر الدفع المستمر من الرئيس عباس، للتوصل إلى حل سلمي، والتوصل الى تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي». وتابع بان «الوضع الحالي في غزة يبعث على القلق الشديد، والعالم بأسره يشعر بقلق بالغ إزاء ما يجري هناك». واجتمع عباس في وقت سابق في مقره برام الله بالضفة الغربية مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لمدة نصف ساعة، بحثا خلالها جهود التهدئة المبذولة، لوقف القتال في غزة، إضافة إلى توجهه المرتقب الى الأممالمتحدة. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن كلينتون جددت موقف الإدارة الأميركية الرافض للتوجه الفلسطيني، لرفع وضع فلسطين في الأممالمتحدة إلى دولة بصفة مراقب. وأوضح عريقات أن عباس رفض طلب كلينتون بعدم التوجه الى الأممالمتحدة وقال للصحافيين في أعقاب الاجتماع «طلبت (كلينتون) من الرئيس تأجيل الموضوع (الذهاب الى الاممالمتحدة)»، وأن يغير رأيه. وقالت كلينتون، في مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو تلاه اجتماع مغلق بينهما، إن «الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل (صلب كالصخر) ولا يتزحزح، لهذا السبب أعتقد أنه لأمر أساسي (التوصل) إلى وقف تصعيد الوضع في غزة». ومنعت قوات الأمن الفلسطينية عشرات المتظاهرين، الذين حاولوا الوصول إلى مقر الرئاسة الفلسطينية، احتجاجا على لقاء عباس كلينتون.