فرنسا ثاني أكبر شريك اقتصادي مع السعودية مواضيع ذات صلة رغم أنها كانت سريعة وخاطفة، إلا أن زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند إلى السعودية حملت معها طموحات كبيرة وأهداف آنية وأخرى مستقبلية تحمل طابعاً اقتصادياً. رقية الكمالي - الرياض: رغم أنها كانت سريعة وخاطفة، إلا أن زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند إلى السعودية حملت معها طموحات كبيرة وأهداف آنية ومستقبلية. فبعد أن استقبل في يونيو الماضي حزيران رئيس الحرس الوطني ووزير الدولة السعودي الأمير متعب بن عبدالله في قصر الإليزيه، اختار رئيس فرنسا فرانسوا هولاند لبنان محطة أولى في زيارته لمنطقة الشرق الأوسط الأحد، حيث ناقش فيها الوضع السوري مع الرئيس اللبناني ميشيل سليمان، في خطوة تعد "لفتة سياسية قوية لدعم وتأييد سيادة لبنان للحفاظ على أمنها ووحدتها ضد أي مخاطر قد تزعزع استقرارها كما توصل رسالة لأولئك الذين يستهدفون أمن لبنان بأن باريس لن تسمح بذلك وستعارضه بكل قوتها. كما صرح بذلك الإليزية لصحيفة لوفيجارو الفرنسية". وفي هذا السياق، أكدت صحيفة لوفيجارو رأي آخر، عندما أكدت أن الفكرة الأساسية التي تدور في فلكها هذه الزيارة هي توطيد العلاقات السعودية الفرنسية والتركيز عليها أكثر من العلاقات القطرية في الوقت الذي تثير فيه الدوحة حفيظة الفرنسيين بسبب صناديق الاستثمار التي وعدت بها الضواحي الفرنسية، على حد وصفها. وخلال الزيارة، ركز الجانب الفرنسي على قدم وقوة العلاقات مع السعودية، وهي الدولة التي لها نفوذها وتأثيرها الكبير في المنطقة, إذ تعد فرنسا ثاني أكبر شريك تجاري للسعودية (تبلغ قيمة التبادلات التجارية بين البلدين 8 مليار يورو), كما حققت العلاقات الاقتصادية بين البلدين تقدما كبيرا خلال السنوات الخمس الماضية خصوصاً في مجال النقل الجوي عبر إيرباص على وجه التحديد. لذا، يبدو أن تعزيز منصة الاستثمارات الفرنسية في السعودية كان هدف هولاند بعد أن خسرت فرنسا بعض العقود الاقتصادية الضخمة منها عقد (تي جي في المدينة-مكة), كما أنه من المتوقع توقيع عقد شركة دي سي إن إس بهدف تطوير أربع فرقاطات وناقلتي نفط، إضافة إلى أن آمال فرنسا ببيع فرقاطات متعددة المهام من طراز (فرم) مع الحديث عن الطاقة النووية المدنية وهو المجال الذي لم تتقدم فيه فرنسا كثيرا. إلا أن أصحاب الرأي المعتدل في الإليزيه يقولون بأن "توقيع العقود ليس هدفنا من زيارة السعودية", إذ يعتقد البعض أن على باريس أن تتفادى أخطاء سياسة ساركوزي عندما قرر (التركيز في علاقتها بالمنطقة على قطر, والتطبيع مع بشار الأسد)، مطالبين هولاند برفع مستوى علاقتها مع السعودية اليوم، خصوصاً في ظل وجود جوانب أخرى للتعاون بين البلدين ومنها الأكاديمي، حيث يوجد 1200 طالب سعودي في فرنسا، إضافة إلى التعاون الثقافي الذي سيكون في قمة الاهتمامات المشتركة.