قبل ثورات الربيع العربي كان هناك تيارين أو محورين أو هكذا تصورنا نحن العرب مع أنهما في الحقيقة واحد ولا اختلاف بينهما: الأول: هو ما يعرف بتيار أو محور المقاومة أو الممانعة ويمثله إيران وسوريا وحزب الله وحماس وبعض العرب أضاف دولة قطر إلى هذا المحور، بسب مواقفها التي تميزت بها في مناصرة الشعب الفلسطيني وقضاياه، خاصة الدعم الذي قدمته في حرب غزه (الرصاص المصبوب) وانعقاد قمة الدوحة كان على أرضها وبمباركتها. الثاني: هو تيار أو محور الاعتدال، ويمثله مصر أيام (النظام السابق) والسعودية والأردن والبعض يضيف إلى هذا المحور الإمارات والمغرب وتونس أيام (النظام السابق) ثم بدأت ثورات الربيع العربي في تونس وبعدها مصر ثم ليبيا مروراً باليمن، وانتصرت جميع هذه الثورات ولله الحمد والمنة، ثم ثورة سوريا التي لازالت تأن تحت القصف إلى اليوم بعد مرور عامين على هذه الثورة المباركة، ومع هذه الثورة انكشفت جميع الأقنعة التي كانت تتوارى خلفها سوريا وإيران وحزب الله، فكان بشار الأسد يصدع رؤوسنا بمناصرة القضية الفلسطينية وأنها أولى القضايا العربية، وكانت عندما تنعقد القمم العربية والتي كان انعقادها صوري وبلا فائدة كنت أنتظر خطابه بفارغ الصبر، وكانت ترتسم على محياي علامات الإعجاب بهذا الرجل ولباقته في الحديث، ونحن لا ننكر دعمه لحركة حماس المجاهدة والصابرة والمرابطة في ميادين الجهاد، وهي الحركة الوحيدة التي ضلت صامدة رغم التحديات التي واجهتها، ولكن دعمه لها كان وفقاً لمصالحه الخاصة فقط. ف"حافظ الأسد" قبله باع الجولان, وعندما بدأت الثورة في سوريا بدأ بشار الأسد يقتل ويقصف شعبه بمختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة، ثم بالدبابات وانتهاء بقصف المنازل والمساجد والمستشفيات بالطائرات وراجمات الصواريخ والأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً، مع أن المظاهرات بدأت سلمية وبدأت بمطالب للإصلاح، ثم تطورت بفعل أطلاق النار منذ اليوم الأول إلى ارتفاع سقف المطالب والمطالبة بإسقاط النظام، وكم هو غباء هذا الرجل الذي لم يتعض بالذي سبقوه من الرؤساء الذين فعلوا نفس فعله أو أقل بكثير ولفظتهم شعوبهم فسقطوا بسبب طغيانهم، فكان أولهم رئيس تونس ثم رئيس مصر وما رئيس ليبيا معمر القذافي الذي كان أشبههم به ببعيد عنه، فقد رأى مصيرهم بأم عينيه لكن الله سبحانه وتعالى لم يريد له الخير فأعماه عن الحق، لأنه طغى وتجبر ومصير كل طاغية معروف على مر التاريخ، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولا أعلم لماذا لم يوجه بشار الأسد هذه الحرب ضد إسرائيل؟. ورأينا الموقف المخزي الذي وقفته كل من إيران وحزب الله اللبناني تجاه الشعب السوري، فليتهما حتى ضلا على الحياد أو حتى آثرا الصمت كما فعلت بعض الدول العربية وعلى رأسها لبنان والجزائر لكان أهون، لكنهما شاركتا في قتل الشعب السوري، فلولا الدعم الروسي والإيراني بالأسلحة الثقيلة لما