ميلانو (ايطاليا) 24 - 6 (كونا) -- دانت محكمة جنايات ايطالية رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو بيرلسكوني بالسجن والعزل عن العمل العام بتهمتي استغلال النفوذ واقامة علاقة بفتاة قاصر بعد شهر من حكم مماثل بالحبس 4 سنوات في قضية أخرى. وبعد مداولات دامت أكثر من 7 ساعات أصدرت الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات ميلانو حكمها المرتقب مساء اليوم القاضي بمعاقبة بيرلسكوني الذي تغيب عن الجلسة عن التهمتين بالسجن لمدة 7 سنوات و"الاقصاء الدائم" عن المناصب العامة مدى الحياة. وجاء حكم الادانة الذي كان متوقعا بعقوبة أشد من مطالبة ممثلة الادعاء في مرافعتها الشهيرة يوم 13 مايو الماضي بانزال عقوبة السجن على بيرلسكوني لمدة 6 سنوات استنادا الى قانونين بتغليظ العقوبة في جرائم ممارسة الجنس مع غير البالغين. وتؤيد المحكمة التي تتكون هيئتها من ثلاث نساء بهذا الحكم ما ذهبت اليه النيابة بمسؤولية رئيس الوزراء الأسبق عن اقترف جريمتي استغلال النفوذ في التحريض وممارسة الجنس مع فتاة مغربية كانت قاصرا عند انكشاف وقائع القضية قبل 3 سنوات. وتعود القضية باسم "روبي سارقة القلوب" كما تنعت الفتاة المغربية الى تحقيقات بدأت في شهر مايو 2010 حول تدخل رئيس الوزراء في ذلك الحين والضغط هاتفيا على شرطة ميلانو في الليلة ما بين 27 و 28 مايو الماضي لاخلاء سبيل "روبي" التي كانت محتجزة بتهمة السرقة بزعم أنها قريبة الرئيس المصري في ذلك الحين حسني مبارك. وسبق أن أيدت محكمة الاستئناف بميلانو يوم 7 مايو الماضي حكما آخر بحبس بيرلسكوني لمدة 4 سنوات مع ابعاده عن الوظائف العامة لمدة 5 سنوات وعن تولي ادارة شركات والتعامل مع الادارة العامة لمدة 3 سنوات وذلك بتهمة "التلاعب" الضريبي في شراء حقوق النشر للمنتجات والبرامج التلفزيونية لمجموعته فينينفست وهو حكم يظل معلقا حتى تحسمه محكمة النقض. وفيما التزم بيرلسكوني الذي يتهم القضاء بمحاولة اخراجه من حلبة السياسة الصمت حتى الآن في التعليق على الحكم سارع أعوانه من قيادات حزبه "شعب الحرية" بوصف الحكم "باللامعقول" والفادح واعتباره "اعتداء على الديمقراطية" وادانة بدون دليل بحق أبرز قيادات السياسة الايطالية خلال العقدين الماضيين. ورغم تأكيدات بيرلسكوني عشية الحكم أن ادانته لن تؤثر على استقرار الحكومة الائتلافية بقيادة انريكو ليتا بعد تهديد كبار قيادات حزبه بالانسحاب من البرلمان تبقى التساؤلات تدور حول تداعيات هذه الادانة وما تحمل من بعد اخلاقي شديد على التوازنات السياسية الهشة الحالية في ايطاليا. (النهاية) م ن / ب ش ر كونا242047 جمت يون 13