م. طلال القشقري في الوقت الذي تشهد فيه مملكتنا الحبيبة حِراكاً كبيراً على كافة الأصعدة، وفي جهاتٍ كثيرة، لمنح الأولوية للمواطن السعودي في التوظيف إن لم تكن لديه وظيفة، أو في التثبيت إن كانت وظيفته مؤقتة،.. في هذا الوقت تسلك جامعة أمّ القرى في مكّة المكرّمة سبيلاً آخر مختلفاً ومعاكساً!. أنا هنا أشير للواقعة التي نشرتها هذه الجريدة في الأسبوع الماضي، عن الأكاديمية حنان سروجي، التي عملت في الجامعة فترة طويلة على وظيفة مؤقتة، وجلست المسكينة تنتظر تثبيتها، لتُفاجأ بإنهاء الجامعة لعقدها، وتوظيف أكاديميات وافدات من الأردن وتونس بدلاً منها، وإذا ما رغبت هي في البقاء في الجامعة والتثبيت فعليها - كما قالت لها الجامعة - أن تعمل في فرعها بمحافظة الليث التي تبعد حوالي 200 كيلومتر عن مكّة المكرّمة!. إنه أمرٌ مؤسف أن تجعل الجامعة اسمها المحبّب إلى النفوس وسمعتها رديفاً دائماً لمشكلات عدم التثبيت الوظيفي للأكاديميات العاملات على وظائف مؤقتة، عكس الجامعات الأخرى التي كانت مثلها، لكنها بذلت جهوداً كبيرة لحلّها، ونجحت كثيراً في ذلك، مُستنيرةً بالأمر الملكي الكريم الذي يقضي بالتثبيت الوظيفي!. وما يؤسف أكثر هو أنّ الدعم الذي تلقاه الجامعة هو نفسه الذي تلقاه الجامعات الأخرى، إن لم يكن أكثر، بحكم مكانة مكّة المكرّمة العظيمة، فلماذا نجحت الجامعات في التثبيت ولم تنجح جامعة أمّ القرى؟ ألا يشير هذا لوجود مشكلة داخلية في الجامعة عصيّة على الحلّ؟ أو أنّ فيها مسئولين لا يرغبون في الحلّ؟. أعتقد أنه حان الوقت لتدخّل الجهات الأخرى، المعنية بهذا الوضع المأساوي، فليست الأكاديمية حنان سروجي هي التي تُعاني وحدها منه، بل في الجامعة عشرات الأكاديميات غيرها، من بنات البلد المؤهلات، من جيران بيت الله الحرام، من الأفئدة التي هوت للسُكْنى في الوادي المقدّس غير ذي الزرع، من حاملات الشهادات العليا، كالماجستير والدكتوراه، ممّن هنّ على وظائف مؤقتة لا تليق بهنّ على الإطلاق، وقد يتعرّضن في سبيل التثبيت لإنهاء عقودهنّ أو التشتيت!. أدركوهنّ يا قوْم، على الأقل كعربون مُبارك لبلوغ الشهر الكريم، بما فيه من الأجر والثواب العظيم!. @T_algashgari [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :