د. إبراهيم عباس - الترجمة نشرت صحيفة «ميامي هيرالد» الأمريكية قبل بضعة أيام مقالة للكاتبة فريدة غيتس حول حسن نصر الله وحزبه تحت عنوان «كشف النقاب عن خداع نصر الله»، أوضحت فيه أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله سقط إلى الهاوية بعد أن انكشف خداعه وظهر على حقيقته عندما وقف هو ومقاتلوه من ميليشيا حزب الله إلى جانب طاغية سوريا بشار الأسد في حربه القذرة ضد شعبه. وقالت: «انكشفت كذبته وكذبة حزبه الكبرى بعدما كان يزعم أن حزبه جاء إلى الوجود من أجل هدف واحد فقط هو «المقاومة» وقتال إسرائيل وحماية لبنان من الصهيونية المكروهة. تلك الحجة التي مكنته من الاحتفاظ بجيشه، وهو ما تسبب في انزعاج الطوائف غير الشيعية في لبنان، لاسيما المسيحيين والمسلمين السنّة الذين كانوا يرون أن حزب الله أصبح القوة الأكبر في دولة لبنان الهشة. لكن الحجة بأن الهم الوحيد للحزب هو حماية لبنان وأن عدوه الوحيد هو إسرائيل انتهت ولم تعد قائمة الآن. ففي كلمته التي ألقاها في 25 مايو الماضي، اعترف نصر الله أخيرًا بالسر الذي أصبح معروفًا الآن لدى الجميع بأن حزب الله يحارب في سوريا للدفاع عن النظام الوحشي لبشار الأسد. لكن قبل هذا الاعتراف، أمكن مشاهدة تشييع العديد من جثامين مقاتلي الحزب تعود من سوريا لتدفن في الضاحية، وبالرغم من ذلك، كان الحزب ينفي تورطه في الأزمة السورية. لكن ازدياد معدل الخسائر جعل من الصعب الاستمرار في إخفاء هذا التورط. الأكذوبة الجديدة التي أصبح يروِّج لها الحزب بعد أن ظهر على حقيقته، هي أن تدخله السافر في الحرب الأهلية في سوريا إلى جانب النظام يعتبرجزءًا من حربه على إسرائيل. وهي حجة تدعو إلى السخرية، فدعم الحزب للأسد يعني دعمه لنظام أصبح مرادفًا للوحشية بإجماع دول المنطقة، باستثناء إيران فقط. تتخذ هذه الكذبة عدة صور ملتوية في كلام نصر الله، فهو عندما يحذر من أن سقوط سوريا «يعني سقوط المقاومة اللبنانية، ودخول إسرائيل إلى لبنان»، وهذا يعني بدوره «ضياع فلسطين»، بما يضع شعوب المنطقة أمام عصر مظلم، فهو إنما يستخف بعقول الناس، فحرب حزب الله في سوريا ليست لها أي علاقة بإسرائيل، والغالبية العظمى من العرب تعي ذلك جيدًا، وتعرف إنه لا يحارب في سوريا من أجل فلسطين أو من أجل لبنان، وإنما من أجل الأسد وحزب الله وإيران. لأن سقوط الأسد يعني سقوط حزب الله، وسقوط الاثنين يعني سقوط إيران. وتضيف الكاتبة أن تورط حزب الله في هذه الحرب يشكّل خطرًا كبيرًا على لبنان، وهو البلد الذي احتمل حربًا أهلية طائفية دامت 15 عامًا ويخشى أهلها من مجرد التفكير في عودة شبح تلك الحرب. وهناك بالفعل 30 لبنانيًا لقوا حتفهم في الأسابيع الأخيرة داخل لبنان بسبب اشتباكات مرتبطة بالأحداث التي تدور في سوريا. وأردفت أن اللبنانيين لن يتسامحوا مع حسن نصر الله إذا ما ألقى بهذا البلد مجددًا في أتون حرب أهلية. وتؤكد حقيقة أن حزب الله زرع في لبنان من قبل عملاء إيرانيين قاموا ببناء ميليشا قوية مدربة بشكل جيد، وتم دعمه بواسطة منظمة سياسية واجتماعية قوية.