رويترز - تونس استبعد رئيس الوزراء التونسي علي العريض، الذي يرأس حكومة يقودها إسلاميون، أن يتكرر السيناريو المصري في تونس، مهد انتفاضات الربيع العربي، في إشارة إلى خروج ملايين المصريين إلى الشوارع للمطالبة بتنحي الرئيس الإسلامي محمد مرسي. وقال العريض في مقابلة بثتها قناة فرانس 24 التلفزيونية أمس الثلاثاء، «أستبعد سيناريو مشابه لما يحدث في مصر، لثقتي الكبيرة في وعي التونسيين وقدرتهم على قياس إمكانيات البلاد.» وأضاف «منهجنا يتسم بالتوافق والشراكة، ولا مبرر في اتجاه إهدار الوقت أو تعميق التجاذبات». وتابع «التجربة المصرية خاصة، لكنني على ثقة بأن الحوار سيمكن المصريين من الخروج من الأزمة». والعام الحالي رضخت حركة النهضة الإسلامية المعتدلة، التي تقود الحكومة لضغوط المعارضة العلمانية، وقبلت بتعيين وزراء مستقلين في الوزرات السيادية، سعيًا لإرضاء خصومها الذين اتهموها بالسعي للسيطرة على كل مفاصل الدولة. لكن مشروع قانون العزل السياسي -الذي قد يقصي مئات من رموز النظام السابق وتؤيده حركة النهضة- يثير جدلًَا واسعًا بين أنصار الحكومة الإسلامية ومعارضيها الذين نزلوا للشوارع احتجاجًا أو دعمًا للمشروع، وهو ما يزكي مخاوف من الانزلاق إلى موجة عنف في البلاد قد تقوّض استقرارًا أمنيًّا هشًّا. وفي فبراير الماضي فجر اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد، أسوأ موجة احتجاجات في البلاد لكن الأزمة انتهت باستقالة رئيس الوزراء السابق حمادي الجبالي وحل محله العريض. واتهمت الشرطة متشددين إسلاميين باغتيال بلعيد. ومن المنتظر أن تجرى انتخابات في تونس نهاية هذا العام، لكن عدم الاتفاق على تشكيل لجنة مستقلة للإعداد للانتخابات وتعطل صياغة دستور جديد للبلاد، أثارا مخاوف من تأجيل الانتخابات للعام المقبل، وإطالة المرحلة الانتقالية. فيما قالت الأممالمتحدة أمس الثلاثاء، إنها تخشى من انعكاسات الوضع في مصر على دول المنطقة. وقال مساعد المتحدث باسم المنظمة الدولية إدواردو ديل بوي «العالم يراقب مصر ومصير العملية الانتقالية في مصر، سيكون له تأثير كبير على البلدان الأخرى التي تشهد عمليات انتقالية في المنطقة».