ساد التفاؤل المشوب بالحذر المحادثات بين إيران والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي زائد ألمانيا والتي بدأت اليوم الثلاثاء في جنيف حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك في أول اختبار للتوجهات الجديدة التي أبدتها إيران نحو الغرب منذ انتخاب الرئيس الإيراني الإصلاحي حسن روحاني. وذكرت التقارير أن الوفد الإيراني في المحادثات قدم عرضاً إلى المفاوضين الغربيين في المحادثات، وصفه المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي مايكل مان بأنه "مفيد للغاية"، فيما لم يكشف الجانبان أي تفاصيل عن هذا العرض . ووصف نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رد الفعل الأولي للدول الغربية تجاه مقترحات بلاده بأنه "جيد" .. مشيراً في نفس الوقت إلى أن الأجواء في المحادثات إيجابية. وعلى الرغم من ان عراقجي لم يدلي بأية تفاصيل عن العرض الإيراني، غير أن وكالات أنباء إيرانية نقلت عنه بأن " العرض الذي قدمته طهران في جنيف لا يتضمن تطبيق البروتوكول الإضافي في معاهدة حظر الانتشار الذي ينص على إمكانية القيام بعمليات تفتيش مفاجئة للمواقع النووية". وذكرت وكالة أنباء (إسنا) الإيرانية شبه الرسمية في تقرير لم تحدد فيه مصدر معلوماتها فيه، بان العرض الإيراني في المحادثات يتكون من 3 مراحل . وأوضحت الوكالة أن الاقتراح الإيراني، إذا تم الاتفاق عليه في المرحلة الأولى، سيلزم تلقائياً الطرف الآخر "بالاعتراف بحق تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية" كهدف المفاوضات. كما يتضمن الاقتراح خطوات متبادلة خلال المفاوضات حتى يمكن الوصول إلى الهدف النهائي .. مشيرة في نفس الوقت إلى أن المسئولين الإيرانيين يعتقدون بأنه بدون أية اتفاقية بشأن المرحلة الأولى، فان استمرار المفاوضات سيكون صعباً جداً ومن المحتمل أن يكون مستحيلاً . ويأتي ذلك في الوقت الذي يقول المفاوضون الغربيون إنهم منفتحون على الإنصات إلى أفكار إيران بشأن برنامجها النووي، ويؤكدون في الوقت نفسه على طلبهم بأن تتخذ إيران خطوات محددة للحيلولة التامة دون قدرتها على صناعة أسلحة نووية . وتعهد المسئولون الغربيون في المقابل برفع بعض العقوبات الدولية التي فرضت على إيران خلال السنوات الماضية، في حال قدمت إيران تطمينات بان برنامجها لتخصيب اليورانيوم لا يهدف في الخفاء إلى امتلاك سلاح نووي . ويطالب المفاوضون الغربيون بأن توقف إيران إنتاج وتخزين اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة، وهي خطوة بعيدة عن حيازة القدرة على صناعة أسلحة نووية . كما يريدون من إيران أن تشحن بعضاً من مخزونها من اليورانيوم إلى خارج البلاد، وتغلق موقع فوردو للإنتاج بالقرب من قم، حيث تجري معظم أنشطة التخصيب العالي. إلا أن عباس عراقجي، أكد رفض بلاده التخلي عن مخزونها من اليورانيوم المخصب، قائلاً في تصريح نقله موقع التلفزيون الإيراني الرسمي " لن نسمح حتى لغرام واحد من اليورانيوم بالخروج من البلاد " . وقد تخيب تصريحات عراقجي آمال المسؤولين الغربيين الذين يطالبون إيران بشحن مخزونها من اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء 20 بالمائة والذي لا تفصله سوى خطوة فنية صغيرة عن الدرجة اللازمة لصنع أسلحة . لكن المسؤول الإيراني لمح إلى المرونة بشأن جوانب أخرى من برنامج بلاده لتخصيب اليورانيوم، تتعلق بشأن شكل وكمية ومختلف مستويات التخصيب، والتأكيد على استعداد بلاده للتفاوض بشأن ذلك . وكان المفاوضون الغربيون قد طالبوا إيران خلال المفاوضات التي أجريت في السنتين الماضيتين بتعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة ونقل جزء من مخزونها من اليورانيوم إلى الخارج . وعرضت الدول الغربية على إيران مؤخراً، رفع العقوبات على تجارة الذهب والمعادن الثمينة والبتروكيماويات، وهو ما رفضته إيران التي كانت تطمح إلى رفع القيود المفروضة على قطاعها المصرفي . ويأتي ذلك في الوقت الذي حذر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من إن تخفيف الضغط على إيران، سيكون " خطأً تاريخياً " .. مؤكداً بأن أي تحرك لرفع الضغط عن الحكومة الإيرانية لن يؤدي سوى إلى تقوية من اسماها ب "العناصر العنيدة" وأن القائد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي "سيعتبر الفائز". لكن في الولاياتالمتحدة والتي أبدت موقفاً معارضاً بقوة لرفع العقوبات، قال تسعة من الأعضاء البارزين في مجلس الشيوخ إنه منفتحون على فكرة تعليق العقوبات الجديدة، إذا اتخذت طهران خطوات جادة لإبطاء برنامجها النووي .