صمد بشار كل هذا الوقت، بل وصل الأمر بإيران أن تبعث إلى سوريا أفراد من الحرس الثوري الإيراني يقاتلوا جنباً إلى جنب مع بشار الأسد وشبيحته، ونفس الأمر فعله حزب الله صنيعة إيران، وبالنسبة للقول بأن إيران هي العدو اللدود لإسرائيل فلا يقدر أحد أن يثبت أن الخميني وجه قواته إلى أي جهة فيها أمريكا، ولا دولة اليهود، فضلاً عن قيامه بحرب لمواجهتها. صحيح أن الخميني يتكلم عن إسرائيل، لكن كان يشتري منها ومن أمريكا السلاح، كان يصرح بعداوته للغرب لكنه كان يفعل ما يريدون، وما فضيحة (إيران جيت) صفقة الأسلحة الأمريكية عبر شركات يهودية بإشراف عالي المستوى من كل من الخميني وشارون، والرئيس الأمريكي يومها إلا خير دليل على أن العداء الإعلامي لا يعدو أن يكون خطاباً تذروه الرياح في مكان سحيق، وكما قال السفاح شارون(رئيس وزراء إسرائيل) "لم أرى يوماً في الشيعة أعداء لإسرائيل على المدى البعيد" هل تعلم ماهو الهدف الذي تحقق من خطف الجنديين الإسرائيليين؟ اولاً:- تم تخفيف الضغط على إيران بخصوص برنامجها النووي وقد التفت العالم بأسره يتابع ما يحصل للبنان ولشعب لبنان. ثانياً:- استفراد جيش المهدي ومنظمة بدر الرافضيتين بقتل أهل السنة في العراق بأبشع أنواع القتل، وتهجيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم، ومصادرة مساجدهم، وكل ذالك بتغطية أمريكية وتأييد من مرجعهم الإيراني (علي السيستاني).ثالثاً:- محاولة إيصال رسالة إلى أمريكا بشأن الموضوع النووي بأننا - أي إيران- نستطيع نقل الحرب من منطقة إيران والخليج إلى منطقة إسرائيل ولبنان. رابعاً:- بعد خروج سوريا من لبنان، وانحصار نفوذها وتنامي الوعي الوحدوي الوطني في لبنان، أرادت سوريا ومن ورائها إيران إيجاد طريقه لاسترجاع السيادة والتحكم بمصالح لبنان، فقاموا باللعب بالورقة المزيفة – سلاح مقاومه حزب الله- لخلط الأوراق لصالح النفوذ الإيراني الصفوي والسوري النصيري، خصوصاً بعد مطالبه العالم والحكومة اللبنانية لحزب الله بنزع سلاحه والدخول ضمن الجيش اللبناني العام، وهذا يسبب حرجاً للمصلحة الإيرانية، فقاموا بهذه العملية لإيجاد مبرر لإبقاء السلاح في يد حزب الله بذريعة المقاومة. خامساً:- خطف الأضواء عن المقاومة الفلسطينية، فبعد أن تورط الشيعة باتهامات التعاون والاتفاقية مع إسرائيل في شراء الأسلحة في ما يعرف بفضيحة إيران جيت – وتورطهم بالتعاون مع الشيطان الأكبر في إسقاط حكومة طالبان والتعاون مع المحتل الأمريكي في اعتلاء الشيعة الصفويين الطائفتين العنصريتين للحكومة العراقية، ودعمها المباشر للمليشيات الشيعية في تصفيتها الوجود السني قامت بإشعال هذه الحرب حتى تكسب ورقة المقاومة ضد إسرائيل وتستفيد لاحقاً في كسب الجماهير المسلمة السنية في صراعات لاحقة لبسط النفوذ الصفوي الشيعي . وبعد أن دمرت لبنان وأزهقت الأنفس بسبب تلك المسرحية التي قام بها الحزب، والتي أعطت الضوء الأخضر للصهاينة في تدمير لبنان، وبعد