يعتقد معهد "امريكان انتربرايز" الاميركي ان روحاني وخلال فترة تصديه لمنصب كبير المفاوضين النوويين الايرانيين خدع الغرب واستهزأ به وازدرأه، في حين كان البرنامج النووي الايراني يواصل تقدمه. معتبرة ان المعطيات تشير الى ان روحاني سيواصل نهجه اسابق بعد توليه منصب الرئاسة. واشنطن (فارس) ففي مقال بقلم "جون بولتون" كتب المعهد ان البيت الابيض وبعض الدول الغربية شعرت بالنشوة بعد انتخاب حسن روحاني رئيسا لايران، لانها تصورت بان احتمالات استئناف المفاوضات مع ايران في خصوص برنامجها النووي بدات تتعزز. وبحسب زعم بولتون فان القرارات الاساسية في ايران تتخذ من قبل القيادة وحرس الثورة وليس رئيس الجمهورية، ورغم ذلك فان ادارة اوباما ومثيلاتها الاوروبية لن تشعر بالياس بسبب هذا الواقع السياسي البسيط. ** مواقف روحاني السابقة تكشف معلومات كثيرة عنه ويتابع التقرير قائلا انه وقبل ان تستمر هذه الفرحة غير المنطقية الناجمة عن تعهد روحاني بجعل البرنامج النووي الايراني اكثر شفافية ، علينا القاء نظرة على الماضي . فقد تفانى روحاني ودون انقطاع بخدمة الجمهورية الاسلامية الايرانية على مدى 16 عاما بدءا من تصديه لمنصب امين المجلس الاعلى للامن القومي وانتهاء بكبير المفاوضين النوويين الايرانيين ما بين اعوام 2005-2003 . ويرى بولتون ان سلوك روحاني خلال تلك الفترة يكشف الكثير عنه وعن النظام . ** خطأ بريطانيا وفرنسا والمانيا الكارثي ويشير المقال الى انه وفي سبتمبر 2003 قدمت بريطانيا وفرنسا والمانيا (الاتحاد الأوروبي-3) عدة مبادرات لفتح محادثات مع إيران، منها اقتراح منح ايران تكنولوجيا المفاعل النووي في مقابل وقف أنشطة التخصيب. مجموعة EU-3 كانت تعتقد بان وقف التخصيب يعني وقف البرنامج العسكري النووي. لكن تبين فيما بعد ان هذا الاقتراح كان خطأ كارثيا. ** روحاني ساهم في استراتيجية كسب الوقت لتطوير البرنامج النووي الايراني ويرى المقال ان ايران استفادت من فترة المفاوضات التي استغرقت ثلاث سنوات ونصف السنة لتحقيق تقدم مطرد والتغلب على الصعوبات العلمية فيما يخص تحويل اليورانيوم وتخصيبه والعناصر الاساسية الاخرى في جهودها لبرنامج السلاح النووي. وكان لروحاني دورا اساسيا في استراتيجية ايران لاستثمار المفاوضات المطولة بغية كسب الوقت والشرعية تحت غطاء الدبلوماسية. روحاني الذي التقاه كبار الدبلوماسيين الأوروبيين للمرة الاولى في اكتوبر تشرين الاول للتفاوض بشان المسألة النووية، صرح آنذاك بان ايران ستتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للرقابة على انشطتها النووية - لكن الجميع كان يعرف بان هذه التصريحات غير صحيحة حتى مجموعة EU-3 الساذجة. ** رغم مضي 10 سنوات، ايران لم تطبق البروتوكول الملحق ويتابع بولتون قائلا: اضافة الى ذلك فقد وعد روحاني أيضا بان توقع ايران على "البروتوكول الإضافي" والاتفاق القائم حول ضمانات الوكالة (مما يتيح للوكالة تعزيز عمليات الرقابة ) وقد تم التوقيع على هذا البروتوكول في ديسمبر كانون الاول عام 2003 . ولكن في الآونة الأخيرة اي 22 مايو 2013، ذكرت أمانة الوكالة أنه رغم مضي 10 سنوات، فان ايران لم تطبق البروتوكول لحد الان. **روحاني خدع الغرب على مدى 10 سنين ، اي لحد اليوم ويرى المقال ان روحاني اطلق شعارات فارغة ولم يقدم اي شىء ويضيف: نظرا للشرط المسبق الذي وضعته مجموعة EU-3، اي وقف جميع الأنشطة المتعلقة بالتخصيب، فان روحاني استغل هذا الوهم لخداع مجموعة EU-3 على مدى عشر سنوات إلى يومنا هذا. فقد قال ان ايران قد تفكر بتعليق انشطة التخصيب، اذا ما ضمن الغرب تلبية احتياجات المفاعلات النووية الايرانية. ** ايران تعرف جيدا باننا عاجزون عن تحديد اماكن جميع منشات التخصيب ويقول بولتون ان تقديم هذا الوعد كان سهلا من قبل ايران، لان مسؤولي هذا البلد كانوا يعرفون جيدا باننا عاجزون عن تحديد اماكن جميع منشات التخصيب ، ناهيك عن عجزنا من التاكد فيما يخص التزامهم بهذه الصفقة ام لا. ** ايران