بقلم / م . جمال مطلق : المهندس جمال مطلق تابعنا خلال الايام الماضية تقرير السيد جمال بن عمر مندوب الامين العام للأمم المتحدة الى مجلس الأمن الدولي الذي تضمن جملة من الإشارات والرسائل الهامة وقد تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة و بالإمكان ايجاز بعضها على النحو التالي : 1. الإشارة إلى ان العصيان المدني الذي تم تنفيذه طوال الفترة الماضية بصفته بأنه مدني ومنظم وتعرض للاعتداء من قبل السلطات القمعية وسقط جراء ذلك جرحى وقتلى وهذا الامر كان يجب ان يتضمن ادانة لتلك السلطات القمعية التي تقابل هذا العصيان المدني بقوة السلاح كما يحمل اشارة ايجابية بمدنية ورقي النضال السلمي الجنوبي وعلى ذلك يجب علينا ان نعمل على تأصيل هذا الفعل الثوري بالتوافق بين جميع القوى والمكونات التحررية الجنوبية . 2. تمت الإشارة الى ان الحوار الوطني المزعوم لم يعد هو الحل عن طريق طرح مسالة الحوار المفتوح ولكنه لم يشر صراحة الى كيفية هذا الحوار المفتوح وأطرافه وهذا الأمر يمثل تحولاً نوعياً واضحاً في رؤية بن عمر بالمقارنة مع التقرير السابق له الذي كان يؤكد على ان المخرج الوحيد والحل الوحيد هو الحوار الوطني (المزعوم ) . 3.عند الإشارة الى وجود الاطراف المعطلة للتسوية السياسية اقتصرت الاشارة الى سلطات صنعاء وأعمال الإعتداء على أبراج الكهرباء للتأثير على سير التسوية السياسية ولم يعد ثمة تناول للحراك الجنوبي السلمي كمعطل . 4. في إشارته الى الفرز السياسي في اليمن أشار بوضوح الى جنوباليمن وشمال اليمن مما يشير الى الاقرار الضمني بوجود الجنوب السياسي كوحدة منفصلة عن الشمال السياسي بوصفهما دولتين مختلفتين او جهتين سياسيتين وهويتين منفصلتين لكل منهما خصوصيته. 5. اشار الى عبثية انشاء المناطق العسكرية وان الامر يتطلب بناء جيش مهني وهذا يشير الى ان الجيش لم يزل يتبع سلطات متعددة ونافذة في صنعاء . 6. اشار الى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومحاولته ايجاد موطئ قدم في حضرموت (الجنوب ) مما يعني ان هذا التنظيم ليس جنوبي المنشأ وهي اشارة ضمنية الى تعاون سلطات ومراكز النفوذ في صنعاء في بروز هذا التنظيم ان كان موجودا اصلا لاسيما اذا اخذنا بعين الاعتبار نتائج وإكتشافات حقيقة الأحداث في أبين خلال العامين الماضيين . 7. اشار في عتاب الى المجتمع الاقليمي والدولي من خلال إشارته وإشادته بجهود العربية السعودية في دعم عملية التسوية السياسية والتنموية وهذا يتضمن عتاب الى الاطراف الدولية الاخرى التي تعهدت بتقديم الدعم والإسناد في عملية التحول السياسي وبنفس الوقت تطمينات للسلطات في صنعاء بوصول الدعم المالي الضامن لتحقيق التحول المطلوب او لتحقيق متطلبات العدالة الانتقالية . 8. أشار في التقريرإلى سياسية التهميش المنهجي بحق الجنوبيين واستخدامة لهذا المفهوم بوصفه منهجي يعطي إشارة للمجتمع الدولي بأن السياسات التي مورست من قبل سلطات صنعاء كانت تستهدف طوال فترة طويلة أبناء الجنوب كهوية سياسية مختلفة وبالتالي فليس ثمة معنى للإدعاء بالوحدة الوطنية . 106