ليرحمَ اللهُ شيخَنا محمد العوضي، جاءنا ذاتَ يومٍ وفي يده كتابٌ عن "جحا"، قال وهو يوزّعه علينا: إن الأتراك يزعمون أن "جحا" من أصول تركية، وقد يلاحقون قضائيًّا مَن يدّعي بغير ذلك. وهناك اهتمام لديهم بجمع نوادره، وإعداد دراسات عنه، وترجمة سيرته بكل اللغات. وهذا الكتاب شيء ممّا يفعلونه. ووجدنا في الحاضرين مَن يرد في الحال، بل هو عربي، وأن الأتراك أخذوه ضمن ما أخذوا خلال وجودهم في العالم العربي. وشجّعتنا المنازعة على الهوية للبحث عن هذه الشخصية، التي لا تزال نوادرها تتردد، ويُضرب بها الأمثال، لنجد مَن يقول بأن هناك أكثر من جحا في العالم، وهناك جحا العربي، وجحا التركي، وجحا المصري يلتقون جميعًا في خصائص واحدة، جاءوا في سنوات متفاوتة، ونالوا شهرة عبر نوادر سخيفة. وهناك جحا العاقل، وجحا العبيط، ظفر بالبقاء منهما على قيد الحياة العبيط. وخير نموذج لجحا العاقل قوله: "لا تكنْ على النعش، وامشِ حيث شئت"، حين سُئل، أيّهما أفضل المشي وراء الجنازة أم أمامها؟ أمّا نموذج جحا العبيط، فعندما قرر أن يبيع نصف دار ورثها عن أبيه؛ ليشتري بها النصف الثاني فتصير الدار كلها ملكه. ولا أظن أن هذا التصرف يغرينا نحن العرب بالتمسك بعروبة جحا، ففي ديار العرب اليوم آلاف من جحا!! للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (40) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain