دائما ما يقاس المرء بالمشاريع التي يحملها ، كنقلة هرمية توصل صاحبها من مستوى الصفر إلى القمة أو تعكس أمامها معادلة النماء التطوري ، مسلمين بذلك إن القوى التي تصنع التطور هي القوى المنتجة ليست المستهلكة ، وككلمة إنصاف أحب أن أبعثها إلى كل شباب الجنوب الأبطال عامة وإلى منتسبي الحركة الشبابية والطلابية على وجه الخصوص ، فمنذ نشوء الحركة الشبابية والطلابية ككيان فاعل في ثورتنا الجنوبية المباركة استطاعت أن تضع ذاتها كمكوّن حمل ثقل تواجده في الفعل الثوري الجنوبي مع بقية مكونات الثورة الجنوبية الأخرى من نفَس روح شبابنا الجنوبي العظيم لتجد أثرها في موضع التواجد الثوري في مسار ثورتنا الجنوبية ، فكانت الحركة الشبابية والطلابية حاضرة الفعل الثوري المنظم والفاعل على الصعيد السياسي والميداني ورقما صعبا في المعادلة الثورية الجنوبية ألتزمت بأيدلوجية النضال السلمي المنظم . إذن ومن هنا أوجه رسالتي إلى كل الشباب في جنوبنا الحبيب وإلى منتسبي الحركة على مستوى الجنوب أقول : أنَّكم أمام فارق كبير وتحولات مقرونة بتحديات وصعوبات الواقع الحاصل التي ستواجهونها في عقد المؤتمر الأول للحركة والمنعقد منذ 5/7 كان أبرز هذه التحديات إصراركم على عقد المؤتمر بتاريخه المحدد رغم شحّة الإمكانيات التي جوبهت بقوة عزيمتكم التي لا تقبل الاستسلام ، وعلى ما سيحمله ذلك اليوم الذي ننتظره كلنا كشباب لتدشين المؤتمر في العاصمة عدن أجده ويجده الشباب غيري الكثير بأنها فرصة أعطيت لشباب جنوبنا الحبيب لإثبات مدى قدرتهم على إيجاد الحضور المسؤول لعماد ثورتنا الجنوبية وهم الشباب في صنع التطور الحافل بالانتصارات من خلال العمل بروح الفريق الواحد بعيدا عن بواعث الأنانية النرجسية الممقوتة التي تدَّعم الاستحواذ الآني . فبقدر ما هو هذا المؤتمر نقطة تحول في نضالات الحركة الشبابية والطلابية فهي فرصة لنؤكد نحن الشباب إقرارنا لمبدأ المؤسسية المنضبطة التي تقام على التقيد بمنظومة الديمقراطية الشاملة ، وهنا رسالة أبعثها للجنة التنظيمية للمؤتمر وكل الشباب في جنوبنا الحبيب بأن يمضوا نحو خارطة بنا الصف الجنوبي الواحد من خلال توطيد مفاهيم الشرف النضالي وأبجديات الكفاح الثوري المنظم وترسيخ دعائم المحبة والمودة في عقد هذا المؤتمر ، والتمسك بأخلاقيات وأدبيات النضال الثوري الهادف ، فالثورة قبل أن تكون فعلا جماهيريا شعبويا فهي شرف وحب وتضحية وتنازلات وثوابت تضمن استمرارية الثورية حتى تحقيق الأهداف،، ومهما تكون الطريق طويلة بشيء من الإصرار والثقة نستطيع أن نصل،، فوحدهم الذين يمشون على ثقة يمكنهم أن يكتشفوا إلى أي مدى يمكنهم البلوغ . وأخيرا نؤكد أننا لسنا بصدد إنجاز موقفا ما في ثورتنا الجنوبية فحسب أننا نبني ونؤسس لدولة ووطن ننشدها ونقدم لأجلها التضحيات الجسام فصورة نضالنا اليوم ستعكس غدا على بناء وطننا الجنوب القادم.