بدأت قوات من الجيش اللبناني أمس الثلاثاء، تمشيط ما كان يعرف بالمربع الأمني الذي كان يتحصّن فيه المتشدد أحمد الأسير مع أنصاره واستكمال عمليات البحث عن مسلحين. فيما لا يزال الشيخ أحمد الأسير الذي اقتحم الجيش مقره العسكري في جنوب البلاد بعد معارك عنيفة متواريًا عن الأنظار. بينما، ثمّن الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، في بيان صادر عن الرئاسة أمس «الجهود والتضحيات التي بذلها الجيش اللبناني»، مثنيًا «على وقوف المواطنين والمرجعيات والتفافهم حول المؤسسات الوطنية». وأكد الرئيس أن «الدعوة إلى الجهاد ضد الجيش لم ولن تجدي نفعًا أو تلقى آذانًا صاغية». من جهته، اعتبر وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل في تصريحات إعلامية أمس الثلاثاء، أن «المرحلة الحالية صعبة للغاية»، مشيراً إلى أنه «على الجيش أن يكمل ما قام به حتى الآن». وأوضح شربل أن «اللبنانيين مسؤولون عن بلدهم ووحدة وطنهم وعن قمع الفتنة، فإذا كانت هناك إرادة جامعة لقمعها، فأعتقد أن لبنان سيخرج منها منتصراً، أما إذا كانت الإرادات منقسمة على نفسها كما هو حاصل، فإن القضية صعبة ومعقدة كثيراً». بدوره، شدد النائب عمار حوري على أن تيار المستقبل كان منذ البداية داعماً للشرعية اللبنانبة والجيش اللبناني، لافتاً إلى أن قضية هذا التيار هي التمسك بالدولة وهو لم ولن يتأخر في دعم الجيش. واعتبر حوري، في تصريح إذاعي أمس أن «ما حصل في صيدا هو بداية، وندخل في مأزق كبير إذا اعتبرنا أنها كانت النهاية». وشدد حوري على ضرورة أن «يستكمل الجيش اللبناني سيطرته على كل المربعات الامنية في البلد». فيما قال مفتي صيدا والجنوب الشيخ سليم سوسان إن الجيش اللبناني خط أحمر، ومرفوض الاعتداء عليه»، لافتاً إلى وجود جوّ من الاحباط في المناطق السنيّة». وأكد سوسان أنه «لا بد للدولة أن تبسط سلطتها على كافة أراضيها»، مشيراً إلى أن «الشارع السني يراهن على أن الدولة هي المسؤولة عن سلامة أراضيها، ولا يريد إلا سلاح الدولة. بدوره، قال مصدر عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية: إن « القوى الأمنية تقوم بملاحقة الأسير المطلوب مع 123 من أنصاره من السلطات القضائية». وقال المصدر: إن مكان وجوده «غير معروف».فيما ترددت شائعات حول احتمال لجوئه إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا القريبة، أو إلى مدينة طرابلس شمال لبنان بعد أن تنكر بلباس امرأة أو إلى سوريا. وانتهت العملية العسكرية التي بدأها الجيش الأحد، إثر مهاجمة مجموعة تابعة للأسير حاجزاً له في بلدة عبرا قرب صيدا بعد ظهر الاثنين، بدخول الجيش إلى المقر المؤلف من مسجد بلال بن رباح وأبنية عدة فيها مكاتب وشقق سكنية لأنصاره، بعد اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية. إلى ذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي فجرأمس مناورة واسعة بالذخيرة الحية، تركزت عند حدود مزارع شبعا اللبنانية الشرقية في الجولان السوري المحتل. وشارك في المناورة التي استمرت حوالي 3 ساعات المدفعية الثقيلة عيار 155 ملم، ودبابات نوع «ميركافا» كما حلقت مروحيات وطائرات الاستطلاع في أجواء المزارع والجولان وفوق خط التماس للمزارع المحتلة مع قرى العرقوب المحتلة ايضاً.