تفصلنا أيام قلائل عن شهر رمضان المبارك حيث يأتي الشهر الكريم في هذا العام وشعب الجنوب يعيش زخما وتصعيدا ثوريا غير مسبوقا لم يشهده من سابق حتى في زمن الاستعمار البريطاني رغم المعاناة التي يعاني فيها الامرين نتيجة تكالب وتأمر سلطة الاحتلال اليمني من كل الجهات ورغم الجرائم والانتهاكات والحملات العسكرية والإعلامية المختلفة والحرب الاقتصادية التي تشنها وتمارسها، بالأضافة إلى العقاب الجماعي الذي يمارس على شعب الجنوب مثل قطع الكهرباء والمياه وشبكات الهاتف والانترنت والى الاهمال المتعمد من خلال ترك المدن والشوارع تغرق بطفح مياه الصرف الصحي التي حولت احياء المدن والشوارع ومنها الضالع الى بحيرات راكدة وانهارا جارية وأكوام من القمامة تسببت في انتشار الامراض الخطيرة بشكل خطير لم تعهده من سابق . ولم يكتفي المحتل بكل ما يرتكبه بحق شعب الجنوب من خلال الحروب المتعددة، ولم يكتفي بها بل نلاحظ بأنها في تزايد، ولهذا فأن معاناة المواطن تتضاعف يوما بعد يوم خاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك وارتفاع الاسعار بشكل جنوني للمواد الغذائية والكمالية وغيرها . وهنا تجد الناس يشكون من الغلاء وارتفاع الاسعار بشكل لا يتصوره العقل وهذا هو عمل متعمد وعقاب جماعي يمارسه المحتل ضد شعب الجنوب، ومن خلال نزولنا واستطلاعنا لأخذ اراء المواطنين وأيضا عدد من التجار والتي كانت بدايتها من الشريط الحدودي مع العربية اليمنية بمديرية حجر ثم سناح ومدينة الضالع، حيث كان ردهم بأن هذا الارتفاع جنوني وأن شعب الجنوب يعيش في هذا الوضع منذ سنوات طوال إلا انهم ومع قدوم الشهر الكريم يلاحظوا بأن التجار لم يكتفوا بما هو حاصل بل يزيدوا الطين بله، تاجر صاحب معرض يروي حكايته ويتهم التجار الكبار الموردين وهم من المتنفذين من المسئولين التابعين للاحتلال في صنعاء بأنهم هم من يحتكر ويستغل المواطن والتاجر البسيط الذي ليس له أي مصدر دخل . اشخاص اخرون والتي التقطت صورهم الكاميرا شكوا من الحاله التي وصلوا اليها بسبب ارتفاع الاسعار في كافة المواد ومنها الغذائية والخضروات والفواكه والتمر الذي يعتبر ضروري في شهر رمضان المبارك الذي وصل سعر الكيلوجرام منه الى اكثر من ( 500)ريال يمني ويأتي هذا الارتفاع في ظل عدم وجود أيا من مصادر الدخل لدى غالبية ابناء الجنوب . وفي نفس الوقت يشكى بعض التجار من حالة الركود بسبب ارتفاع الاسعار فلا يجدوا من يشتري منهم، وهناك محال تجارية اخرى لا أحد يدخلها بسبب إعلان مقاطعتها لان أصحابها هم من التجار اليمنيين من رعايا دولة الاحتلال. قناة (عدن لايف) وهي تتجول في الاسواق والاحياء وشوارع المدينه والقرى وفي مختلف المناطق بما فيها الشريط الحدودي مع العربية اليمنية التف حولها الشباب والأطفال يهتفون بأصواتهم العالية التي تنطلق من حناجرهم تتغنى بالأناشيد والهتافات المعبرة عن الثورة الجنوبية المطالبة بالتحرير والاستقلال وترحيبا بالقناة التي تنقل معاناة شعب الجنوب وتكشف المسلسلات الاجرامية لسلطة الاحتلال اليمني وتفضحه أمام المنظمات والمجتمع الدولي. ولكن نقولها وبأمانه انه شعب عظيم ومخلص ووفي لا نجد اعظم منه في اي بلد في العالم ثابت لم يتزحزح ولم ينحرف رغم كل ما يعانيه من ظروف معيشية صعبة وأمنيه خطيرة رغم ما ارتكب بحقه من جرائم وانتهاكات وعقاب جماعي وأخرها الاسعار الخياليه التي نلاحظها مع قدوم شهر رمضان إلا انه اثبت بأنه صامد وصابر ويتحمل ما لا يتحمله اي شعب اخر وانه لن يتحمل وضع كهذا فحسب بل انه سيتحمل كل المعاناة وسيقدم المزيد من التضحيات حتى يتحقق الهدف الذي اقسموا وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة والوفاء لدماء الشهداء الذي ضحوا بأنفسهم من أجلة.