باريس - 21 - 6 (كونا) -- يبدأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند غدا زيارة رسمية إلى قطر تستمر يومين يبحث خلالها سبل تعزيز "العلاقات الاستراتيجية". وكشفت مصادر رسمية هنا أن هولاند سيترأس خلال الزيارة وفدا رفيع المستوى يضم وزراء الداخلية والدفاع والتجارة والنقل ورجال أعمال وسيتلقي عددا من كبار المسؤولين القطريين وفي مقدمتهم امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مؤكدة سعي هولاند لتطوير العلاقات الاستثمارية بين الجانبين. ومن المقرر أن ينضم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى وفد بلاده عقب مشاركته بشكل منفصل في اجتماع (مجموعة أصدقاء سوريا) صباح غد في الدوحة لمناقشة سبل دعم قوات المعارضة السورية. ولفت المسؤولون الى أن زيارة هولاند تتضمن عددا من الجوانب أولها الجانب التجاري حيث سيصحب الرئيس الفرنسي عددا من الرؤساء التنفيذيين لشركات فرنسية عاملة في قطر مثل (توتال) و(ألستوم) و(فينشي) و(فيوليا) كما يتوقع انضمام شركة تصنيع الطائرات الأوروبية (ايرباص) التي تقوم بتنفيذ عقود كبيرة لدولة قطر الى المحادثات الى جانب شركة (داسو للطيران) المصنعة لمقاتلات (رافال) التي تسعى فرنسا الى بيعها لعدد من دول الخليج. وبعيدا عن صفقات المبيعات الدفاعية التي تسعى باريس للفوز بها خلال الزيارة يرى المسؤولون أن فرنسا تأمل في زيادة علاقاتها الاستثمارية القائمة مع قطر وذلك عبر شركات كبرى مثل (توتال) التي تتعدى قيمة استثماراتها في قطر ستة مليارات دولار. ويرى المسؤولون أنه رغم فوز فرنسا بعقود في مشروع (مترو) الدوحة فان باريس لا تزال خلف العديد من الدول الأوروبية من حيث العلاقات التجارية مع قطر مشيرين الى أن فرنسا تعد رابع أكبر شريك تجاري أوروبي لقطر بعد بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهو ما دفع الاليزيه الى القول "يمكننا القيام بالمزيد وبأداء أفضل". وفيما يتعلق بالاستثمارات القطرية في فرنسا والتي تقدر الان بأكثر من عشرة مليارات دولار قالت مصادر رسمية في تصريحات لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان هولاند سيؤكد خلال الزيارة تشجيع زيادة استثمارات قطر كأي مستثمر أجنبي اخر بحيث لا يقتصر الاستثمار القطري على العقارات بل الدخول في مشاريع أخرى تشارك في تمويلها باريس والدوحة. ورجح المسؤولون أن تتطرق المشاريع المزمعة الى قطاع الأعمال أو المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذي يعد من أهم القطاعات لإنعاش الاقتصاد الفرنسي الذي يعاني حالة ركود لما تتضمنه من امكانات لخلق فرص عمل في ظل ارتفاع معدلات البطالة. وعلى الجانب السياسي أكد المسؤولون وجود تقارب كبير في وجهات النظر حول العديد من القضايا لاسيما فيما يتعلق بالملف السوري وضرورة رحيل بشار الأسد عن سدة الحكم والشروع في عملية انتقالية سياسية في أسرع وقت ممكن. ولفت المسؤولون الى أن الرئيس الفرنسي سيتوجه عقب مغادرته الدوحة يوم الأحد الى العاصمة الأردنيةعمان في زيارة سريعة لن تتعدى الأربع ساعات يجري خلالها محادثات مع الملك عبد الله الثاني. وتوصف العلاقات بين هولاند والعاهل الأردني بأنها "قوية ووثيقة" لاسيما أن فرنسا تصدرت جهود دعم الأردن خلال الأزمة السورية التي أسفرت عن فرار ما يقرب من نصف مليون لاجئ إلى الأردن.(النهاية) ج ك / أ م س كونا211516 جمت يون 13