واصلت تعزيز منشاتها النووية الى حين استمرار المفاوضات ويعتقد المقال ان ايران وبفضل استمرار المفاوضات استطاعت تعزيز بنية منشاتها النووية، في حين أن الغرب تجاهل الخطر المتنامي لزيادة القدرات النووية لهذا البلد ويضيف: بما أن إيران لم تكن تملك سوى مفاعل ابحاث واحد آنذاك، فان حاجتها للوقود النووية كانت ولا تزال ضئيلة بالمقارنة مع منشآت التخصيب قيد الإنشاء. التفسير المنطقي الوحيد لمثل هذا البرنامج الضخم هو الحصول على يورانيوم بدرجة نقاء عالية للاستفادة منه في انتاج السلاح النووي. وقد شعر وزراء خارجية مجموعة EU3 بفرحة عارمة حين اعلنت ايران في اتفاقية عام 2003 موافقتها على تعليق التخصيب. ولكن خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي اعلن فيه عن هذا الاتفاق قدم روحاني ايضاحات حول التفاهم الايراني حيث قال:"لقد اتخذنا هذا القرار طوعا، وهو ما يعني أنه يمكن أن يستمر لمدة يوم واحد أو سنة. فطالما تعتقد ايران بان التعليق مفيد بالنسبة لها ستستمر، وستنهيه في اي وقت لا تريده". ويقول بولتون ان هذه هي نتيجة عدم اصغاء مجموعة EU-3 للنصح. فهذا التعليق لايشبه باي شكل من الاشكال الشرط المسبق الذي وضعته المجموعة لطهران حول ضرورة وقف التخصيب ". **ايران تواصل العمل في العناصر الرئيسية لبرنامجها النووي ويشير التقرير الى ان ايران واصلت العمل بالعناصر الرئيسية لبرنامجها النووي، بما في ذلك تجميع اجهزة الطرد المركزي، حتى وإن لم تضخ غاز اليورانيوم فيها (على حد عملنا )وان المحاولات التي قامت بها مجموعة EU-3 على مدى أشهر لاحتواء ايران فشلت لان روحاني كان يتلاعب بهم. وقد صرح روحاني في شهر مارس عام 2004، علنا قائلا:" قلنا للاتحاد الأوروبي أنه إذا لم تلتزموا بوعودكم فان كل شيء سيعود إلى البداية"، وهذا ما حدث بالفعل. ** التعليق الذي كلف جهودا دبلوماسية كبير كان خدعة ايران ويعتقد المقال ان هذا "التعليق" الذي كرس له جهد دبلوماسي كبير كان خدعة ايران من الاساس ويضيف: لقد ادركنا فيما بعد، ان ايران تواجه صعوبات في مجال تحويل اليورانيوم، العملية التي من خلالها يتم تغيير اليورانيوم كيميائيا من الحالة الصلبة (U3O8) إلى غاز (UF6)، يتم ضخه فيما بعد في سلسلة أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. وفي الحقيقة فانه بدون وجود المواد الاولية الكافية لم يكن التخصيب ممكنا، وبالتالي فإن "تعليق" انشطة التخصيب، الذي كان الاتحاد الأوروبي يسعى كرارا ومرارا لديموميته دون جدوى، لم يضعف برنامج إيران النووي. والتصريحات المتكررة التي كانت تدلي بها ايران حول ال"تعليق طوعا" لبعض الأنشطة المتعلقة بالتخصيب وليس كلها، يعني ان برنامج التخصيب يسير بناء على القدرات والمشاكل التقنية التي تواجهها وليس وفقا لل "اتفاق" مع الاتحاد الأوروبي-3. ** ايران استفادت من المفاوضات مع اوروبا لخداعهم ويتابع بولتون قائلا، ان الدبلوماسيين الغربيين ورغم ذلك لم يفقدوا حماسهم للتفاوض مع إيران، وروحاني كان يعرف هذا الامر افضل من اي شخص آخر. فقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز في مارس 2006، خطابا له ألقاه بعد تنحيه عن منصب كبير المفاوضين النوويين لايران يعترف فيه ضمنيا ان ايران استفادت من الحظر الاوروبي لخداعهم. ففي نفس الوقت الذي كنا نتحاور مع الاروبيين في طهران، كنا نقوم بنصب المعدات في المنشات الاخرى باصفهان، ولكن امامنا طريق طويل لانتهاء المشروع. والحقيقة هي اننا مهدنا المناخ لانهاء العمل في اصفهان. واضاف: وفقا لنتائج المفاوضات مع اوروبا فاننا حاليا اكثر استعدادا للتوجه الى مجلس الامن الدولي. ** روحاني خدع الغرب واستهزأ به وازدرأه ويختم بولتون مقاله بالقول ان روحاني خدع وسخر وازدرأ بالغرب خلال فترة توليه لمنصب كبير المفاوضين النوويين في إيران، في حين استمر برنامج الأسلحة النووية الإيراني تقدمه. وهناك ما يدعو للاعتقاد بأن روحني سيفعل بالضبط نفس ما قام به سابقا حين يتولى الرئاسة رسميا.