أن أثقل لبنان بمليارات الدولارات قال نصر الله لقناة (New TV) اللبنانية في يوم الأحد 3/8/1427ه الموافق 27/8/2006م انه لو علم بأن عملية اسر الجنديين الإسرائيليين كانت ستقود إلى الدمار الذي لحق بلبنان ما أمر بها! وأوضح حسن نصر الله أن القيادة في الحزب لم تتوقع ولو 1% أن تؤدي عملية الأسر الى هجوم عسكري بهذه السعه، لأن عدواناً بهذا الحجم لم يحصل في تاريخ الحروب، وأكد أن حزب الله لا ينوي شن جولة ثانيه من الحرب مع إسرائيل، والمحصلة النهائية بعد انتهاء تلك المسرحية هي ازدياد عدد القتلى والأسرى اللبنانيين وسيطرة العدو الإسرائيلي على جنوب لبنان ومحاصرة لبنان جواً وبحرا ! هل هناك اتفاقيات سريه موقعة بين حزب الله وإسرائيل ؟ يقول ضابط إسرائيلي في المخابرات الإسرائيلية (أن العلاقة بين إسرائيل والسكان اللبنانيين الشيعة غير مشروطة بوجود المنطقة الأمنية، ولذلك قامت إسرائيل برعاية العناصر الشيعية وخلقت معهم نوعاً من التفاهم للقضاء على التواجد الفلسطيني والذي هو امتداد للدعم الداخلي لحركتي حماس والجهاد). وهذا يؤكد على الاتفاقيات السرية التي وقعت بين حزب الله اللبناني وإسرائيل كما اعترف بذالك الأمين العام السابق لحزب الله صبحي الطفيلي فقال: "إن حزب الله هو حرس حدود لإسرائيل، وقال أيضاً صبحي الطفيلي: مع بداية التسعينات بدأت ملامح التغيير في السياسة الإيرانية بتفاهم تموز 1993م ثم بتفاهم نيسان 1996م، والذي تم الاعتراف فيه وبحضور وزير خارجية إيران آنذاك بأن العدو اليهودي في فلسطين . ومن ذالك الحين بدا العدو الصهيوني يسعى إلى الانسحاب من لبنان، على ضوء هذا التفاهم ويفرض على المقاومة أن تصل إلى الحدود وتقف (من أراد أن يتثبت- يعني من كون حزب الله أصبح حامياً لحدود إسرائيل كما سبق- فباستطاعته أن يأخذ سلاحاً ويتوجه إلى الحدود، ويحاول أن يقوم بعملية ضد العدو الصهيوني لنرى كيف يتصرف الرجال المسلحون هناك! لأن كثيرون ذهبوا إلى هناك و الآن هم موجودون في السجون اعتقلوا على يد هؤلاء المسلحين. فإسرائيل لم تكن تسعى إلى القضاء على حزب الله وتدميره، ليس لقدراته وقوته، ولكن لأنه حزب منضبط على الرغم من الانزعاج الذي يسببه في بعض الأحيان، إلا أن زوال هذه الحزب من جنوب إسرائيل كفيل بصعود مقاومه سنية بديله، وهو أمراً لا تقبله إسرائيل. ومن أجمل ما قيل أن من مصلحة إسرائيل بقاء حزب الله ومن مصلحة حزب الله بقاء إسرائيل . هل يرى حزب الله الجهاد في سبيل الله ؟ وهل كان حزب الله يسعى أو يطمح إلى تحرير أي ارض إسلاميه كفلسطين أو غيرها من البلدان الإسلامية المحتلة ؟ الجهاد معطل عند الشيعة الإمامية الأثني عشريه حتى يخرج مهديهم من غيبته الكبرى التي يعتقدون بها، لأنهم يرون كما صرحت رواياتهم بأن كل راية ترفع من قبل راية الإمام المهدي، فصاحبها طاغوت,الإمام المهدي يصالح اليهود والنصارى، ويحكم بحكم آل داود أي حكم اليهود ويقاتل أهل السنة لأنهم أعداء الشيعة.