في ملتقى "مستقبل الدبلوماسية الفرنسية حيال إيران".. آراء متغايرة لمجموعة من الخبراء الفرنسيين حول الجمهورية الإسلامية لدى انتقادهم لاسلوب فرنسا العدائي في التعامل مع الجمهورية الإسلامية، نبه عدد من الخبراء الفرنسيين المشاركين في ملتقى "مستقبل الدبلوماسية الفرنسية حيال إيران" إلى الدور البارز الذي تنهض به إيران إقليميا وعالميا في ظل حكومة إسلامية. باريس (فارس) وتناول الملتقى، الذي عقدته "أكاديمية باريس الجيوسياسية" بجهود الملحقية الثقافية الإيرانية في فرنسا بحضور عدد من أساتذة الجامعات ومعاهد الأبحاث المعروفة في فرنسا بالإضافة إلى عدد من الدبلوماسيين والخبراء العسكريين والاستراتيجيين، تناول العلاقات الفرنسية الإيرانية ومكانة فكر الإسلام السياسي في إيران. وفي حديث لرئيس الأكاديمية "علي راستبين" افتتح به الملتقى تحت عنوان "إعادة النظر في العلاقات الإيرانية شرط أساسي للاستقرار العالمي" أكد فيه أن من شأن تعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي بين البلدين أن يسهم في إشاعة السلام والأمن في المنطقة والعالم. وفي سياق الحوار البناء والذكي مع إيران شدد "جاك مياغ" العضو في البرلمان الفرنسي على أن إيران بلد غني من الناحية الاقتصادية ولها ثقلها الأقليمي. ومن جانبه أشار "جون ميشيل فرنوشه" الكاتب والصحفي والمحلل السياسي الفرنسي إلى أن المسؤولين الفرنسيين ينقادون وراء سياسة الحظر الأميركي على إيران انقياد الأعمى على حساب مصالح بلدهم الاقتصادية قائلا: "سياسات الحظر والضغط على إيران ترسمها اللوبيات الموالية ل"إسرائيل" وأصحاب مصانع الأسلحة والدبلوماسيين ورؤساء المراكز الأمنية ونحن الفرنسيون نسير خلفهم مغمضي الأعين". كما وأكد الأميرال "دوفورك" رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني" ومدير الأبحاث في "معهد الدراسات الاستراتيجية" على أن إيران كانت امبراطورية ضخمة ولا زالت اليوم في ظل الجمهورية الإسلامية قوة يحسب لها ألف حساب لما لها من عمق ثقافي وحضاري. وفيما نبه "بيير لافرانس" السفير الفرنسي السابق في طهران إلى أن امتلاك إيران للطاقة النووية هو حق منطقي لها، فقد أشار البروفسور "جغه" مؤسس المعهد الفرنسي للتحليلات الاستراتيجية إلى الاستغراب الشديد للإيرانيين من السياسة الهجومية لاوربا عموما وفرنسا خصوصا إزاء ملفهم النووي وقال: "على الرغم من تأكيدات الإيرانيين، لم نشاهد تغيرا في التفسيرات الاوربية في حين أن الإيرانيين قد وقعوا بروتوكولات رقابة وكالة الطاقة وتعهدوا بالبروتوكول الإضافي وفتحوا الباب على مصراعيه أمام مفتشي الوكالة". وأضاف "جغه": "أما على عهد ساركوزي وكوشنير فقد ساءت العلاقات الإيرانية الفرنسية أكثر وما زاد في الطين بلة إلا مشروع قصف فرنسالإيران وتشديد الحصار عليها في حال حيازتها للقدرة النووية". أما "منتسكيو" عضو مجلس الشيوخ الفرنسي فقال: "الصورة التي يعكسها الإعلام الفرنسي للداخل الإيراني فضيعة، في حين أن وضع المرأة الإيرانية هو الأفضل بين الكثير من الدول العربية والإسلامية ودول الجوار؛ فالنساء يشكلون النسبة الأكبر في الجامعات الإيرانية ويحتلون مناصب وزارية ونيابية، ونحن في فرنسا مع الأسف نتحدث عن انتهاك حقوق المرأة في إيران". وفي سياق آخر شدد "منتسكيو" على أن مفتشي وكالة الطاقة لم يعثروا خلال 11 عاما على وثيقة واحدة تطعن في سلمية البرنامج النووي الإيراني وأضاف: "نحن في فرنسا وفي وسائل إعلامنا لا نتحدث بتاتا عن فتوى آية الله الخامنئي بحرمة استخدام السلاح النووي ومخالفته للتعاليم الإسلامية"! وبخصوص أداء مجموعة ال5+1 أكد الجنرال "هانري باريس" الخبير الاستراتيجي ورئيس لجنة "الديمقراطيين" بفرنسا على أن مهمة مجموعة ال5+1 ليست هي التفاوض مع إيران بل مجابهتها. وبينما ذكر "جرار فرانسوا دومون" الاستاذ في جامعة "السوربون" أن إيران ستصبح أكثر قوةً تحت وطأة الحصار كما حصل في أفريقيا الجنوبية، فقد تساءل "تي يري كويل" استاذ الاقتصاد والمتخصص في الشأن الإيراني عن سبب عدم مناقشة خسائر فرنسا الاقتصادية الناجمة عن الحظر على إيران مضيفا: "مطالبة كهذه مشروعة بالكامل وهي ستظهر للساسة الفرنسيين كم ان قراراتهم كانت باهضة الثمن على فرنسا". وفي سياق مختلف تحدث "عدنان عزام" مؤسس حزب شعب سوريا عن تدفق مئات الآلاف من الإرهابيين السلفيين على سوريا عبر الحدود التركية والاردنية وقتلهم يوميا لآلاف المواطنين والتمثيل بجثثهم، ثم تساءل عن سبب محاربة فرنسا للسلفيين في مالي ودعمهم ومدهم بالسلاح في سوريا وقال: "في الوقت الذي تتناقض التصرفات الفرنسية تلك مع المعايير الإنسانية فإنها تخالف الحقوق الدولية وتنتهك سيادة بلد مستقل مثل سوريا، في حين نلاحظ أن فرنسا لا تعارض انتهاك حقوق الإنسان في السعودية والبحرين".