قراءة في كتاب "العشق الأبدي في سيرة والدي" بقلم: انتصار السراي عادة ما يختلج قلب العاشق أشياء جمة ربما يجدها البعض بعثرة مشاعر بالمجان يسكبها في وعاء معشوقه. وقد تتزاحم الأسئلة في مخيلته، بحثا عن اجابات علها تسد رمق فضوله الملح في اقتفاء كل أثر جميل مهما صغر شأنه عند الأخرين ! فكيف بمن كان معشوقه ثائراً حطم أغلال الخوف ، وقيود الانهزامية، وكسر شوكة الاستبداد، وهدم مخططات الجهل التي رسمتها الإمبريالية بعلم ، واصلاح، وتغيير، وتنمية، ونهضة، ومنبر جمعة غير وجه التأريخ! لطالما اشتهت نفوسنا ان نقترب أكثر فاكثر من صومعة ذلك الراهب المسجى في أرواحنا... كيف عاش، ولمن عاش، كيف فكر وبمن فكر ، كيف وصل إلى تلك المرتبة من السمو التي لم يصلها أحد من اقرانه ، وماهي الخصائص ، والسمات التي تميز عن غيره ، كيف استطاع ان يبني مجده، ما هي صعوبات المرحلة التي تفاوض معها بعلمه، كيف تعامل مع الإخفاق الملازم لسنين الجدب التي كانت قبل ان يتصارع مع الفكر التقليدي، حتى إذ ما أظهر سلطان مرجعتيه هشم بمعول صبره صمت القبور ليعلو صوت الناطقية. معشوقنا السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره الشريف) هو ضالتنا المنشودة في عشقنا الأزلي ، ولأن أفئدتنا هوت إليه فكنا ومازلنا نستنشق رحيقه ، ونبحث في ايقوناته عن كل ما يحرك فينا العزم والاصرار على المضي قدماً في منهجه المبارك فكان كتاب " العشق الأبدي في سيرة والدي" من الكتب التي أسرتنا كثيرا ونحن نتطلع الى تلك السيرة الزكية من حياة ذلك القائد (المرجع). فلقد أجاب الكتاب الحواري عن ستمائة ، وثلاث عشر سؤالاً طرحها مجموعة من عشاق السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره الشريف) على ولده البار حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد مقتدى الصدر ، إذ كانت تلك الأسئلة تدور في خواطر العاشقين فلفد أخذنا الكتاب في رحلة شائقة عبر الحبل الأثيري الذي يربطنا بمرجعنا الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره الشريف) حيث نستكشف عوالم هذه الشخصية من خلال اجابت كانت السهل الممتنع لما نبتغيه أو هي كما يعبر عنها السيد مقتدى الصدر" حاولت ان يكون كل ما مكتوب عنه (قدس سره االشريف) بمنظاري الشخصي ليس إلا ، ولذلك لو وجد سؤالاً لا أستطيع الجواب عنه فإني لا أسأل به غيري حتى لا تكون النظرة مختلفة..." ولعل هناك سؤال يطرح نفسه هو لماذا السيد مقتدى الصدر نجل المرجع ، هو من يجيب على تلك الأسئلة التي ضمتها صفحات الكتاب؟! فلقد وجدنا الجواب شافعاً في خاتمة الكتاب" لكن الذي يهون الخطب أن الإجابات التي طرزت صفحات هذا الكتاب من شخصية تشرفت بالقرب المادي والمعنوي من تلك الروح الطاهرة التي كانت تتجلى فيها أنوار المحبة الإلهية..." لذلك ان الأسئلة تحول مدارك القارئ المتعطش لكل حرف في سطور معشوقه، الى حياة ذلك الرجل الشخصية والاجتماعية، والعلمية ،والفكرية ، والسياسية ، والنهضوية بكل أبعادها " فمرة نجده الرجل البسيط في معيشته وتعامله الفطري في منزله ، وبين أفراد أسرته: "ما كان يأمر أحداً في إعداد طعامه أو جلب الماء له... كان هو من يعد وجبة الغداء .. ويقوم ببعض اعمال المنزل كغسل الأطباق، وإعداد المائدة ...فلطالما خاط لنا ملابسنا المنزلية وفصلها لنا تفصيلا، بل والحياكة.. وصناعة النول لحياكة (بساط).. وبعض الصناعات اليدوية والورقية... كان يخبز الخبز بفرن الحطب الذي بناه في أحد زوايا المنزل" أنه العالم الجهبذ، والمصلح الكبير الذي رفعه الله إلى أعلى عليين، والكتاب هو ومضة ربما يجدها العاشق غير كافية للاستزادة من بحر متلاطم من أمواج رجل عاش، ورحل ومازالت "حبيبي" أروع كلمة سمعها الفرد العراقي من عاشقه الأبدي. كما أن هذه الحوارية بين المؤمنين والسيد مقتدى الصدر هي فرصة طيبة لسبر أغوار مرجع لم يأت حاضرنا المعاصر بمن يخوض غمار صعاب الزمن، ويضع لنا خطوط الحرية التي لا تهادن، ولا تساوم. متصفحك لا يدعم الجافاسكربت أو أنها غير مفعلة ، لذا لن تتمكن من استخدام التعليقات وبعض الخيارات الأخرى ما لم تقم بتفعيله. ما هذا ؟ Bookmarks هي طريقة لتخزين وتنظيم وادارة مفضلتك الشخصية من مواقع الانترنت .. هذه بعض اشهر المواقع التي تقدم لك هذه الخدمة ، والتي تمكنك من حفظ مفضلتك الشخصية والوصول اليها في اي وقت ومن اي مكان يتصل بالانترنت للمزيد من المعلومات مفضلة اجتماعية