أحمد العرامي نزل الجيش المصري منذ أمس الأول إلى الشوارع، ووسع من انتشاره، نزل وعلى المدرعات لافتات: (قوات حماية المواطنين)... قد لا تستطيع أن تخمن علاقة الجيش ب"تمرد"، لكن ما يقوله الواقع أنه في حال حدوث فوضى، أو انزلاق البلاد في الصراع... فإن الجيش سيتدخل... وهذا ما يمكن أن تفهمه من تصريحات السيسي التي سبقت خطاب مرسي، السيسي الذي اعتبرت مصادر عسكرية حضوره للخطاب مجرد "إجراء بروتوكولي"... مرسي بدا في الخطاب كما لو لم يقل شيئاً، على حد تعبير الشارع المصري، وكما لو أن عماه يقوده إلى مصرعه، ومصرع الإخوان... لقد جربوهم، وخرجوا بحقيقة واحدة يقولها كل الشارع المصري: لا يصلحون للحكم أبداً... يستوعب الناس جداً أنه لا بد من ضحايا، وقد تحدث فوضى لأيامٍ، ولا يتوقعون الخسائر ولا يريدون ذلك، لكن الشارع المصري يغلي ضد مرسي والجماعة، ويعي أن إخراج البلاد من قبضة الجماعة ليس بالأمر الهين، لكنهم يفعلون ذلك مبكراً... وقبل أن يتم أخونتها إلى الأبد.. القمامة في الشوارع، والكهرباء تنطفئ وأزمة خانقة في الوقود، وبالكاد تتحرك في القاهرة... أنت لا تعرف معنى أن ينقطع شارع ما في القاهرة..!!! ومرسي لا يفعل شيئاً، فقط أعاد الاعتبار لمبارك.. الذين نزلوا في 25 يناير يقولون لك: كان مبارك يسرق، وكان ابن.... لكنه كان قائدا بحجم مصر... كان حاكمها.. باختصار.. الرأي السائد الذي لاقيته في الشارع يقول وبحسرة "دي بلد عظيمة ما يصحش يحكمها الإخوان..." قال أحدهم "زي ما تشيل رئيس مجلس الإدارة عشان كان يسرق، وتجيب البواب بداله" ولم ينس صديقي أن يحترم البواب كإنسان ويتحدث عن الكفاءة وعن الذهنية نفسها... إنها عقلية جماعة لا يمكن أن تتوافق مع مفهوم الدولة وإدارتها... 30 يونيو، هي ثورة ضد الإسلام السياسي، ستنطلق من مصر... هذا ما أقرأه، "يصعد الإخوان ليسقطوا من مكان شاهق..." قلت في منشور في الفيسبوك... والأمر أعمق بكثير من هذا... ذلك أن أيديولوجيا الدين قد تسقط في المنطقة كاملةً... الشارع المصري متحمس جداً ليوم 30، ولا تصادف أحداً يقف في صف مرسي إن لم يكن إخوانياً... طوائف الشعب المصري كما بدا لي كلها تقف ضده، إنها كما تقول بعض الشعارات فعلاً "ثورة شعب ضد الإخوان" والذي تلمسه هو أن ثمة إصرارا كبيرا للنزول في 30 يونيو، وعدم العودة إلا بإسقاط مرسي، ثورة 25 يناير أكسبت الشعب المصري روحا جديدة... وثقة عالية... والإخوان مستعدون لحماية الحاكم الجديد والسلطة الوليدة، ولو كلفهم ذلك ما كلف...، وهذا سيحدث صداماً وعنفاً وسيسقط ضحايا... هنا سيتدخل الجيش، لا تعرف كيف سيتدخل عملياً... لكنه سيحكم القبضة على البلاد، وسيمنع الشغب والعنف... وقد يضطر إلى إعلان حكم عسكري.. إلى أن يتم إجراء انتخابات رئاسية.... صرخ المصريون، يسقط يسقط حكم العسكر، والآن يعرفون جيداً أن حكم العسكر أرحم بمليون مرة من حكم المرشد... مصر تحترم جيشها، مصر هي الجيش... والأقرب إلى روح مصر وتاريخها وعظمتها هي روح الجيش... عوضاً عن علاقة يومية/حياتية بين الجيش والشعب من خلال مؤسسات اقتصادية هي الأكثر انضباطاً وتنظيماً وخدمة للمواطن... المسألة ليست عودة مصر إلى حكم العسكر، لكنها عودة مصر إلى عظماء بحجمها... هكذا يقول الشارع المصري.. *صحيفة اليمن اليوم